أبوظبي - سكاي نيوز عربية
قبل نحو 29 عاما سعى زعيم أميركي آخر إلى جعل "أميركا عظيمة مرة أخرى" ووقف أمام بوابة "براندنبيرغ" في ما كان يعرف سابقا باسم "برلين الغربية"، وناشد نظيره السوفيتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف هدم جدار برلين.
وزعم ريغان أن الغرب بات مستعدا "لتشجيع الانفتاح الحقيقي وهدم الحواجز التي تفصل بين الشعوب وخلق عالم حر وآمن".
واليوم يعتقد دونالد ترامب أن طريقة "جعل أميركا عظيمة مرة أخرى" يعني بناء جدران.
وبحسب استطلاع أجري لصالح مجلة الإيكونوميست البريطانية، شمل 19 دولة، لمعرفة مواقف الناس من الهجرة والتجارة والعولمة، كشفت النتائج عن انقسام بين الأسواق الناشئة والدول الغربية في هذه المجالات الثلاث.
إذ يبدو أن الغرب بات يولي ظهره للعولمة، حيث كشف الاستطلاع أن أقل من نصف الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين مازالوا يعتقدون أن العولمة "أمرا جيدا" أو "قوة خير" في العالم.
وقال الغربيون إن العالم يتجه نحو الأسوأ، بل يشعر الأميركيون، وهم متفائلون عموما، بالتشاؤم، ذلك أن 11 في المئة فقط منهم يعتقدون أن العالم أصبح أحسن حالا في السنوات الماضية.
أما مفهوم "القومية" فإن من عبر عنه بشكل واضح وصريح هم الفرنسيون التي تعد بلادهم مهد الحرية.
ويعتقد 52 في المئة منهم أن اقتصادهم يجب ألا يعتمد على الواردات وفقط 13 في المئة منهم يعتقدون أن المهاجرين كان لهم تأثيرا إيجابيا على بلادهم.
وأظهر الاستطلاع انقساما الفرنسيين فيما يتعلق بتبني مسألة تعدد الثقافات.
ويكمن الأمل بالليبرالية في الدول الغربية حاليا في الشباب، إذ بينما يميلون إلى تبني وجهات نظر اقتصادية يسارية فإنهم حريصون أكثر على العولمة، وهذا ينبع من إيمانهم بأفكار العولمة.
وفي أميركا، فإن 48 في المئة من الشباب بين 18 و34 عاما، يعتقدون أن للمهاجرين تأثير إيجابي على بلادهم، مقارنة بنحو 35 في المئة ممن تزيد أعمارهم على 55 عاما.
وفي بريطانيا تبدو الفجوة العمرية بين يؤمنون بدور المهاجرين الإيجابي على بلادهم أكثر اتساعا، إذ إن 53 في المئة من الشباب يعتقدون بذلك، في حين أن 22 في المئة من الفئة العمرية أكثر من 55 عاما.
ويعارض الفرنسيون والأستراليون والنرويجيون والأميركيون تملك الأجانب للشركات المحلية في بلادهم، غير أن معظم الأسيويين لا يرون مشكلة في ذلك، بيد أن قلة من مواطني سنغافورة وهونغ كونغ يعتقدون أنه ينبغي أن تتمتع بلادهم باكتفاء ذاتي، في حين أن التايلانديين والهنود والفلبينيين والماليزيين يعتقدون أن على بلادهم ألا تعتمد على الواردات.
وتضاربت مواقف الآسيويين من الثقافة والهجرة، فجاءت مواقف الفلبينيين والفيتناميين والهنود إيجابية بصورة كبيرة بشأن تأثير المهاجرين على بلادهم، لكن في الوقت ذاته كانوا متشائمين بشأن فوائد التعددية الثقافية.
ورغم اعتقاد أفراد العينة في هذه الدول بأن العولمة أفادت الأثرياء أكثر من غيرهم، إلا إنهم يعتقدون أيضا أن العولمة عبارة عن قوة إيجابية.
يشار إلى أنه في أطروحة "نهاية التاريخ" لمؤلفها الفيلسوف والمنظر السياسي (يوشيهيرو) فرانسيس فوكوياما التي نشرت عام 1989، يجادل بأن الحوار الثقافي بشأن الليبرالية قد بلغ نهايته، وأن كل الدول ستتجه نحو الديمقراطية الليبرالية، وعلى الرغم من أنه يبدو محقا حتى الآن، فإنه ينبغي عليه أن ينتظر حتى تتحقق رؤيته بشكل كامل.