نشرت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" مقالا كتبه إيغور بيلوبورودوف، المختص بعلم الاجتماع والديموغرافيا، الخبير البارز في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية.
كتب إيغور بيلوبورودوف:
الشخصيات القوية مطلوبة من جديد: بوتين في روسيا، ترامب في الولايات المتحدة وأردوغان في تركيا؛ ولكن لماذا؟ هل سيتمكن هؤلاء من الاتفاق فيما بينهم والعمل معا لإحلال النظام في العالم؟
هذا اتجاه أصبح ملحوظا بالفعل، حيث يصوت الناخبون لمصلحة الحكام الأقوياء الذين يتميزون بالرجولة والكاريزما. ويتعلق هذا بالدرجة الأولى بتلك البلدان ذات التأثير الكبير في العالم؛ حيث يتسلم مقاليد السلطة أشخاص أقوياء، ويبدأ التعاون بينهم، وقد يؤدي ذلك بالنتيجة إلى ظهور نموذج جديد للبنية العالمية.
شخصيات قوية - ترامب وأردوغان
ولعل هذا الأمر مرتبط بخيبة الأمل من نموذج الديمقراطية القائم منذ فترة طويلة في الغرب. أما بالنسبة إلي، فإنني استغرب كيف سمح الناس لأنفسهم بانتخاب قادة ضعفاء، يسيرون وفق مصالح الدول الأخرى، على الرغم من أن ذلك يضر بمصالح بلدانهم.
والمهم حاليا كيف ستتطور الأحداث في أوروبا، لأن هذه المسارات بدأت هناك. ومثالا على ذلك الرؤساء الحاليون لمولدوفا وهنغاريا، ورئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، فعلى الرغم من أنها امرأة، فإنها تتفوق على الرجال الذين سبقوها.
وعلى الأرجح، سيصبح التنبؤ سهلا في العالم، لأنه سيقاد من أشخاص لهم تفكير متشابه، يهتمون بالمصالح الداخلية لبلدانهم، وليس بكيفية فرض شيء ما على أحد أو الانبطاح أمام أحد. وهؤلاء القادة سيتكلمون بلغة متشابهة، أو على أقل تقدير سيكونون أكثر قدرة على الاتفاق.
الدولة – هي عائلة العائلات، حيث السلطة العليا تلعب دور الأب المسؤول. ويخطئ الذين ينظرون إليها على أنها شراكة بين المواطنين وهيئات السلطة. إذ تبقى عمليا الكلمة الأخيرة دائما لشخص واحد. وهذا يعني ضرورة الاعتماد على زعيم قوي وقاس والوثوق به.
ومن المعلوم أن وجود شخص قوي في الدولة لا يعني أبدا الدكتاتورية. لأن الزعيم القوي، هو صفة للشخصية وليس للارتباط بحزب أو نظام. والأهم هنا كيف سيكون موقفه من مصالح شعبه.