أثار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أسئلة عديدة بشأن الشخصيات، التي اختارها فعلياً، وتلك التي يزمع اختيارها لاحقاً، لمناصب حساسة في إدارته.
فبعد فوزه بالانتخابات الرئاسية، بدأت التحليلات والتوقعات والمخاوف في اختيار طاقمه الإداري، الذي سيحدد نهج سياسته الداخلية والخارجية. وبحسب ما نشرته وسائل الإعلام الأمريكية، فإن اختيار شخصيات بعينها يعني أنه يتجه نحو التمسك فيما وعد بتنفيذه أثناء حملته الانتخابية.
فقد نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريراً أوضحت فيه أن خيارات ترامب لطاقمه للأمن القومي ستعيد إلى البيت الأبيض السياسات نفسها، التي سادت الولايات المتحدة عقب أحداث 11/9. وهذا يعني حتماً "العودة إلى مفهوم الحرب على الإرهاب؛ ما يزيد من مخاطر مواجهة طهران، والمزيد من القمع للحريات المدنية في الداخل الأمريكي".
وأضافت المجلة أن "سلسلة التعيينات، التي شملت الجنرال المتقاعد مايكل فلين مستشارا للأمن القومي، والسيناتور جيف سيشنز لمنصب النائب العام الأمريكي، ومايك بومبيو مديراً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)؛ تعكس توجهاً حقيقياً نحو عقلية القيادة الأمريكية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، حين قام الرئيس الأسبق جورج بوش آنذاك بتوسيع السلطات الرئاسية لشرعنة مفهوم الحرب على الإرهاب؛ بما في ذلك العمل العسكري من جانب واحد وفتح سجون مثل غوانتانامو".
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن تعيين 3 شخصيات من ذوي المواقف المتشددة في قضايا الأمن الوطني والهجرة يعكس طريقة التفكير في المرحلة المقبلة. وأضافت الصحيفة أن "تعيين مايكل فلين في منصب مستشار الأمن الوطني، وهو المعروف أيضا بمواقفه التصالحية تجاه روسيا، يعكس طبيعة التوجه نحو فتح قنوات غير دبلوماسية للتعاون مع روسيا، خصوصاً في قضايا حساسة منها الإرهاب".
ولفتت صحيفة "نيويورك تايمز" النظر إلى أن تعيين مايك بومبيو في منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جاء لمواقفه المناهضة لسياسة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، التي قللت من أهمية التهديد الإرهابي في ليبيا؛ حيث أسفر ذلك عن مقتل 4 دبلوماسيين أمريكيين في بنغازي عام 2012.
وعلقت شبكة "فوكس نيوز" على التعيين بالقول إن "تعيين بومبيو لتولي هذا المنصب يعني أنه وضع بذلك صقراً جمهورياً طالما عُرف بمواقفه المعارضة لإغلاق معتقل غوانتانامو، وميله إلى استخدام وسائل وحشية في استجواب المعتقلين، ومطالبته باستمرار برامج التنصت الإلكتروني الخاصة بوكالة الأمن القومي الأمريكي".
وأضافت الشبكة أن "تسمية مايك بومبيو الذي يتمتع بخبرة طويلة اكتسبها من عمله عن قرب مع المجتمع الاستخباري الأمريكي باعتباره عضواً في اللجنة النيابية المعنية بشؤون الاستخبارات، في منصب مدير الـ "CIA"، تعد فأل خير للعلاقات المستقبلية بين الوكالة والكونغرس، بعد أن تدهورت تلك العلاقة في السنوات الأخيرة بسبب المعتقلين، وبسبب خلافات الوكالة مع مراقبيها في الإدارة الأمريكية".
حقيبتان مهمتان تحددان مستقبل علاقات واشنطن بموسكو
وأشارت وسائل إعلام أمريكية إلى أن ترامب سعى لتعيين ميت رومني وزيراً للخارجية، وهو بذلك يسعى لرأب الصدع الذي انتاب الحزب الجمهوري؛ لأن رومني كان في الصف الأول لمعارضي ترامب وخطه الشعبوي خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.
وأفادت صحيفة "شيكاغو تريبيون" بأن المرشح الأقوى لشغل منصب وزير الخارجية هو ميت رومني، الذي وصف مباحثاته مع ترامب بأنها "كانت شاملة ومكثفة"، حين اجتمعا لمدة زادت عن 80 دقيقة، يوم السبت (19/11/2016).
وقد أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن توجه ترامب إلى رومني يبعث رسالة مفادها أنه منفتح على أية أفكار مختلفة للتناغم مع توجه الوكالات الأمنية الأمريكية للتعاون مع نظيراتها في روسيا". كما يتدارس الرئيس المنتخب كذلك ترشيح الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس لوزارة الدفاع، والذي قال ترامب عنه في تغريدة له: "الجنرال جيمس ماتيس، الذي ندرس ترشيحه وزيراً للدفاع، كان مثيراً للإعجاب، أمس (الأحد 20/11/2016)، إنه جنرال حقيقي".
وجاء اسم ماتيس ضمن أبرز الأسماء المرشحة التي يفكر فيها ترامب لشغل منصب الدفاع، بحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يميز ماتيس عن أقرانه هو تصريحاته المستمرة حول التهديدات الإيرانية للأمن القومي الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
http://ar.rt.com/i8d6