"الفن هو رسالة سلام"، بهذه العبارة المقتضبة تلخص الرسامة الشابة ذو الـ23 ربيعا ليلى الصافي الهدف من إقامة معرضها الشخصي الأول وسط حدائق متنزه مابين الجسرين احد أشهر المتنزهات في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.
وقالت الصافي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "المعرض ضم 50 لوحة فنية حملت مواضيع أساسية هي الفلكلور والطبيعة والواقعية وتحت شعار (ريشة اشنونية) يمثل بالنسبة لها أفق جديد أحاول من خلاله إثباته موهبتها وتأكيد بان الفن رسالة محبة وسلام".
وأضافت الصافي وهي تبتسم أنها "خريجة كلية التربية قسم الكيمياء لكنها كانت مؤمنة بموهبتها في الرسم منذ الصغر وشاركت بالعديد من لمعارض المحلية لكن فكرة إقامة معرض شخصي كبيرة بالنسبة لها كان بمثابة حلم تحقق الآن بدعم من أسرتي التي آمنت بموهبتي".
وأعربت الصافي عن تفاجئها بالحضور المميز للناشطين والمتهمين بالجانب الفني، مبينة أن "المعرض كسر حاجز الخوف بالنسبة لها من ناحية أن إقامة معرض فني وسط بعقوبة بكل الأجواء المحيطة ربما يعتبره البعض مغامرة لكن في الحقيقة كنت مؤمنة بان التحدي هو من يصنع الاستقرار والطمأنينة ويعطي رسالة بالغة الأهمية بان بعقوبة لم تموت ومايزال فيها نبض قوي لحب الفن والطبيعة".
وبينت الصافي أن "معرضها أعطى أمل لعشرات الفتيات اللائي لديهن موهبة مميزة للرسم وفي فنون أخرى من اجل الشروع في طريق إثبات مواهبهن وعدم الجمود"، مبينة أن "مخاوفها كانت كبيرة من فكرة إقامة المعرض لكنها الآن مؤمنة بأن الموهبة هي من تصنع المستحيل وقادرة على تغيير أراء الكثيرين".
وأشارت الصافي وهي تلتقط صور قرب لوحاتها الفنية المميزة الى أن "كل لوحة تحمل موضوعا وقضية واعتمدت تسمية ريشية اشنونية من اجل التذكير بإحدى أهم الحضارات العراقية القديمة التي رسخت جذورها على ارض ديالى وهي مملكة اشنونا التي يعود تاريخ تأسيسها للاف الثاني قبل الميلاد".
وأكدت الصافي، أن "دراستي لعلم الكيمياء لم تمتعي من تطوير موهبتي طيلة السنوات الماضية"، مبينة أنها "تسعى لإقامة معارض فنية أخرى في محافظات أخرى بالمستقبل وتقديم ريعها للأطفال النازحين".
وأعربت الصافي عن أملها بأن "تصل لوحاتها الى العالمية لأنها تعبر عن تحدي مجتمع نجح في تجاوز محن قاسية طيلة سنوات طويلة".
وتسببت الأحداث الأمنية في ديالى بتقلص الأنشطة الفنية في السنوات الماضية رغم محاولات فنانين وأدباء إعطاء زخم اكبر للأنشطة ولفعاليات من خلال إقامة المعارض.