انقلاب وشتات





طعنوا الرسولَ وخاصموا التنزيلا
إذْ قالَ قائلُهمْ دعوا هذَيَانهُ
يكفي الكتاب ولا نريدُ رسولا





أسقوا رسول الله سُمَّ عنادهمْ
وتجرَّأوا لا يأخذون بيانهُ
تركوا الرُّقيَّ وتابعوا التسفيلا





نسفوا الجمال وكان يأرجُ بينهمْ
ما قَدَّروهُ وهدّموا أركانَهُ
نعتوهُ بالهجرِ المزيلِ عقولا





أّوَ بعدما رفَعَ العوالمَ بالهدى
بالإنقلاب تسَلّقوا بنيانهُ
وتكاتفوا أنْ يُخْمدوا التهليلا






يا أمةً ترَكَتْ بيانَ محمدٍ
أينَ العُلى قد بدّلوا عنوانهُ
من سوئهم قلبوا الصباح أُفُولا





يبكي النبي محمدٌ من جرمهم
لمّا بغوا يستهدفون كيانَهُ
من نفثهم تركوا الربيع ذبولا





ماتَ النبيُّ وحسْرةٌ تجتاحهُ
ممّا جرى سرَقَ الظلامُ زمانَهُ
حرموا الورى أنْ يتبعوا القنديلا





من حقّها تبكي البتولُ تّلَوُّعاً
وترى النبي معانقاً أحزانَهُ
ومودِّعاً دار الفناء كليلا







(أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)




حسين إبراهيم