مكى الغانم وديوانه ” مرثية شجيرات اللوز”
الكتاب/ مرثية شجيرات اللوز
المؤلف/ مكى الغانم
صادر عن / كنوز للنشر والتوزيع
المضمون :
لم تكن قراءتي في ديوان الشاعر ” مكى الغانم ” كالمطالعة ، لان ذلك لم يكن ليعنيني بقدر ما تعنيني القراءة ذاتها ، ولأنني أنفقت وقتا وجهدا أحاول فيه أن اجد المكان الذي أبدا منه العرض ولكنى لم أجد مدخلى ،فبعد كل قصيدة أقول سأبدا من هنا حتة وجدتنى أنتهت من الديوان ، لأعود وأقراه ثانية .
فقد ترجم الشاعرمحصلة أحاسيسه إلى قصائد شعرية لفها الرمز والغموض حينا ، واحتواها اليأس والقنوط والهروب من الواقع المرير المؤلم أحيانا أخرى ، وبات ينشد واقعا أكثر خيالا ، وأدق همسا ، فجاءت أشعاره مهموسة تخاطب الروح والنفس رافضة ما للعقل من هيمنة على نتاجه الأدبي .
وفي هذه القراءة العجلى لا أريد أن أخوض في الدوافع ولا في الخصائص التي اتسمت بها قصائده إلا بالقدر الذي يخدم القراءة حرصا على عدم تشعب الموضوع .
ومن خلال عنوان الديوان وما اشتمل عليه من قصائد ، كقصيدة السحر ، الحذر المهيب وقيثارة حزن أخروخابت رهاناتى ، نلمس ثورة داخلية عارمة تجتاح الشاعر ، نتيجة لما يحس به ويعانيه من قلق نفسي وإحباطات وصراعات تحيط بامتنا العربية من جانب ، وبما يعتري بعض مجتمعاتنا من تناقضات وآفات مرضية لا أخلاقية من جانب أخر، ومهما قلت لن أستطيع أن أوفى شاعرنا حقه ولكن سوف نكون مع أحدي قصائده التى اصبحت من العلامات بداخلى :
الجنة المفقودة
تدفع بي عزة نفسي
وهالة من وقار
أن ألتزم الصمت
حين لا تكونين جنتي
ولن أخشى
أن أذهب من بعدك إلى الجحيم
إلى أى منزلة في النار
ماشيا على قدمي
كمحكوم بالإعدام
لإدماني الوفاء
كل الوفاء
مع سبق الإصرار
وما من شك أن الشاعر كغيره من شعراء وطننا العربي ، يعيش حالة من القلق النفسي ، والغربة والضياع الذي يفجر في دواخله هذه الثورة وذلك التمرد ، تمرد على كل شيء ، حتى على قلمه الذي هو الوسيلة التي يحفر بها ما تنبجس عنه أحاسيسه ومشاعره ، فها هو يصرخ عاليا بأن قلمه لم يعد يسعفه في رسم هواجسه وهمومه وترجمة مداركه وعواطفه ، لأن هذا القلم ما عاد هو السلاح الذي لا يحسن استعماله إلا ذوو المشاعر والخواطر التي تصدر عن رؤى صادقة ، وإنما أصبح مطية طيعة يعتليها كل متسلق باليد .
منقول من فاطمة العالم