بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


.
أنت لست ميتًا كما تقول بعض الأقلام الإسلامية، أنت تراب! أنت رفات! أنت ميت! لا تسمع! لا تتكلم! لا تحكي! لا، ”أشهد أنك تسمع الكلام، وترد الجواب“. أنَّ الشهداء «صلوات الله عليهم أجمعين» يتمتّعون بحياة برزخية لا يتمتّع بها غيرهم، كل إنسان إذا مات يحصل على حياة برزخية، الإنسان يموت جسده، أما نفسه فهي تفارق هذا الجسد، وتتصل بجسد آخر، بجسد مثالي، تفارق الجسد المادي، وتتصل بعالم المثال، تصحب معها جسدًا مثاليًا، وتعيش في عالم البرزخ، إما في رضوان الله، وإما في الشقاء، حسب أعمالها.
إذن، كل نفس تحيا، ولكن هناك درجةً من الحياة في عالم البرزخ ليست إلا للشهداء،
﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾، حياة الشهداء في عالم البرزخ حياةٌ اتصاليةٌ وليست حياةً انفصاليةً، الميت العادي إذا مات يحيا في عالم البرزخ، لكن حياة انفصالية، أي: يعيش في عالم منفصل عن عالم الأرض، منفصل عن عالم الناس، هو يعيش ويحيا، ولكن حياة انفصالية، منفصلة عن عالم الأرض، منفصلة عن عالم الناس، الإنسان بعد موته إذا أراد أن يعلم ماذا يجري على الأرض يحتاج إلى واسطة الملائكة، يحتاج إلى واسطة الصدّيقين والشهداء، لكي يعلم ما يجري على الأرض، لكي يعلم ما يجري على عشيرته.
أما الشهداء، فإنهم يحيون حياةً متصلةً بالأرض، كأنهم يمشون على الأرض ونحن لا نشعر بهم، كأنهم يخالطوننا ونحن لا نحس بهم، القرآن يقول:
﴿وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ أي: هم معكم لكنكم لا تحسون بهم، حياتهم البرزخية حياة اتصالية، يتصلون بالأرض، يعرفون قضايا الأرض، يعرفون هموم الأرض، ولكن لا تشعرون. لذلك، الشهيد يسمع الكلام ويرد الجواب أيضًا، الشهيد لا يحتاج إلى أن يتوسط ملكٌ بينه وبين الإنسان، يسمع الكلام بنفسه ويرد الجواب بنفسه، فهو وإن مات جسده، لكنه حيٌ بحياة برزخية اتصالية. ”أشهد أنك تسمع الكلام وترد الجواب“، تجيب من يسلِّم عليك، وتجيب من يزورك.