الفتن :
قال الفتى الفتن موضوعنا وهى الاختلافات التى قيل أنها حدثت بين الصحابة واختلاف الناس فيهم .
قال المعلم :مثل لما تقول
قال الفتى :مثل فتنة سقيفة بنى ساعدة وفتنة موت عثمان وفتنة على ومعاوية وفتنة موالاة أبو بكر وعمر .
قال المعلم :لكى تعلم الحق لابد أن تعلم ما يلى :
1-أن كل هذه الفتن – مع عدم وقوعها أساسا- ليست من الإسلام فى شىء فأصحابها لم يذكروا فى الوحى ومن ثم فهم فيما عملوا يحكم عليهم بالوحى .
2-أن روايات الفتن كلها مختلق إلا النادر جدا .
3-أنه لا يجوز أن نحكم على أى واحد من أصحاب الفتن بالكفر إلا إذا تبين لنا إصراره على الخطأ.
4-أن تجعل حكمك فى المواقف حكم الإسلام وفى ذلك يحق لك أن تقول أن فلان كفر فى موقفه هذا ولكن لا تقل أنه بناء على ذلك كافر لأنك لا تدرى أتاب أم أصر على الخطأ.
قال الفتى لماذا تقول أن تلك الفتن لم تقع منهم ؟
أجاب المعلم :لأن الدولة الإسلامية لا تفسد بعد موت الرسول(ص)فى عهد الذين أمنوا معه وإنما بعد الذين آمنوا حيث يأتى خلف فاسد قد يكون بعدهم بجيل أو أكثر وإن كان مستبعدا أن يفسد حتى الجيل الثانى لكونه اشرب الإيمان من المؤمنين الأوائل وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا "
كما أن الذين امنوا بالرسول(ص)لا يمكن أن يكونوا جهلة بالإسلام فتلك الفتن تدل على جهل كل الصحابة وهم الذين أمنوا بأحكام الإسلام فى الحكم فقد بين الله لهم كل شىء كما قال تعالى بسورة النحل :
"وأنزلنا إليك الكتاب تبيانا لكل شىء"

قال الفتى فإذا قال لى إنسان هل تتولى فلان أو تبرأ من فلان فما أقول له ؟
قال المعلم قل له كما قال تعالى بسورة البقرة "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ".
قال الفتى هذا يعنى أن أقول علمه عند الله .
قال المعلم أو قل أتولى فلان إن كان مسلما عند الله وأبرأ من فلان إن كان عند الله كافرا.
قال الفتى وما السبب ؟
قال المعلم السبب أن الله نهانا عن تولى الكفار وأمرنا بتولى المسلمين فقال بسورة آل عمران "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شىء " وقال بسورة الممتحنة "لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء "وقد طلب الله منا الاقتداء بإبراهيم ومن معه بالبراءة من الكفار بقوله بسورة الممتحنة "قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءؤا منكم ومما تعبدون من دون الله "