الأم ،، ذاكَ النبع الثّرار
هل الأمومة فطرة ؟؟ كوني امرأة أؤكد أنها فطرة و من أقوى الغرائز لدى النساء ، و لاشك أن الأبناء قرة عين الإنسان و بهجة الحياة .
و إذا كان الأب يرى في أولاده العون و التكاثر و الامتداد ، فالأم ترى فيهم أمل الحياة و فرحة القلب و بهجة العيش و سلوى النفس.
بحثت عن تعريف الأمومة اصطلاحا ، وجدت أنها علاقة بيولوجية و نفسية بين امرأة و من تنجبهم و ترعاهم من الأبناء والبنات.
أما تعريف;الأم; لغويا : هي أصل الشيء و هي الوالدة و هي الشيء يتبعه فروع له.
فالمرأة بأمومتها حافظة الفطرة لدى الإنسان ، تحفظ بها النسل و تعمر الحياة هكذا نجد أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أعلى مكانة الأمومة عن مكانة الأبوة حتى جعل الجنة عند قدمي الأمهات.
و نجد الكثيرات من فتياتنا يتزوجن من أجل أن يصبحن أمهات و إشباع نهم حلم الأمومة لديهن.
عندما نقول أم;أو;أمومة; نختزلها في ذاك النبع الثرّار الذي لا ينضب أبداا، هي العطاء بل عين العطاء و قلبه.
راق لي قول فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله; المعاناة و المعايشة للحمل و الجنين تسعة أشهر كاملة ،يتغير فيها كيان المرأة البدني كله تغيراً يقلب نظام حياتها رأساً على عقب و يحرمها لذة الطعام و الشراب و الراحة و الهدوء ، إنه الوحم و الغثيان و الوهن طول مدة الحمل ،و هو التوتر و القلق و الوجع و الطلق عند الولادة;.
هذا كله هو الذي يفجر نبع الحنان الوفير الصادق ، هذا هو لب الأمومة و جوهرها : حضن وثير دافئ و حب عميق غامر ،و قلب كبير يتدفق عطفاً و حناناً.
عندما نقول;أم; ، نتذكر قول الله سبحانه (ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير) ،إنها رفعة و عناية خاصة خصّ الله بها الأم من فوق سبع سماوات .
الأم التقية الحنون واعية أن الدين هو مرشدها لتربية أبنائها تربية سليمة ، رحيمة بأبنائها و مدركة أن الرحمة خلق إسلامي أصيل .
الأم ،، رعاية و احتضان ..على الأم أن تستحق اسمها لأنها عماد الأسرة المتماسكة و الأسرة المتماسكة عماد الأمة المتماسكة القوية .
الأم تستحق اسمها عندما تعرف مسؤوليتها و تعي بدورها فتقوم به على أكمل وجه ، لتُنشئ ذريتها نشأة نفسية صحية خالية من الأمراض و الأزمات و العقد ، و تصونها من الوقوع في حمأة الرذيلة بدوام المرافقة و المتابعة حتى يبلغوا أشدهم ورشدهم و يصيرون قادرين على القيام بأدوارهم و مسؤولياتهم.
و حتى يكون الغرس صالحاً و تُؤتي الثمار أكلها و تكون فعلا الأم نبع ثرّار نؤكد على وجوب صلاحها أولا و قيامها بواجب التربية و وعيها بمسؤوليتها كل ذلك من شأنه أن يمنحنا جيلاً صالحاً و ليس فقط تفريخ أعداد بشرية بلا صلاح و لا حسن تربية.
الأم ،، نبع ثرّار
وفقكن الله لحسن تربية أبنائكن و جعلهم قرة أعين لكن و عصمهم من الفتن ..اللهم تولاهم بعنايتك و رعايتك.