فـي صِغَـري فَتَحْـتُ صُـندوقَ اللُّعَـبْ . أخْرَجـتُ كُرسيّاً موشّـى بالذّهَـبْ قامَـتْ عليـهِ دُميَـةٌ مِنَ الخَشَـبْ في يدِهـا سيفُ قَصَـبْ خَفَضـتُ رأسَ دُميَتي رَفعْتُ رأسَ دُمـيتي خَلَعتُهـا . نَصَبتُهـا . خَلعتُها .. نَصبتُها حـتّى شَعَرتُ بالتّعَـبْ فما اشتَكَـتْ مـن اختِلافِ رغبتي ولا أحسـّتْ بالغَضـبْ ! وَمثلُها الكُرسـيُّ تحتَ راحَـتي مُزَوّقٌ بالمجـدِ .. وهـوَ مُستَلَبْ . فإنْ نَصَبتـهُ انتصـبْ وإنْ قَلبتُـهُ انقَلَـبْ ! أمتَعني المشهـدُ، لكـنّ أبـي حينَ رأى المشهدَ خافَ واضطَرَبْ وخَبّـأَ اللعبـةَ في صُـندوقِها وشَـدَّ أُذْنـي .. وانسحَـبْ ! ** وَعِشتُ عُمـري غارِقـاً في دهشتي . وعنـدما كَبِرتُ أدركتُ السّببْ أدركتُ أنَّ لُعبتي قـدْ جسّـدَتْ كُلَّ سلاطينِ العـرَبْ !
احمد مطر