هنا

[ثامر الحيدري]

أغرب عادات وتقاليد الهند

الهند بلاد السحر والبهارات، يعرفها ملايين الناس على امتداد العالم بثرائها وتنوعها الشديدين، وبفنونها وأدبها وموسيقاها وعقائدها وطقوسها التى تصنع صورة مدهشة ومليئة بالتفاصيل والألوان والحكايات، فإذا أبحرت فى تاريخها البعيد ستقع على كنوز من المعرفة والفلسفة والأفكار والإبداعات، وعلى تراث طويل من العقائد والطقوس والأساطير، بما يخرج بالهند من حيز الدولة إلى حيز القارة والعامل الكامل والشامل، هنا نحاول الاقتراب من بلاد السحر والدهشة والبهارات والشمس المشرقة بشكل أكبر، ونقلّب فى حاضرها لنستخرج بعضًا من آيات الدهشة التى صنعها ماضيها العريق وبعيد المنجز، وهو الماضى الماثل بشكل حى حتى الآن، والذى لن تصدق أن مكانًا فى العالم، يحجز موقعه بثبات وثقة بين الأمم المتقدمة، ويتطور يومًا بعد يوم على الأصعدة العلمية والمعرفية، ويمتلك برنامجًا ناجحًا لغزو الفضاء، ويحتل الموقع الأول ضمن أكثر الدول إنتاجًا للبرمجيات وتصديرًا لها، وما زال يضم فى أرجائه كل هذه الدهشة والغرابة وطاقة السحر والعجب التى تحملها هذه المعتقدات والطقوس التى تطالعها فى السطور المقبلة.
عادات وتقاليد غريبة فى الهند
تشتهر الهند – هذه الدولة شاسعة المساحة وبالغة التنوع والثراء لغويًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا ودينيًّا – بكثير من العادات والتقاليد والأعراف الغريبة على الأفكار البشرية، والمثيرة للدهشة والعجب، والتى رغم غرابتها وإدهاشها، لا يمكن الاستغناء عنها روحيًّا من جانب ملايين الهنود، رغم ما وصلت إليه المجتمعات الإنسانية، ومنها المجتمع الهندى، إلى تقدّم معرفى وتكنولوجى كبير، فما زالت هذه الطقوس حجر زاوية وأساسًا كبيرًا ومهمًّا فى تكوين الشخصية الهندية.
تناول الطعام
من عادات الهنود الغريبة، أنه قبل تناولهم للطعام من الضرورى أن تباركه الآلهة، وذلك من خلال حمل الطعام إلى المحراب الموجود فى المنزل، والتمثال الذى يمثل إله الأسرة، وتشتعل حوله الشموع والبخور لتطيّب رائحة الجو، ويتمثل دور هذا الإله فى حماية المنزل على مدار اليوم، وعندما يحتاج إلى الراحة فإنهم ينقلونه إلى مكان آخر لينام فيه، وبعد أن يُقدّم الطعام إلى الإله يخرج الفرد بعد عشر دقائق حاملاً الطعام لغرفة المائدة، وبذلك تكون الآلهة قد باركت الطعام وأكلت منه.

الدوشار
الهند بلد البهجة والفن والمرح، بتنوعها الاجتماعى والثقافى والجغرافى واللغوى والدينى الواسع، تمثّل قارة شاسعة لا دولة، ولعل بسبب هذا التنوع تشهد آلاف الاحتفالات والمهرجانات السنوية الحاشدة، ومنها احتفالات يجتمع فيها الهنود حول تمثال ضخم له قاعدة من الورق المقوّى، وتحتوى هذه القاعدة على المفرقعات، وهذا التمثال لرجل ضخم اسمه “روان”، كان ملكًا ظالمًا انتصر عليه الإله “راما” فى مثل هذا اليوم قبل آلاف السنين، أما كلمة “الدوشار” فهى اسم لذلك اليوم.
وعن هذه الأسطورة، فإنها تقول إن “روان” خطف “ستيا”، وأراد أن يرغمها على الزواج منه، ولكن “راما” انتصر عليه بمساعدة الآلاف من القردة، وفى هذا اليوم السنوى يحرق الهندوس 3 تماثيل: الأول للملك “روان”، والآخرين لأخويه اللذين ساعداه فى جريمته، وبعد إتمام الحرق يتم إطلاق الأسهم النارية الملوّنة، ويستمر الاحتفال على أنغام الموسيقى والأبواق والطبول، ويتجمع الناس ويسيرون فى موكب موسيقى يرتفع فيه تمثال الإله “راما” فوق رؤوسهم.
الانتحار غرقًا
من الظواهر الغريبة أيضًا والمنتشرة فى الهند بشكل ملحوظ، عادة الانتحار غرقًا، إذ يُغرق الهندى نفسه فى خور – وهو عبارة عن مسطح مائى ساحلى على شكل خليج شبه مغلق، يصب فيه نهر من جهة، ويتصل بالبحر من الجهة الأخرى، وتختلط فيه المياه المالحة بالعذبة – فإذا شعر الفرد بالخوف استأجر من يتولّى مهمة إغراقه، وإذا خاف مرة أخرى وهو يُغرقه فلا يجوز له التراجع ولا يجوز للمأجور أن يعفيه من الأمر، بل يستمر فى إغراقه حتى يموت.

الحيات
الأمر لا يتصل بعادات البشر فقط فى شبه الجزيرة الهندية بالغة الثراء والتنوع، فهناك بعض الظواهر الطبيعية الغريبة والمرعبة فى الهند، وعلى رأسها انتشار الحيات بشكل كثيف للغاية، إذ يوجد فى الهند ما يقترب من 3120 نوعًا منها، وأخبث هذه الأنواع توجد فى أرض “تاكا”، وإذا هبّت الريح من جهة “تاكا” فإن حيّاتها تقتل الأشخاص الذين يمرّون بهذه الأرض، ولهذا يهجر السكان القرية لعدة أيام إذا هبّت الريح، ثم يعودون إليها بعد ذلك.
حرق الجثث
أما عادة حرق الجثث فيتميز بها أتباع الديانة “الهندوسية” فى الهند، وبعض دول جنوب شرق آسيا الأخرى مثل نيبال، وآلية ممارسة هذه العادة وفلسفتها ترتبط بإحراق جثة الشخص عقب وفاته، عبر وضعها وسط الأخشاب وإشعال النار فيها، وهو الأمر الذى يعتبرونه تكريمًا للميت وإطلاقًا لروحه لتبدأ دورة جديدة فى جسد جديد ولا تظل مقيّدة بجسدها الذى فارق الحياة، أما العجيب فى الأمر أنه لعقود طويلة كانت هذه العادة تتم بطريقة بالغة الدهشة والغرابة، فقد اعتاد مواطنو هذه المناطق إحراق الزوجة “الأرملة” مع زوجها الميت لإثبات محبتها وولائها له.

[روجـيـنـا ♡]

يسلمو ع الموضوع