قالت مصادر إعلامية إسرائيلية إن تل أبيب أرسلت رسالة شديدة اللهجة لمصر، تحثها فيها على ضرورة إخراج الدبابات التي لم يتم التنسيق معها بشأن إدخالها إلى سيناء، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام عربية وعبرية بوادر أزمة حقيقية بين القاهرة وتل أبيب، هي الأولى من نوعها منذ وصول محمد مرسي إلى رئاسة الجمهورية.
وأوضحت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير حربه، إيهود باراك، قد طلبا من البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية العمل على إخراج الدبابات المصرية من سيناء. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن مصر أدخلت إلى سيناء كتيبة دبابات مصرية مكونة من 19 دبابة، زاعمة بأن القاهرة لم تطلب إذنا مسبقاً أو أن يكون تنسيق تم مع إسرائيل لإدخال هذه الدبابات التى يحظر نشرها فى شمال سيناء، وفقاً للاتفاق العسكرى المرفق بالبند رقم 1 الملحق باتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية.
رغم ذلك، فإن إسرائيل تعتقد -وفقا للصحيفة- من أن مصر لن تعمل على إعادة السيطرة الأمنية في سيناء، وأن العمليات العسكرية ضد الخلايا المسلحة في شمال سيناء ستكون محدودة النطاق، كما تتحسب إسرائيل من إبقاء مصر قواتها المدرعة في سيناء لفترة غير محدودة، وفرض تغيير في اتفاقية السلام التي تنص على بقاء شمال شبه الجزيرة منطقة منزوعة السلاح.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل تواجه وضعا معقدا في سيناء، فمن جهة توجد لإسرائيل مصلحة في محاربة مصر للخلايا المسلحة في سيناء، ومن الجهة الأخرى توجد لدى إسرائيل حساسية كبيرة تجاه الحكم الجديد للإخوان المسلمين في مصر، وهذا ما جعلها مرتبكة في رد فعلها حيال دخول قوات الجيش المصري إلى سيناء.
ودعا الدبلوماسي الأميركي دنيس روس -وهو المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط- من خلال مقال نشره في صحيفة واشنطن بوست أمس، إلى اشتراط استمرار تقديم المساعدات المالية الأميركية إلى مصر بمحافظة الأخيرة على بنود اتفاقية السلام مع إسرائيل.
من جهتها، ذكرت مصادر أمنية مصرية أن القاهرة تستعد لاستخدام أسلحة حربية في سيناء للمرة الأولى منذ حرب 1973 مع إسرائيل. وأعلنت هذه المصادر أن نشر طائرات حربية ودبابات تأتي في إطار حملة مصر ضد متشددين في المنطقة الحدودية.