السومرية نيوز/ بغداد
ولد فيدل أليخاندرو كاسترو روز يوم 13 أغسطس/آب 1926 لأسرة ثرية من ملاك الأراضي، تلقى تعليمه في المدارس الكاثوليكية في البداية وكان مجداً في دراسته ومنح لقب أفضل رياضي وهو شاب عام 1944، ثم تخرج في جامعة هافانا عام 1950 بعد حصوله على درجة الدكتوراه في القانون.
مارس كاسترو مهنة المحاماة لمدة عامين وخطط للترشح لمقعد في البرلمان الكوبي عام 1952، لكن الإطاحة بحكومة كارلوس بريو ساكاراس على يد فولغنسيو باتيستا أرغمته على عدم الترشح، وفي عام 1953 حمل كاسترو السلاح ضد نظام باتيستا بعد رفض دعواه القضائية التي اتهمه فيها بانتهاك الدستور، وقاد هجوما فاشلا على ثكنات مونكادا العسكرية في سانتياغو دي كوبا وسجن ثم عفي عنه بعد عامين.عاش كاسترو في منفى اختياري بالولايات المتحدة والمكسيك لمدة عامين ثم عاد إلى كوبا عام 1956 على رأس مجموعة قليلة من المتمردين أطلقت على نفسها "حركة 26 يوليو/تموز" وانضم إلى الزعيم الثوري أرنست تشي غيفارا وأطاح عام 1959 بحكم باتيستا الديكتاتوري.
وبدأ كاسترو خلافه مع الولايات المتحدة عندما أمم بعض الشركات الأميركية العاملة في كوبا، وفي عام 1960 بدأ يشتري النفط من الاتحاد السوفيتي لسد احتياجات السوق المحلي، وعندما رفضت شركات تكرير النفط الأميركية العاملة في كوبا تحسين شروط تكريرها للنفط وتوفيره في الأسواق أممها كاسترو، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وبدأت كوبا حينها التوجه ناحية الاتحاد السوفياتي.
أصبحت كوبا ساحة قتال إبان الحرب الباردة بسبب التقارب بينها وبين الاتحاد السوفياتي، وفي نيسان 1961 قادت الولايات المتحدة محاولة فاشلة لإسقاط حكومة كاسترو بتجنيدها جيشا خاصا من المنفيين الكوبيينلغزو الجزيرة، وفي خليج الخنازير مني الغزاة بهزيمة منكرة وقتلت القوات الكوبية كثيرا منهم وأسرت ألفا آخرين.
وبعد عام على محاولة الانقلاب الفاشلة رصدت طائرات الاستطلاع الأميركية صواريخ سوفيتية متجهة إلى مواقع في أميركا، الأمر الذي أصاب العالم بالفزع من الانزلاق إلى حرب نووية شاملة، ووقفت القوتان العظميان وقفة الند للند، لكن الزعيم السوفياتي خورتشوف بادر بسحب الصواريخ من كوبا في مقابل سحب الأسلحة الأميركية من تركيا.
ومنذ ذلك الوقت أصبح كاسترو العدو الأول للولايات المتحدة، وحاولت الاستخبارات الأميركية اغتياله أكثر من 600 مرة كما جاء على لسان أحد الوزراء الكوبيين، وكان من بين الأفكار الغريبة لاغتياله محاولة جعله يدخن سيجاره المفضل وهو محشو بالمتفجرات.
كانت فترة الثمانينيات شديدة الوطأة على ثورة الرئيس كاسترو بسبب رفع موسكو دعمها عن الاقتصاد الكوبي عندما رفضت أخذ محصول السكر في وقت كان الحصار الاقتصادي الأميركي يشتد على كوبا يوما بعد يوم، وضاقت على الشعب الكوبي الأرض بما رحبت، وفي منتصف التسعينيات فاض الكيل بكثير من الكوبيين الذين فروا أفواجا في قوارب متداعية إلى ولاية فلوريدا الأميركية وغرق منهم الكثير. وتأثرت شعبية كاسترو بهذه الأحداث.
خلال فترة حكم كاسترو خطت كوبا خطى واسعة في مجالات عدة منها الرعاية الطبية التي أصبحت في عهده مجانية للجميع، وانخفضت معدلات وفيات الأطفال حتى أصبحت قريبة جدا من الدول الغربية المتقدمة، وكذلك في مجال معرفة القراءة والكتابة التي وصلت نسبتها إلى 98%.، في المقابل عانت كوبا في ظل حكم كاسترو من ضيق هامش الديمقراطية حيت يتم تضييق الخناق على المعارضة وتفرض رقابة على العديد من وسائل الإعلام، وتوثق كل عام تقارير المنظمات الدولة لحقوق الإنسان حالات اعتقال وتعذيب لمن يوصفون بأعداء النظام، هناك من الكوبيين من يمقتون كاسترو وهناك أيضا في المقابل آخرون كثيرون يحبونه ويعتبرونه "داود الذي صمد في وجه جالوت أميركا".
استقال فيدل كاسترو من رئاسة كوبا ومن قيادة الجيش في 19 فبراير 2008 بعد صراع دام 19 شهراً مع المرض، وتولى زمام السلطة في كوبا من بعده شقيقه راؤول كاسترو، وفي سنواته الأخيرة لم يعد كاسترو يتولى أي منصب زعامة، وكان يكتب مقالات رأي في الصحف تتناول الشؤون الدولية ويلتقي بالزعماء الأجانب من حين لآخر، لكنه كان يعيش في شبه عزلة.
وعاصر كاسترو زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لكوبا هذا العام، وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس أميركي لكوبا منذ 1928.
وأعلن التلفزيون الكوبي، اليوم السبت، عن وفاة كاسترو عن عمر 90 عاماً.
وأعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، أن جثمان شقيقه الزعيم التاريخي لكوبا فيدل كاسترو، سيحرق السبت، تماشيا مع رغبة فيدل كاسترو.