قصة قصير للعبرةسار المدير بين أثاث مكتبه جيئة وذهاباً وهو يفرك يديه تارة
وأخرى يضعهما خلف ظهره ثم توجه ناحية المكتب ليضغط على
زر جهاز السكرتير ليقول بصوته الأمر
- أين مسؤول الإدارة
رد السكرتير بعفويه قائلاً عبر الجهاز
- لقد أخبرته سيأتي
لم يحتمل الإجابة توجه ناحية الباب وفتحه بعنف ليصرخ بوجه السكرتير قائلاً
- اذهب إليه بنفسك وائتني به
صفق الباب وعاد لمسيرته ويده تحتضن كرشه والأخرى تفرك ذقنه
متأففاً كأنه لا يطيق انتظاراً . هنا هرول مسرعاً ناحية كرسيه بعد أن
سمع وقع خطوات تقترب من باب مكتبه جلس بكله على الكرسي بارزاً
صدرهُ للأعلى مطبقاً على شفتيه بقوة وغضب ليمسك بيده قلماً وهو
يصطنع الانشغال بمستنداتٍ وأوراق مطروحة على سطح المكتب
رفع عينيه ورأسه محني باتجاه الأوراق ناحية الباب حين دخل مسؤول
الإدارة باديتاً عليه علامات الاستفهام من استقدامه ليقول بتساؤول
- نعم جناب المدير ارسلت في طلبي
نهض المدير مستديراً ليلتف حول الكرسي ويتكأ عليه بكلتا يديه ثم قال
- كيف تجرأ على الجلوس في مكتبي وعلى كرسيي
بهت مسؤول الإدارة ليقول
- لم اجلس بتاتاً ولم ادخل غرفتك قط إلا بحضورك
رد المدير وهو يلوي شفتيه بامتعاض قائلاً
- أنا رأيتك بعيني هاتين وانت جالس ها هنا
وأشار برأسه للكرسي
وقف المسؤول ليقول بأستغراب
- متى حصل هذا الأمر حسب ذاكرتي لا أدريه
رد المدير بغضب
- البارحة ليلة البارحة في حلمي
هنا طفق المسؤول ضاحكاً ضاناً أن المدير يمازحه ليقول
- أضحكتني وما ذنبي ان جلست في حلمك على كرسي فخامتك
هنا استشاط المدير ليقول واللعاب يتطاير من فمه
- أتسخر مني جلوسك في حلمي معناه انك تريد منصبي بالحقيقة
ضرب المسؤول راحتيه ببعضهما وخرج وهو يهز رأسه أسفاً لحال
المدير و وضاعة تفكيره خرج وتركه يزبد وينثر كلماته السمجة تركه
يفور من غضبه متمنياً لو أنه لم يكلم مسؤول الإدارة .
وظل فخامة المدير يفكر بالحلم حتى انتفخت أوداجه
منقول من ارض المقدسات