لوحة وســـام الفــارس
للفنان البريطاني ادموند بلير ليتون، 1901
تعتبر هذه اللوحة أحد اشهر الأعمال الفنية التي تتناول تقليدا يعود اصله إلى القرون الوسطى.
وطبقا لتاريخ الفروسية في أوربا، كان الشباب يمنحون مرتبة الفروسية في سن الحادية والعشرين. وكانت مناسبات منح رتبة الفارس تأخذ شكلا احتفاليا معينا. فبعد حمام التطهير الذي يخضع له المرشح لنيل لقب الفارس، يطلب منه أن يقضي الليل في الصلاة أمام المذبح الذي يضع عليه عدته الحربية.
في الصباح تقام بعض الطقوس الدينية من بينها خطبة للكاهن عن واجب الفارس في حماية الضعيف وتقويم الخطأ واحترام النساء.
وبحضور الفرسان والأعيان والسيدات يقوم الفارس بارتداء حلته القتالية قطعة قطعة، قبل أن يجثو على ركبتيه لتلقي وسام الفروسية.
والوسام هنا ذو معنى مجازي إذ هو ليس اكثر من ضربة خفيفة بباطن السيف على الكتف يقوم بها رجل أو سيدة.
وبعد أن ُيخلع على المرشح لقب الفارس يصبح له مطلق الحرية في أن يذهب إلى حيث يشاء، باحثا عن المغامرة وحاملا معه سيفه ورمحه وترسه.
كان الفنان بلير ليتون مفتونا بتصوير تقاليد القرون الوسطى في أعماله. وكان من عادته أن يحتفظ بكراس يدون فيه أفكاره ومشاهداته قبل أن يقوم بمعالجتها و ترجمتها إلى أعمال فنية.
ولا تخلو صور الفنان من مشاهد لنساء أنيقات وفرسان بكامل هيئتهم في طبيعة مفتوحة أو في بيئة داخلية مرتبة بعناية.
وسام الفارس عمل رومانسي جميل ومتفرد وما يزال إلى اليوم من بين اكثر الأعمال الفنية استنساخا وبيعا، شأنه شأن معظم لوحات ليتون الأخرى.