09:00 26/11/2016
في يناير، 2002، شكَّلت مجلة "ناشيونال جيوجرافيك"، فريق بحث مُحترف سافر إلى أفغانستان للبحث عن الفتاة المعروفة بـ "صاحبة العيون الخضراء"، الصورة التي سحرَت العالم بأكمله، حتى أنّ البعض أطلق عليها "موناليزا الثانية"، عندّما نشرت صورتها على غلاف المجلة، يونيو 1985، عقب أنّ التقطتها المصور الصحفي الأمريكي، ستيف ماكوري، داخل مُعسكر اللاجئين الأفغان في باكستان، وتحديدًا في "بيشاور".
وشُبّه ستيف ماكوري بليوناردو دافينشي عندما رسم لوحة الموناليزا وفي ذلك دلالة على براعة ماكوري واختياره الموفق في تلك الصورة، وقد كان يطلق على شربات جولا أحيانا بـ "الموناليزا الأفغانية". وبعد عام كامل من البحث عثر الفريق على "صاحبة العيون الخضراء"، التي تُدعى، شربات جولا، ولكّي يتم التأكد من أنها صاحبة الصورة الأصلية، استخدمت تكنولوجيا "البيومترية"، وبالفعل كانت شربات هي السيدة التي استطاعت قلب العالم بأكمله رأسًا على عقب.
الصورة التي سحرَت العالم بأكمله
وعن لحظات التقاط الصورة الأولى، استرجعها "ماكوري" قائلاً: "كانت تملُك نظرة حادة ثاقبة"، وأضاف: "كنا مُحاطين بالغبار من كل صوب وناحية، وكان هذا قبل وجود الكاميرات الرقمية، لذا لم أكن أعلم ما الذي كان يُمكن أن يحدث للفيلم داخل الكاميرا"، وعندّما عدت إلى المكتب وعرضت الصورة على مُحرر مجلة "ناشينول جيوجرافيك"، قال بحماس: "هذا هو غلافنا القادم". عندّما كان "ماكوري" يتجول داخل المعسكر الأفغاني، كانت شربات تتجول وهي في الثانية عشر من عُمرها، بعد أن كانت يتيمة بسبب قتل والدها ووالدتها، بسبب جولات قصف طائرات الهليكوبتر التابعة لسلاح الجو السوفيتي في الثمانينات، وأُجبرت الفتاة الصغيرة على ترك منزلها مع جدتها وشقيقاتها الثلاثة، إلى مُخيم ناصر الذي يقع في باكستان.
لم ترى شربات الصورة الا في يناير 2003
وفي الثمانينات، تزوجت شربات وعادت إلى أفغانستان عام 1992، ورغم أنّ الصورة حققت شهرة عالمية، لم ترها شربات على الحقيقة إلا في يناير 2003، عندما توصل إليها فريق العمل، وأخبروها أن شهرة الصورة وصلت للعالمية، وحينها قررت "ناشيونال جيوجرافيك" إطلاق فيلم تسجيلي بعنوان "البحث عن الفتاة الأفغانية". وقال ماكوري لصحيفة واشنطن بوست عام 2002: "فور رؤيتي لها علمت أنها نفس الفتاة"، وأضاف: "لقد كان هناك مجموعة معقدة من المشاعر على وجهها في الصورة الأولى… هل هو خوف؟ هل هي صدمة؟". وفي استفتاء جديد نظمه أحد أشهر المواقع الأجنبية المتخصصة، تم طرح أكثر من 60 صورة لعدد من النجمات والمشاهير اللواتي يتميزن بعيون ساحرة وجذابة، ونشر الموقع النتيجة النهائية لصاحبات أجمل 10 عيون في العالم تحمل الأنوثة.
وكانت مفاجأة هذا الاستطلاع منح المركز السادس لعيني الفتاة الأفغانية، شربات جولا، التي سحرت العالم منتصف الثمانينات بجمال عينيها وهي في الـ14 من العمر، بعد أن التقط لها المصور ستيف ماكوري صورة في أحد مخيمات اللاجئين الأفغان في باكستان، ونشرت صورتها على غلاف مجلة "ناشنوال جيوجرافيك" الأمريكية، عام 1985، لتصبح الصورة الأكثر شعبية في تاريخ المجلة.
ألقت الشرطة القبض على صاحبة أشهر صورة في أفغانستان، بتهمة حمل أوراق هوية مزوّرة
ومؤخرًا، ألقت الشرطة القبض على صاحبة أشهر صورة في أفغانستان، بتهمة حمل أوراق هوية مزوّرة في باكستان، حيث تعيش منذ سنوات، حسب ما ذكر موقع بريطاني، وواجهت شربات جولا عقوبة بالسجن 14 عامًا بتهمة حيازة أوراق هوية مزوّرة، حسب ما أعلنت الشرطة الباكستانية. وكانت وكالة الاستخبارات الباكستانية ألقت القبض على السيدة الأفغانية بتهمة التزوير، بعد عامين من التحريات في مدينة بيشاور التي تقع على الحدود مع دولة أفغانستان.
وقال شهيد إلياس، أحد مسؤولي الاستخبارات الباكستانية، إنه تم القبض على "شربات"، 46 عامًا، بتهمة حيازة بطاقة هوية مزورة، وإنها تواجه عقوبة السجن 14 عامًا، وغرامة ما بين 3 آلاف و5 آلاف دولار، إذا أدانتها المحكمة في القضية. وكانت السلطات الباكستانية قد شنت حملة للقبض على حاملي بطاقات الهوية المزورة، والتحقق من بطاقات الهوية الموجودة. وقد تتبعها المصور لاحقًا ووجدها في قرية أفغانية بعيدة في عام 2002، حيث كانت متزوجة ولديها 3 بنات، وقام بتصويرها مرة أخرى، وفي 4 نوفمبر، 2016، أعلنّ المصور، ستيفن ماكوري، إنه تم الإفراج عن شربات وأصبحت حُرة تمامًا.