شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي باراك أوباما على سنوات العمل المشترك، مؤكدا وجود الاحترام المتبادل إزاء مواقفهما، "بغض النظر عن صعوبة الحوار معه" وفقا لبوتين.
وقال بوتين في أثناء مؤتمر صحفي في ختام قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك"، في عاصمة بيرو ليما، الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني: "الحوار بيننا لم يكن سهلا، ويمكن القول أنه كان من الصعب العمل مع بعضنا البعض".
وقال بوتين إنه دعا أوباما إلى زيارة موسكو في أي وقت مناسب له، مشيرا إلى أنه سيكون سعيدا برؤيته في روسيا.
يشار إلى أن الكرملين كان قد أكد أن الرئيسين بوتين وأوباما اتفقا الأحد في محادثة قصيرة على هامش قمة "أبيك"، على مواصلة العمل المشترك بغية إيجاد حلول للأزمة السورية خلال الشهرين المقبلين، وشددا على ضرورة استخدام هذه الفترة قبل استبدال الإدارة الأمريكية، من أجل البحث عن سبل لتسوية هذه الأزمة المستعصية.
يذكر أن الدورة الحالية لقمة "أبيك" هي الأخيرة التي يحضرها أوباما بصفة الرئيس الأمريكي، إذ سيحتل مكانه في هذا المنصب يوم 20 يناير/كانون الثاني القادم الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب.
وفيما يخص المكالمة الهاتفية التي جرت مؤخرا مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، فقال الرئيس بوتين إنهما أكدا نيتهما تطبيع العلاقات الروسية الأمريكية، مضيفا أن من السابق لأوانه الحديث حول عقد لقاء شخصي مع ترامب قبل تشكيل الإدارة الأمريكية الجديدة.
وبالنسبة للعلاقات الروسية اليابانية أكد بوتين أن عدم وجود معاهدة سلام بين روسيا واليابان أمر من مخلفات الماضي، ويعيق المضي قدما إلى الأمام، وقال: "روسيا واليابان ترغبان بصراحة في عقد معاهدة سلام، وتبحثان عن السبل لتحقيق ذلك"، مضيفا أنه يجب دعم هذا السعي بشتى الأشكال.
وشدد بوتين على أن جزر الكوريل تعتبر أرضا سيادية لروسيا، لكن موسكو مستعدة للحوار مع طوكيو، حيث قال: "أما فيما يخص جزر الكوريل، فإن هذه نتيجة الحرب العالمية الثانية، ونحن نعتبرها اليوم أرضا سيادية لروسيا، الأمر الذي هو مثبت في الوثائق الدولية".
وأضاف: "لكننا مستعدون للحوار مع شركائنا اليابانيين، وأن مختلف الخيارات ممكنة".
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بوتين أجرى 5 لقاءات منفصلة مع زعماء كل من بيرو، والفلبين، وفيتنام، ورئيس الوزراء الياباني، والرئيس الصيني، وذلك خلال قمة "أبيك" التي جرت في عاصمة بيرو، ليما في الفترة من 19 إلى 20 نوفمبر/تشرين الثاني.
كما شارك بوتين في اجتماعين عامين للقمة مكرسين لبحث مواجهة التحديات القائمة أمام التجارة الحرة والاستثمارات، إضافة إلى قضايا الأمن الغذائي، والتغيرات المناخية، وغيرها من القضايا العالمية الملحة.
يذكر أن منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك" أسس عام 1989 في عاصمة أستراليا كانبيرا، وهو منتدى يضم 21 دولة تطل على المحيط الهادئ.
ويهدف منتدى "أبيك" إلى تشجيع النمو الاقتصادي، إضافة إلى التعاون والتجارة والاستثمارات في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
يشار إلى أن روسيا انضمت إلى هذا المنتدى عام 1998.