تنهيدات في البحر الطويل
.
أعوفُ الورى اِلاّ غرامَ مُعذِّبي
....وأُعطي لهمْ في اللومِ صُمَّ مسامعي
.
يذمُّ هيامي كلُّ خالٍ من الهوى
........جهولٍ بحالِ الصَبِّ يلغو ويدّعي
.
يقولُ وقد أضنى الفؤادَ خليلُهُ
.. على مَ يرومُ البؤسَ حثُّكَ في السعي؟
.
ودَدتُ وقد أذكى السعيرَ بخافقي
........ أشقُّ لهُ عينَ الفضولِ باِصبعي
.
وكم تافهٍ لمْ اشْكُ منهُ ولا لهُ
.......... فأشكو اِلى قالٍ حسودٍ مخادعِ؟؟؟
.
وهل طابَ طعمٌ لا يكونُ مُتَبَّلاً ؟
..............وهل لذَّ حبٌّ ولمّـــا يُلذَّعِ ؟
.
فلولا حبيبٌ نكّسَ الهامَ بالجفا
........ برأسِيَ لم يَعبثْ عذولٌ ويَصدَعِ
.
جنونٌ يوافيني اِذا مرَّ صورةً
....... بذهني اِناءَ الليلِ أهذوا بلاوعي
.
يَزيدُ بكائي في نؤاهُ صبابةً
........ وما لي عدا طيفٍ يواسيَ مدمعي
.
يمرُّ بأجفاني سنا سَحَناتهِ
........... فأهدي لهُ فصَّ العيونِ كمخدعِ
.
بكلِّ شهيقِ ليْ.. يُذكّرُني بهِ
......... صريرُ بقايا النصلِ منهُ بأضلعي
.
ولكنّني أزدادُ حبَّاً ... وحسرةً
.......... كأنَّ نحوساً - مالقيسَ- بطالعي
.
يكلُّ معي لُبّي ليُسديَ جاهداً
............بنصحٍ فلا أصغي اِليهِ ولا أعي
.
كأنْ شائتِ الأقدارُ أمضي بأِثْرهِ
........... أعيشُ على طيفٍ وأقبرُهُ معي
زاهد المسعودي