البعض يعتقد أن المزاج العكر جزء من شخصية الفرد، فهو إما شخص محبب أو بطباع مزعجة. لكن التوصيف هذا ليس الصورة كاملة، فهناك بعض الأجزاء المفقودة التي تكملها، والتي لا علاقة لها بنوعية الشخصية أو بكونها لطيفة أو غير لطيفة.
فالمحفزات قد تكون بيولوجية بشكل كامل ولا علاقة على الإطلاق بالدماثة والطباع الهادئة.
ساعات قليلة من النوم
النوم يجب أن يكون أولوية إن كان هدفك المزاج الجيد. حدد هدفك بـ ٧ أو ٩ ساعات عوضاً عن الاكتفاء بـ ٥ أو ٦ ساعات. النوم مهم جدًا للصحة العقلية، وعندما نكون في حالة من التعب والإنهاك، فمنطقيًا سنشعر بالانزعاج وانعدام الصبر، وعليه فإن أي تصرف من الآخرين مهما كان سخيفاً، سيجعلنا ننفعل ونغضب.
الألم المزمن
إن كانت تعاني من آلام مزمنة، سواء في الظهر أو الرقبة أو الكتفين، أو الصداعات المتكررة، أو أي نوع من الأمراض المؤلمة، فأنت حتمًا ستكون في مزاج عكر طوال الوقت. وكلما زادت حدة الألم أصبحت طباعك أكثر حدة. الرجال عادة لا يحبون الاعتراف بأنهم يشعرون بالألم، لذلك فهم يتألمون بصمت، لكن حين تصادفهم أي مشكلة أو مواقف مزعجة، فهم ينفجرون غضبًا.
الاكتئاب الجزئي
يعرف أيضًا باسم الاكتئاب الخفيف أو عسر المزاج. هو اضطراب مستمر أقل تأثيرًا من الكآبة الرئيسية، ويمكن لمن يعانون منه القيام بنشاطاتهم اليومية وأعمالهم من دون الحاجة الى استشارة طبيب.
لكن الاكتئاب الجزئي يعني أن الشخص يعاني من انخفاض في تقدير الذات، الخجل، مشاكل في النوم، العداوة العصبية، ونزاعات عائلية ورغبة متكررة بالبكاء. جميع هذه الأمور تجعلك تميل إلى التشاؤم مع طباع حادة ورغبة دائمة بالدخول في مشاجرات مع كل محيطك، ما يجعلك أشبه بقنبلة مزاجية موقوتة.
الإفراط في استهلاك الكافيين
الكافيين له تأثيره الكبير على الدماغ، فهو عامل منبه ينشط ويمنح تلك الدفعة التي نحتاج اليها. لكن البعض منا يحتاج إلى أكثر من فنجاني قهوة، وهذا ما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة طوال اليوم. تشرب القهوة فترتفع المعدلات، ثم بعد ساعات تنخفض، وتبدأ باختبار عوارض الانسحاب، ما يجعلك في حالة غير مسبوقة من الإنهاك والتوتر، فتشرب كوبًا إضافيًا. وهكذا يستمر الوضع على ما هو عليه طوال اليوم، وبين الحالتين مزاج عكر وطباع نزقة.
مشاكل في القلب
سواء كنت تعلم أنك تعاني من مشاكل في القلب أو لا تعلم، فإن هذه الحالة من شأنها أن تجعلك في مزاج عكر للغاية. في الحالة الأولى أنت مشغول طوال الوقت بالاهتمام بصحتك، كما أنك تصارع المخاوف الدائمة حول إمكانية حدوث مضاعفات مهددة للحياة.
أما إن كنت لا تعلم أنك تعاني من مشاكل القلب، فإن جسمك يكون في حالة من الإنهاك التام، كما أنه يكون في حالة التأهب من أجل تنظيم التنفس وإعادة مستويات الأكسجين إلى طبيعتها. بشكل عام الأمراض القلبية تؤثر على كمية الدماء التي يتم ضخها للدماغ، وخصوصًا الفص الأمامي، وعليه مزاجك سيكون عكرًا للغاية؛ بسبب نقص الأكسجين، لا بسبب المخاوف.
حبوب ومشروبات التنحيف
تتضمن حبوب التنحيف مادة السيبتوترامين التي تكبح الشهية، لكن الأبحاث العلمية أثبتت أن هذه المادة تسبب الاكتئاب الشديد الذي قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، وحتى التفكير في الانتحار. في المقابل المشروبات تحتوي على كميات كبيرة من المحليات الاصطناعية التي تؤثر وبشكل سلبي على الجهاز العصبي.
بعض الأدوية
الأعراض الجانبية لبعض الأدوية هي تبدلات حادة في المزاج، لذلك من الأهمية بمكان الاطلاع على كل المعلومات المتوافرة قبل تناولها. أدوية الحساسية والربو من الأدوية الأكثر تأثيرًا على المزاج. وفي حال لاحظت تبدلًا في مزاجك بعد تناولك لدواء معين، قم بالطلب من طبيبك استبداله بنوع آخر.
فرط نشاط الغدة الدرقية
إن كنت تعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية، فأنت على الأرجح تختبر القلق، ألم العضلات، الضعف والتعب، نقص السكر في الدم، زيادة في نبضات القلب، التعرق، ضيق التنفس، فقدان الرغبة والشعور باللامبالاة. وهذه الأعراض لا تجعلك في مزاج عكر فحسب، بل يمكنها أن تفقدك صوابك.
تعاني من النرجسية
الأشخاص الذين يملكون شخصيات نرجسية، يملكون تقديراً مبالغًا به للذات. وعليه فهم يعشقون الحديث عن أنفسهم طوال الوقت، وحين لا يجدون من يستمع إليهم، فهم يدخلون في نوبات غضب. ناهيك عن أنهم لا يتقبلون الانتقادات، وأي موقف لا يتضمن اهتمام الجميع بهم سيجعلهم يفقدون أعصابهم.
تعرضت لصدمة على الرأس
أي إصابة بالرأس يمكنها أن تجعلك تصاب بارتجاج بالمخ، حتى ولو لم تفقد وعيك، وبالإضافة إلى الألم والدوخة، فستختبر تبدلات في المزاج. لكن ما عليك الانتباه إليه هنا هو استمرار تبدلات المزاج هذه. ففي حال استمرت لأكثر من ١٠ أيام، عليك أن تراجع طبيبك فورًا. الأمر لم يعد يرتبط بحالة مزاجية سيئة وطباع حادة، بل بضرر محتمل في الدماغ.