يوجد في داخل الإنسان العديد من المشاعر وتصدر عنه الكثير من تلك السلوكيات والتي هي تكون كنتيجة لتفاعله مع غيره من المحيطين به حيث يكون من هذه السلوكيات ما هو طيب وجيد بل مفيد ويعمل على تقوية روابط الفرد بالآخرين من حوله بما أظهره لهم الفرد من مشاعر طيبة أو روح راقية أو صور المحبة ومنها ما هو سئ ويعطي صورة سيئة للإنسان أمام الآخرين حيث أن لو قام الإنسان بفهم مشاعره أي قام بعملية تفسيرها بشكلها السليم وقام بتقييم ما نتج عنها من سلوكيات بل حاول السيطرة عليها وقام بتوجيهها بشكلها الصحيح الذي يخدمه ولا يتسبب له في الأذى أو حتى تقديم الأذى للآخرين من حوله لكان ذلك هو الأصلح له ، ومن ضمن تلك المشاعر والسلوكيات في داخل الإنسان الغيرة والشك ولكن ما هما الغيرة والشك وأيضاً ما هو الفرق بينهما .
تعريف الغيرة :– الغيرة هي تلك المشاعر الإنسانية الموجودة داخل الإنسان والغيرة هي تلك الفطرة والغريزة الطبيعية وهي في تعريفها العام مزيج من حب التملك والشعور بالغضب وهي تلك الطاقة التي في الغالب تكون كامنة لا نشعر بوجودها ولا بشدتها وقوتها حتى تأتي لحظة انفجارها والغيرة هي ذلك الشعور المحايد فنحن من نضيف له نزعته التي نريدها فإن كانت نزعة إيجابية أصبحت الغيرة إيجابية وبناءة و إذا كانت نزعة سلبية فأنها في تلك الحالة تتحول إلى غيرة مزمومة أو سلبية وللغيرة نوعان مختلفان عن بعضهما وهما .
الغيرة الإيجابية (المحمودة ) :- وهي تلك الحالة من الغيرة البناءة أو المطلوبة فمثلاً هي تلك الإحساس الذي يربط بين شخص وشخص أخر وكنتيجة لوجود ذلك الإحساس يتولد خوف لدى الشخص من فقدانه للطرف الأخر وذلك لإحساسه بمدى أهميته أو محبته له وعدم قدرته على الاستمرار في الحياة من دون وجوده إلى جواره مما يشكل لديه الدافع إلي أن يسلك كل الطرق بل الأساليب الجاذبة والقيام بأبعاده عن أي مؤثرات خارجية قد تؤدي إلى خسارته وأيضاً الغيرة من نجاح الآخرين والتي لابد من توجيهها بشكلها السليم والذي يكون بعيداً كل البعد عن مشاعر وأحاسيس الحقد والحسد حيث لابد للإنسان أن يقوم بتطوير ذاته وقدراته لكي يعمل على تميزه ويصل إلى النجاح الذي وصل إليه الآخرين أي أن عامل الغيرة هنا هو عامل دفع للأفضل وللتقدم وللتميز إذاً فهو عامل إيجابي .
الغيرة السلبية أو المذمومة :- وهي تلك النوعية من الأحاسيس بالغيرة ولكنها تقوم على سيطرة فكرة النقص على تفكير الشخص مما يجعله ينطلق إلى مشاعر الحقد والكراهية والحسد وعدم رغبته في التعامل مع الآخرين أو أن يكون دافعاً إلى انعزاله أو حتى التعامل مع الآخرين بكل عدوانية أي بشكل سلبي وهي من الممكن أن تقوم بدفع صاحبها إلى التدمير أو التخريب بل وفعل ما هو منهى عنه أو هدام مثل القيام بمهاجمة زميل ناجح لك في العمل بدلاً من الاجتهاد مثله وتحقيق النجاح مثلما هو قد حققه مثال ذلك الغيرة الزوجية غيرة الزوجة على زوجها فبدلاً من أن تعمل على راحته وتتودد إليه وتكون هي تلك الأنثى المميزة عن جميع النساء التي يراها قامت بفعل العكس ، حيث قامت بحصاره وسلب سعادته وأخذت في توجيه الاتهامات له أو بدأت تتعامل بعدائية وعداء شديد للنساء الأخريات أي أنها لم تقم بإضافة جديد لعلاقتها الزوجية بل أثرت عليها بالسلب .
تعريف الشك :- وهو عبارة عن ذلك الشعور أو الإحساس والذي يقوم بدفع الإنسان إلى مجموعة من السلوكيات السلبية والتي في الغالب ما تقوم بدفعه إلى الإساءة إلى نفسه أو إلى الآخرين من حوله حيث تكون البداية هو فقد الإنسان لثقته في نفسه ومن بعدها يبدأ امتداد الشعور بالآخرين وفقد الثقة فيهم ومن هنا يبدأ الشك ، حيث أن الإنسان العاقل لا يجب أن يترك نفسه كفريسة للشك وبالأخص في حالة عدم وجود سبب واضح أو منطقي له حيث يعتبر أن مجرد سيطرة وشعور الشك عليه سيجعله يفسر كل تصرفات الغير بشكل خاطئ وغير سليم .
الفرق بين الغيرة والشك :- الغيرة والشك مرتبطان بشكل أساسي مع بعضهما البعض وبالأخص في حالة وجود ارتباط بين شخصين كعلاقة الزواج مثلا بحيث أن الطرفين وكوضع طبيعي يجمع بينهما الكثير من المشاعر والأحاسيس كالحب والمودة والاهتمام ، مما يترتب عليه خوف كل طرف منهما من فقدان الطرف الأخر ويغار عليه من المحيطين به أو الآخرين لأنه كنتيجة لشعور الغيرة فإن كل طرف منهم يحب أن يكون الطرف الأخر له هو فقد كان يغار الرجل على زوجته من الرجال الآخرين وينتج عن ذلك الشعور منعها من الاختلاط الغير ضروري بهم حيث أن هناك شعرة صغيرة فيما بين الغيرة والشك ولذلك فإن الغيرة الشديدة أو غير المنطقية أو التي تكون من غير أسباب واضحة لشدتها تلك والتي قد ينتج عنها الشك بين الطرفين وهذا هو الأمر الخطير على العلاقة حيث أن الشك سينتج عنه ومن خلاله العديد من المشاكل والاختلافات وبالتالي ستسوء العلاقة الزوجية بينهما وبالأخص عندما يكون الشك معتمدا على الإحساس أو الظنون ومتناسياً للعقلانية أو المنطقية .