إنّ الحبّ
إذ يكلّل هاماتكم له أن يعذّبكم.. فهو إذ يشدّ من عودكم ليشذب منكم الأغصان.
وكما يرتقي إلى أعالي آفاقكم، ويداعب أغصانكم الغضّة تهتزّ في ضوء الشمس؛
كذلك ينزل إلى جذوركم العالقة بالأرض فيهزّها هزاَ، ويضمّكم إلى أحضانكم كما يضم حزمة قمح..
فيدرّسكم لكي يعرّيكم.. ثم يغربلكم فيخلّصكم من القشور...
ثم يطحنكم فيردّكم دقيقاً أبيض.. ثم يعجنكم لتلينوا...
ثمّ يسلكم إلى ناره. كل هذا يفعله الحب بكم، كي تعرفوا أسرار قلوبكم،
وبتلك المعرفة تصبحون في قلب الوجود..


جبران خليل جبران..