يوم دخلت القوات العراقية ناحية نمرود التي تضم الموقع الأثري العريق والضارب في جذور التاريخ، ممتداً لآلاف السنين، قبل أيام قليلة (الأحد 13 نوفمبر أعلنت تحريرها بالكامل)، بدأت الصور تخرج وتنتشر، لتظهر حجم المأساة التي حلت بهذا الموقع الأثري.
نمرود الأثرية رقدت تحت التراب لأشهر مديدة تحت سلطة التنظيم الظلامي داعش. وبعد تحريرها، بدت معظم آثارها محطمة، أكوام حجارة متراكمة. فالتنظيم الإرهابي الذي لم يقم اعتباراً لأرواح المئات والآلاف من البشر الذين يستخدمهم دروعاً بشرية في العراق، بحسب التحذيرات المتتالية الصادرة عن الأمم المتحدة، لن يرف له جفن إن جرف قلعة أثرية أو تمثالاً يحمل في طياته تاريخا عراقيا "أثريا" لحضارة تعد إحدى أقدم الحضارات في المنطقة والعالم.
ما تبقى من الثور المجنح
بقايا وركام
"جريمة حرب".. جريمة ضد الحضارة والتاريخ
ففي تعليقها على "هول ما يحدث لتلك الآثار المرتبطة بالحضارة الآشورية الأقدم في المنطقة، حذرت اليونسكوالعام الماضي 2015 مما أصاب الآثار على يد داعش. ووصفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الدمار الذي لحق بمدينة نمرود العام الماضي بأنه يرقى "لجريمة حرب"، وأنه ضرب من الجنون.
وأكدت المنظمة أن داعش "عازم بشكل واضح على محو أي أثر لتاريخ الشعب العراقي".
كما وصفت الهيئة العامة للآثار والتراث التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، الدمار في المدينة بـ"الهائل"، مؤكدة "فقدان تفاصيل عمارية تعود للقصور والمعابد والزقورة".
يذكر أن تاريخ هذه المنطقة يعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وتعد أحد أهم المواقع الأثرية في العراق والشرق الأوسط.
آثار عمرها آلاف السنين سويت بالأرض
من آثار نمرود
نمرود.. والملك الآشوري
ونمرود هو الاسم المحلي بالعربية لمدينة كالخو (كالح) الآشورية "kalhu" التي بنيت على نهر دجلة على يد الملك الآشوري شلمنصر الأول (1274 ـ 1245)، وجعلها عاصمة لحكمه خلال الإمبراطوية الآشورية الوسيطة.
وكانت وزارة السياحة العراقية أعلنت في مارس العام الماضي، أن مسلحين استخدموا جرافات وغيرها من الأدوات الثقيلة لتدمير الموقع. كما أن داعش اظهر بث فديو كيف ان عناصره دمرت التماثيل بهمجية وجهل.
وأتت الصور اليوم والفيديو الذي نشرته وكالة رويترز ليقدم دليلاً آخر على همجية داعش وإرهابه الممارس على البشر والحجر!