كأني لم أسمع بهذه الآية !
رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) : أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَيْهِ ،
فَقَالَ لَهُ : إِنَّ لِي جِيرَاناً ، وَ لَهُمْ جَوَارٍ يَتَغَنَّيْنَ وَ يَضْرِبْنَ بِالْعُودِ ،
فَرُبَّمَا دَخَلْتُ الْمَخْرَجَ فَأُطِيلُ الْجُلُوسَ اسْتِمَاعاً مِنِّي لَهُنَّ ؟
فَقَالَ لَهُ ( عليه السَّلام ) : " لَا تَفْعَلْ " .
فَقَالَ : وَ اللَّهِ مَا هُوَ شَيْءٌ آتِيهِ بِرِجْلِي ، إِنَّمَا هُوَ سَمَاعٌ أَسْمَعُهُ بِأُذُنِي ؟
فَقَالَ الصَّادِقُ ( عليه السَّلام ) : " تَاللَّهِ أَنْتَ ، أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ :
{ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا } .
فَقَالَ الرَّجُلُ : كَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْ بِهَذِهِ الْآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عَرَبِيٍّ وَ لَا عَجَمِيٍّ ، لَا جَرَمَ أَنِّي قَدْ تَرَكْتُهَا ، وَ أَنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى .
فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ ( عليه السَّلام ) : " قُمْ فَاغْتَسِلْ ، وَ صَلِّ مَا بَدَا لَكَ ، فَلَقَدْ كُنْتَ مُقِيماً عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ ، مَا كَانَ أَسْوَأَ حَالَكَ لَوْ مِتَّ عَلَى ذَلِكَ ، اسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَ اسْأَلْهُ التَّوْبَةَ مِنْ كُلِّ مَا يَكْرَهُ ، فَإِنَّهُ لَا يَكْرَهُ إِلَّا الْقَبِيحَ ، وَ الْقَبِيحَ دَعْهُ لِأَهْلِهِ ، فَإِنَّ لِكُلٍّ أَهْلًا "
المصدر:التهذيب : 1 / 116 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي..