تركيا تلمح إلى إقامة منطقة عازلة في الشمال

لم تستطع فرحة العيد أن تسكت فوهات المدافع وأزيز الرصاص في سوريا ولو إلى حين، بل أطاح جنون الحرب الأهلية بأزيد من 200 قتيل في يومي العيد، وتواصل القتال بشراسة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حلب وإدلب ودير الزور وحماة.
وفي ظهور نادر له، عرض التلفزيون السوري لقطات للرئيس السوري بشار الأسد وهو يؤدي صلاة عيد الفطر في مسجد بدمشق أول أمس، يرافقه رئيس الوزراء، لكن نائب الرئيس فاروق الشرع تغيب عن الصلاة رغم نفي الحكومة السورية انشقاقه في اليوم السابق.
وذكرت مصادر سورية محايدة لـ''الخبر''الجزائرية أن الرئيس السوري بشار الأسد وإن كان ينتمي للطائفة العلوية الشيعية، إلا أنه يدعي بأنه يعتنق المذهب السني.
الإبراهيمي يطلب توضيحات بشأن مهمته
من جانبه أكد الموفد الدولي الجديد إلي سوريا الأخضر الإبراهيمي أن سوريا تعيش حالة حرب أهلية، وقال إن ''المطلوب حاليا هو وقف الحرب الأهلية وهذا الأمر لن يكون بسيطا''.
وذكر الإبراهيمي في تصريح نقلته الإذاعة الجزائرية الرسمية أمس أن ''هناك من يقولون إنه يجب تجنب الحرب الأهلية في سوريا، لكنني أعتقد بأننا نشهد الحرب الأهلية منذ وقت غير قصير''.
وأضاف الإبراهيمى أن ''الحرب الأهلية هي الشكل الأكثـر رعبا للنزاع حين يقتل الجار جاره، وأحيانا شقيقه، وأنه أسوأ النزاعات''، لافتا إلى أن ''التغيير في سوريا لا مفر منه، لكنه يجب أن يكون جذريا وسياسيا وليس تجميليا، وأنه ينبغي تلبية تطلعات الشعب السوري.
وفي حوار آخر مع الأخضر الإبراهيمي بثته قناة فرانس24 أمس، أكد المبعوث العربي والأممي أنه لا يخشى الفشل في مهمته بسوريا، مشيرا إلى أن المهمات التي كلف بها من قبل في العراق وأفغانستان كلها كانت مستحيلة، مشددا على أنه لا يمكن للأمم المتحدة أن تنتظر إلى غاية أن تصبح الأمور سهلة في سوريا حتى تتدخل، خاصة وأنه سقط 15 ألف قتيل على الأقل، وهناك أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يحتاجون إلى مساعدة. ورفض الأخضر الإبراهيمي الذي التقى الرئيس الفرنسي أمس الإجابة على سؤال حول ما إذا كان يرى بأن رحيل الأسد ضروري لإنهاء الأزمة في سوريا، واكتفى بالقول إن أهم شيء في مهمته هو ''الاستماع'' لكل الأطراف، مشيرا إلى أنه طلب توضيحات من الأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن ''مهمته في سوريا''.
وكانت قناة الجزيرة قد أجرت مع الإبراهيمي حوارا صبيحة عيد الفطر، نفى فيه أن يكون صرح بأن الحديث عن رحيل الأسد سابق لأوانه، وهو التصريح الذي أثار حفيظة المجلس الوطني السوري وطلب من الإبراهيمي الاعتذار، فرد الآخر بنفي هذا التصريح وطالب بالمقابل المجلس السوري بالاعتذار له لعدم اتصاله به للتأكد من صحة هذا التصريح.
وفي سياق ذي صلة، انتهت أمس رسميا مهمة المراقبين الدوليين في سوريا طبقا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الصادر الخميس.
تركيا لن تستضيف أكثـر من 100 ألف لاجئ سوري
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في تصريح صحفي نشر أمس، أن بلاده لا يمكنها أن تستضيف على أراضيها أكثـر من مئة ألف لاجئ سوري، مؤكدا أنه لا بد من إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لاستيعاب تدفق اللاجئين.
ووصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى 70 ألف لاجئ. وقال داود أوغلو لصحيفة حرييت التركية إنه ''إذا زاد عدد اللاجئين عن مئة ألف لن يكون بإمكاننا استضافتهم في تركيا. علينا إيواؤهم داخل الأراضي السورية''. واقترح الوزير التركي لهذه الغاية أن تقيم الأمم المتحدة مخيمات للنازحين السوريين ''داخل الحدود السورية'' لاستيعاب دفق الفارين من النزاع الدائر في مناطقهم.
الأردن يحتج على سقوط قذائف سورية على أراضيه
من جانبها استدعت الحكومة الأردنية أمس القائم بالأعمال السوري في عمان، احتجاجاً على سقوط أربعة قذائف من الجانب السوري بمنطقة ''الطرة'' شمالي الأردن.
ووصف سميح المعايطة وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، في تصريح له، الحادث بأنه أمر غير مقبول، ''خاصة في ظل تكرار هذه الحوادث في الفترات الماضية''، مشيراً إلى إصابة طفلة أردنية بإحدى شظايا هذه القذائف.