طافوا بِرَأسِكَ أربَعينَ نَهارا
يَستَصرِخُ الأوطانَ داراً دارا !!
ظَنّوا النِهايَةَ قَطْعَ رَأسٍ إنَّما
خَطُّوا بِرَأسِكَ لِلخُلــودِ مَدارا
وَشْمُ الدِّما قَبْلَ التَّسَلُّلِ لِلسَّما
وَشَمَ الفَضاءَ مَنازِلاً وَقِفــارا
يا جَهْلَهُمْ.. بَعثوا بِرأسِكَ سائِحاً
ظَنَّتْهُ عـــادَ مِنَ السَّماءِ نَصارىٰ
في الشامِ أغفىٰ ؟ أَمْ بِمِصْرَ ؟ بِكَربَلا ؟؟
أَمْ في السَّماءِ كَمَا الـمَسيحُ تَوارىٰ ؟!!
مازالَ يَتلو ( أَمْ حَسِبْتَ ) وَمادَرىٰ
عَجَباً كَأهلِ الكَهفِ رَأسُكَ صــارا !!
يَتَسَلَّقُ الرُّمْحَ.. استِراحةَ صائمٍ
لِلشَّمسِ يَهْمِسُ .. أجِّلي الإفطارا !!
وَكِلاكُما كَيد العيــونِ غُروبـــهُ
لِيَمُــدَّ نَحوَ قَرينِــهِ الأنظــارا !!
حاشا تُطَأطِئُ لِلثَّرىٰ أعناقُنا
وَقَدِ انْتَصَبْتَ مَدىٰ الزَّمانِ مَنــارا
فَمَتىٰ طَلائِعُنا وَإِنْ قَرُبَ الـمَدىٰ
سَبَقَتْ زَعيمَ الهِندِ أو جِيڤــارا ؟؟!!
وَمَتىٰ سَنُذْعِنُ .. لا لِسَكْبِ دُموعِنا
قَدَّمْتَ فَخْراً .. فِتيَةً أطهــٰارا ؟؟!!
وَمَتىٰ تُزَلْزِلُنا الشَّعائِرُ كي نَرىٰ ؟؟
( هَيهاتَ مِنّا الذّل ) لَيسَ شِعارا !!
مَعكَ القُلوبُ تَحَيَّرَتْ ..وسُيوفُهُمْ
تَبقىٰ عَليكَ.. كما الفَرَزدَقُ حــارا !!
نَمشي مَلايينــاً تَهُزُّ عَوالِـمــاً
وَنَعودُ شَتّىٰ نَحسِبُ الأصفــارا
وَتُسَرُّ عَينُ الشَّمس ساعَةَ سَيرِنا
وَتَضيقُ ساعَةَ راجِعينَ حَيارىٰ !!
كادَتْ - لَوِ اتَّبَعَتْ وُفــودُ ضَريحِهِ
أصحابَهُ السَّبعينَ - تُطفي النّــارا
سَبعونَ فَرداً.. ما تَزالُ وُجوهُهُمْ
عَبْرَ القـرونِ تُزاحِمُ الأقمــارا
سَبعونَ فَرداً.. ما تَزالُ فِعالُهُمْ
عَبْرَ القُرونِ.. تُخاطِبُ الــزُّوّارا
جَونٌ وَعابِسُ أو زُهَيرُ وَنافِعٌ
وَحَبيبُ صَفَّ الصَّحْبَ وَالأنْصــارا
وَالحُرُّ حُرٌّ وَحدهُ كَضَريحِــهِ
أضحىٰ دَليلاً يُرشِدُ الأحــرارا !!
وَلِـمَوقِفِ العَبَّاسِ ألفُ حِكايَةٍ
هِيَ باختِصــارٍ : جَسَّدَ الكَــرّارا !!
أمّا مُروءاتُ الحُسَـــينِ وَوِلْــدِهِ
سَلْ كَربــلاءَ سَتَعْرِفُ الأســرارا
وَبِها الرُّؤوسُ غَــداةَ تـُدْفَنُ فَإسْقِها
في الأربَعينَ مَدامِعي مِـــدْرارا
------