قررت مجلة "The National Interest" الأمريكية العودة إلى ترهيب جمهور قرائها من الأسلحة الروسية التي لا تقهر.
هذه المجلة معروفة بتقييماتها الدقيقة والنوعية للمسائل العسكرية والعسكرية – الفنية وعلى الرغم من أن هدفها الرئيس هو إقناع من هم في السلطة بزيادة ميزانية الصناعات الدفاعية إلا أنه يمكن الوثوق بالمعلومات التي تقدمها.
هذه المرة قررت المجلة المقارنة بين الصاروخ البالستي الروسي العابر للقارات "سارمات" و الصاروخ "مينوتمن 3" الموجود في الخدمة لدى الجيش الأمريكي اليوم. وطبعا نتيجة المقارنة لم تكن لمصلحة الصاروخ الأمريكي.
وقالت المجلة إن "سارمات" يعتبر المنتج الأكثر تقدما في فئته ويمكن لصاروخ واحد فقط من هذا النوع أن يدمر، على سبيل المثال، ولاية تكساس بالكامل.
ونوهت بأن وزن "سارمات" يبلغ مئة طن وهو يحمل أكثر من عشرة رؤوس قتالية الأمر الذي يجعل "مينوتمن" الذي يزن فقط 39 طنا يشبه " نكاشة الأسنان".
وتجدر الإشارة إلى أن "سارمات" هو صاروخ استراتيجي ثقيل مصمم ليحل محل الصاروخ الاستراتيجي الثقيل "فويفودا" في السنوات القريبة المقبلة. والصاروخ الجديد وفقا للخبراء العسكريين الروس يمكنه التحليق لمسافة تزيد على 17 ألف كيلو متر. وهذا يعني أنه يمكن أن ينطلق من روسيا ويصل إلى أراضي الولايات المتحدة حتى عبر القطب الجنوبي ليكسر بذلك كل خطط نظام الدرع الصاروخي الأميركي الذي يغطي وينتظر الضربات من جهات أخرى. ويقول المحللون العسكريون إن "سارمات" يمكنه بالتالي ضرب الدرع الصاروخي الامريكي في عمقه ويأخذه على حين غرة وهو ينتظر الضربة القادمة من أوراسيا. وصاروخ "سارمات" سيطير تجاه الخصم المحتمل وفق مسار شبه مداري أي تقريبا في الفضاء الكوني وهو ما يعطيه مزايا إضافية وسيجبر الأمريكان على اقامة نظام دفاع مضاد للصواريخ دائري باهظ الكلفة.
ولكن في هذه الحالة يوجد لدى "سارمات" مفاجأة غير سارة للخصم أو بالأحرى 10 مفاجآت أي بعدد الرؤوس النووية التي يحملها. ويقول الخبراء إن عدد الرؤوس قد يكون أكبر من ذلك.
على هذه الخلفية، ماذا تمثل الصواريخ الأمريكية البالستية العابرة للقارات، البرية - التمركز، من طراز LGM-30G " مينوتمن 3"؟
يكفي القول إن هذه الصواريخ الأمريكية هي من نفس جيل الصواريخ الروسية "توبول" التي سيجري استبدالها قريبا لأنها باتت قديمة.
الصاروخ الأخير من هذا النوع تم انتاجه في عام 1978 عام. وصاروخ مينوتمن 3 يمكنه حمل رأس قتالي من نوع W87 تصل قوته إلى 300 كيلوطن (يمكن تحميل 3 رؤوس على الناقل الواحد) وتملك الولايات المتحدة 450 صاروخا من هذا النوع وتدل الاحصائيات على وجود نسبة عالية غير ناجحة من عمليات اطلاقها.
للمقارنة - قوة الصاروخ " فويفودا" تبلغ 750 كيلوطن وقوة كل رأس في "سارمات" تتراوح من 150 إلى 300 كيلوطن. هذا الأمر يثير الفزع بين الجنرالات الأمريكان.
على سبيل المثال قال مايك روجرز، رئيس اللجنة الفرعية للإجراءات الاستراتيجية في لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي لصحيفة واشنطن تايمز: "أنا قلق جدا لأن روسيا تتقدم بفارق كبير على الولايات المتحدة في تطوير فرص توجيه الضربة الشاملة الفورية".
ومن الواضح أن الولايات المتحدة تبذل المحاولات المستميتة للحاق بروسيا في هذا المجال.
وكتبت The National Interest أن" أمريكا دخلت في سباق صاروخي جديد وباشرت بتصميم صاروخ بالستي عابر للقارات أرضي-التمركز
(Ground Based Strategic Deterrent - GBSD) وهو سيكلف وفقا للتقديرات الأولية 85 مليار دولار. وقال محرر المجلة :" ولكن هل يستحق الأمر هدر هذه الأموال بعد الأخذ بالاعتبار الدقة العالية والقدرة على المناورة لرؤوس سارمات القتالية وسرعتها فرط الصوتية. كل هذا لن يساعد. بمعنى أن الصاروخ الجديد الحديث جدا (على افتراض أنه تم تصميمه وانتاجه فعلا) سيبقى عاجزا أمام سارمات القادر على خداع وتخطي نظم الدفاع المضاد للصواريخ.
http://ar.rt.com/i8u3