عندما تنظر في عيون الأطفال المليئة بالبراءة والأمل الكبير أثناء اللعب، يكون من الصعب عليك أحياناً، مقاومة رغبتك في تعمد السماح لهم بالفوز عليك.
إلا أن هناك دراسة جديدة تشير إلى أن تعمد السماح للأطفال بالفوز، قد يضرهم، فيما نُشرت نتائج الدراسة في "دورية علم النفس التجريبي للطفل".
توصل إلى هذا الاكتشاف مجموعة من علماء النفس من كلية أمهرست بالولايات المتحدة الأميركية، إذ أجروا تجربتهم على مجموعة من الأطفال من سن 4 إلى 5 سنوات.
وفي هذه التجربة، عرضوا على الأطفال مقطع فيديو، يقوم فيه أحد الكبار بإخفاء شيء ما داخل وعاء، وقبل أن يرى الأطفال، أين يُخفيه، أوقف الباحثون الفيديو، وأعطوا الأطفال بعض الإشارات إلى المكان الذي يُحتمل أن يكون فيه هذا الشيء، وكان بعض الباحثين يُضللونهم عمداً، بينما أعطاهم الباحثون الآخرون إرشادات صحيحة.

الأطفال الواثقون من الفوز فقدوا القدرة على التمييز





إذ لعب نصف الأطفال بنسخة من اللعبة تم التلاعب فيها دون علمهم، وأياً كان الوعاء الذي يخمنونه، كان الباحث الذي يدير اللعبة يدّعي دائماً أنهم على حق، وأن هذا الشيء موجود بالضبط في هذا الوعاء.
في جولات لاحقة، سُمح للأطفال أن يقرروا، إن كانوا يفضلون الناصح الجيد، أو أحد أولئك الذين لم يقدموا لهم إلا نصيحة خاطئة، فلم يُظهر الأطفال الذين شاركوا في نسخة اللعبة التي تم التلاعب بها أي اختيار أو تفضيل.
وكان الأمر سيان بالنسبة لهم، ولم يهمهم من الذي قدم لهم النصيحة، إذ لم يفكر الأطفال إلا في أنهم قد فازوا دائماً على أي حال.
إلا أن الأطفال الذين اعتقدوا أنهم من الممكن أن يخسروا، فكروا مدة أطول، وفي النهاية اختاروا جميعاً الشخص الذي بدا لهم قبل ذلك أنه يساعدهم.

إذا فازوا دائماً فلن يكتسبوا المعلومات المهمة

وهذا ما قاد الباحثين إلى استنتاج أن التفكير النقدي، وبالتالي عملية صنع القرار لدى الأطفال، يتأثران بشكل سلبي، إذا كانوا يفوزون باستمرار.
إذ تقول عالمة النفس كاري بالمكويست في إحدى تصريحاتها عن هذه الدراسة: "من الممكن عندما يعتاد الأطفال أن يفوزوا دائماً -أو إذا سمح لهم آباؤهم بالفوز باستمرار- أن تفوتهم بعض المعلومات المهمة، لأنهم يعتبرونها غير مهمة في تحقيق النجاح في المستقبل".
في المرة القادمة، إذا كنتم تفكرون في السماح لخصمكم الصغير بالفوز عليكم، يُفضل أن تضعوا هذه النتائج في اعتباركم، وأن تفكروا في العواقب المحتملة في المستقبل.