فوائد الزبيب، أنواعه واستعمالاته
أهم فوائده وأنواعه.. تاريخه.. وتسميته

استخدم الزبيب كعملة للمقايضة في بعض الحضارات القديمة
يشكل الزبيب وجبةً غذائيةً غنيةً للجسم، إذ يحتوي على الألياف والحديد والفسفور بالإضافة إلى احتوائه على فيتامين (C) و(B)، وقديماً استخدم الزبيب كغذاءِ ودواءٍ بالإضافة إلى استخدامه في دفع الضرائب والمقايضات التجارية كما فعل الرومان قديماً.

يقال في الأمثال الشعبية "كف الحبيب زبيب" في إشارةٍ إلى حلاوة الشيء رغم مرارته، ويقال في اليمن "آخر زبيب الغطا" أي آخر ما بقي من الزبيب في الإناء للإشارة إلى الشيء النفيس. لكن الفينيقيين عندما وجدوا صدفةً حبات عنبٍ مجففةٍ تحت أول دالية عنبٍ زُرعت في التاريخ لم يفكروا بهذه الأمثال، لكن فكروا بنكهة فاكهةٍ جديدةٍ مجففةٍ، كما أن تلك المصادفة خلقت للبشرية كبسولةً دوائيةً تعالج العديد من المشاكل الصحية بالإضافة إلى النكهة اللذيذة التي قد لا تصاحب الأدوية الكيميائية والعقاقير الصناعية، وسنتحدث في هذا المقال عن أهم الفوائد التي يقدمها الزبيب للإنسان.

أهم فوائد الزبيب
يحتوي الزبيب على عدة أحماض مثل: الفينول والطرطريك و البوليفينول (أحماض مضادة للأكسدة)، ما يجعله مفيداً للعديد من الأمراض والمشاكل الصحية، أهم فوائد الزبيب:

الزبيب يعالج التهابات المعدة
تصاب المعدة بالالتهابات نتيجة البكتريا التي تصيب الغشاء المخاطي في المعدة، ويمكن للزبيب أن يخلص المعدة من هذه البكتيريا، حيث أظهرت دراسة أجرتها جامعة ديلي ستودي ميلانو في إيطاليا بالاشتراك مع معهد البوليتكنيك دي بيجا في إيطاليا ونشرت الدراسة في مجلة العلوم الجزيئية، أن احتواء الزبيب على البوليفينول (مضاد أكسدة) يجعله فعّالاً في تخليص المعدة من البكتيريا وبالتالي حمايتها من الالتهابات.

على عكس ما هو شائع الزبيب لا يؤدي إلى التسوس
النظرة الشائعة إلى أي طعامٍ يحتوي على السكريات هي أنه سيؤدي إلى تسوس الأسنان، كذلك الحال بالنسبة للزبيب حيث هناك من يعتقد أن ارتفاع نسبة السكريات فيه تضر بالإنسان، إلا أن الدراسة التي نشرتها جامعة ديلي ستودي في إيطاليا بالاشتراك مع معهد البوليتنيك البرتغالي أظهرت أن الزبيب لا يساهم في حل مينا الأسنان، كما أن احتوائه على البوليفينول يساعد في تخليص الأسنان من بعض البكتيريا المؤدية للتسوس.

الزبيب يقلل نسبة السكر في الدم ويحمي القلب
رغم حلاوة نكهته، يساعد الزبيب على خفض نسبة السكر كما يحمي من ضغط الدم الانقباضي (اندفاع الدم إلى الشرايين)، كما أن الزبيب يحمي من خطر الإصابة بمرض القلب، إذ بينت دراسةٌ أجراها الطبيب الدكتور "جيمس اندرسون" و"كاتي فيتر" ونشر ملخصها في مجلة الطب للدراسات العليا، أن الاستهلاك المنظم للزبيب يساعد في خفض نسبة السكر بالدم كما يحمي من أخطار الأمراض القلبية الوعائية.

حيث استندت الدراسة على تجربةٍ أجريت على مجموعةٍ من الأشخاص تناولوا الزبيب لمدة 12 أسبوعاً، وبعد الفحص تبين انخفاض السكر لديهم بنسبة 1.13 مل غرام، بالإضافة إلى انخفاض خطر الإصابة لديهم بضغط الدم الانبساطي والانقباضي. كما أظهرت دراسة أخرى أجراها مركز تصلب الشرايين في الولايات المتحدة، واعتمدت الدراسة على تجربةٍ أعطيت فيها مجموعةٌ من المصابين بمرض السكري وجباتٍ من الزبيب على مدى 12 يوماً، فأظهرت نتائج الفحص انخفاض نسبة السكر لديهم بنسبة 23% بالإضافة إلى انخفاض نسبة الكوليسترول والشحوم لدى المرضى.

الزبيب مضادٌّ جيدٌ للأكسدة
يشكل الزبيب مضاداً جيداً للأكسدة لأنه يحتوي على الأحماض العضوية و الفينولية، بالإضافة لفيتامين C))، إذ بينت دراسة أجرتها مجموعةٌ من الباحثين هم "سادي بيرال" و "ميلكسين آكين" و"سيزاي أرسيسل" ونشرت الدراسة عام 2015 في مجلة البحث البيولوجي، احتواء العنب على حمض الفينول (مضاد للأكسدة) إضافة إلى حمض الستريك (حمض عضوي يعمل كمضاد للأكسدة) وحمض الطرطريك (حمض عضوي ومضاد أكسدة)، وهذه الحموض تزيد نسبتها عند تجفيف العنب وتحوله إلى الزبيب، ما يجعل الزبيب مضاداً جيداً للأكسدة.

يمكن استخراج الصابونين من الزبيب
يحتوي الزبيب على نسبة من الصابونين (مادة كيميائية موجودة في النباتات ومضاد قوي للأكسدة ومعزز للمناعة)، وهذه المادة لها دور في تثبيط الخلايا السرطانية، إذ بينت دراسة أجرتها جامعة فاونداونغ الصينية وقسم علوم الأغذية في جامعة كورنيل في نيويورك، ونشر ملخصها في مجلة NCBI عام 2106، أن الصابونين الذي يُستخرج من الزبيب يثبط نشاط الخلايا السرطانية كونه مضاد تأكسد قوي، كما أنه يحفز التيروزين كيناز (أنزيم يساهم في بناء الخلايا)، وبينت الدراسة أن الصابونين المستخرج من الزبيب يمكن أن يعالج سرطان الثدي.

تسمية الزبيب وأشهر أنواعه
تعود تسمية الزبيب إلى اللغة الإنكليزية في العصور الوسطى، إذ أُخذ الاسم من اللغة الفرنسية القديمة، التي بدورها أخذت التسمية من اللغة اللاتينية من كلمة Racemus)) التي تعني "حفنة من العنب"، أما في الفرنسية الحديثة استخدم اسم زبيب بمعنى "العنب" على الرغم من أن الزبيب عنبٌ مجففٌ. وتختلف أشكال الزبيب تبعاً لاختلاف نوع و حجم ولون العنب الذي يصنع منه الزبيب فتجد الزبيب الأصفر والأرجواني، بالإضافة إلى الزبيب الأسود والأخضر، وأشهر أنواع الزبيب هي:

زبيب "السلطانة"
من أنواع الزبيب الشائعة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يطلق عليه اسم "طومسون" أي الزبيب الذي لا يحتوي على بذورٍ بداخله.

"الكشمش" اليوناني
أيضاً زبيبٌ بغير بذور لكنه أكثر قتامة من أنواع الزبيب الأخرى وطعمه لاذع.

"الزبيب الذهبي"
هو الزبيب الذي يعامل مع ثاني أوكسيد الكربون (بيكربونات الصوديوم) حتى يكتسب لونه الذهبي.
و يصنع الزبيب من خلال تجفيف العنب، إذ يتم التجفيف بطريقتين إما بالاعتماد على الشمس، وهذه الطريقة تتطلب وقتاً كبيراً كما قد تؤدي إلى تعرض العنب للحشرات والجراثيم، أما الطريقة الثانية فهي التجفيف الآلي، من خلال تسخين العنب باستخدام جهاز المايكرويف الذي يساعد بتبخر الماء الموجود في العنب بشكل أسرع ووسط بيئة مسيطر على كل ظروفها بعكس الطريقة الأولى، وبعد التجفيف يُغسل الزبيب بالماء لإزالة العناصر الغريبة والعالقة على الزبيب.

الزبيب عبر التاريخ
إن تاريخ صناعة الزبيب قديمٌ بقدم زراعة الكرمة، حيث كان الفينيقيون والأرمن أول من أتقن زراعة الكرمة، ذلك قبل 3000 آلاف عامٍ. فبدأ الفينيقيون زراعة العنب في إسبانيا واليونان، أما الأرمن فقد زرعوا كروم العنب في العراق وإيران وتركيا، وكانت تلك المناطق ملائمة لصنع الزبيب كما أنها قريبة من روما التي وجد فيها آنذاك أول سوقٍ لبيع الزبيب، وكان الرومان يستخدمون الزبيب لتزيين أماكن العبادة والمقايضة مع سلع أخرى، بالإضافة إلى تقديمه كجائزةٍ في الألعاب والبطولات الرياضية.

في القرن التاسع بدأت زراعة العنب تنتشر في المكسيك وكاليفورنيا بالإضافة إلى صناعة الزبيب، وفي عام 1851 انتقلت زراعة العنب وصناعة الزبيب إلى سان دييغو التي كانت تتمتع بطقسٍ مثاليٍّ لصناعة الزبيب يتمثل بحرارة مرتفعة في فصل الصيف، بيد أن عدم وجود ماء يكفي لري مزارع العنب دفع المزارعين للاتجاه شمالاً بحثاً عن الماء فكان أن وصلوا إلى وادي سان جواكين في كاليفورنيا الذي يتمتع بحرارة جيدة وتربة خصبةٍ، بذلك أصبح وادي جواكين فيما بعد مركزاً لصناعة الزبيب في ولاية كاليفورنيا.
أما في العصر الحديث تحتل كل من تشيلي وتركيا وأستراليا بالإضافة إلى إيران واليونان المراكز الأولى في صناعة الزبيب.

أخيراً.. إن الزبيب الذي يعود بتاريخه إلى آلاف السنين بعد أن استطاع كل من الفينيقيين والأرمن زراعة العنب، انتشر في أنحاء العالم كغذاءٍ صحيٍّ ودواءٍ للعديد من الأمراض والاضطرابات الصحية. فهناك عدة أنواعٍ للزبيب تختلف من حيث اللون ونوع العنب الذي يصنع منه، وأشهر الأنواع زبيب "الكشمش" الذي يتميز بنكهته اللاذعة وخلوه من البذور، وزبيب "السلطانة" الموجود في الولايات المتحدة الامريكية ولا يحتوي على البذور، بالإضافة إلى "الزبيب الذهبي". لكن من المؤكد أن الزبيب بمختلف أنواع يقدم فوائد عدة للإنسان أهمها، معالجة التهاب المعدة لاحتوائه على الفينول، كما يخفض ضغط الدم ونسبة السكر في الجسم، بالإضافة أنه يحمي من خطر الإصابة بأمراض القلب و يثبط الخلايا السرطانية.