متلازمة القولون العصبي أو القولون المتهيج من الحالات المرضية الشائعة جداً، وهي حالة طويلة الأمد تصيب الجهاز الهضمي، وقد تسبب نوبات من المغص المعدي أو نفخة البطن (التطبل) أو الإمساك. وتستمر الإصابة بالقولون المتهيج طوال الحياة غالبًا، إلا أنه قد تتحسن خلال سنوات.
ويصيب القولون العصبي حوالي 20 بالمائة من الناس في فترة ما من فترات حياتهم، وتكون المرة الأولى للإصابة بها عادةً في عمر 20-30 عامًا. وتصل نسبة الرجال المصابين بالقولون المتهيج حوالي 34 بالمائة من المرضى، بينما تصل نسبة النساء إلى 66 بالمائة، وفقًا لموسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي.
أعراض القولون العصبي
تختلف الأعراض من شخص لآخر، إذ يكون تأثير المرض في بعض الناس أشد من تأثيره في الآخرين. وتظهر أعراض القولون العصبي وتختفي في فترات تتراوح بين بضعة أيام إلى بضعة أشهر في كل مرة، وعادة ما تظهر خلال فترات الشدة النفسية والتوتر أو بعد تناول أغذية معينة، ولكنها قد تزول بعد الذهاب إلى المرحاض والتبرز.
وقد تظهر أعراض القولون العصبي على هيئة آلام مزمنة وتشنجات في البطن، مع عدم انتظام عملية التبرز، إما بإسهال مزمن أو إمساك مزمن أو التناوب بين الإمساك والإسهال، كما قد يعاني مريض القولون العصبي من الغثيان وزيادة الغازات وانتفاخ البطن، وفي بعض الأحيان قد يشعر المريض بالحاجة إلى التبرز ولكنه لا يستطيع القيام بذلك عند دخول المرحاض، أو يشعر بآلام وإجهاد عند التغوط أو يشعر بأنه لم يحدث تفريغ كامل للأمعاء.
أسباب الإصابة بالقولون العصبي
السبب الدقيق وراء الإصابة بالقولون العصبي مازال مجهولا إلى الآن، إلا أن الباحثين يرجحون أنه مرتبط بازدياد حساسية الأمعاء وبمشاكل الهضم، إضافة إلى أن العوامل النفسية كالقلق والتوتر يمكن أن تلعب دورا في الإصابة بمتلازمة القولون المتهيج.
علاج القولون العصبي
إلى الآن لا يمكن الشفاء التام من متلازمة القولون العصبي، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض عبر تعديل بعض العادات في النظام الغذائي ونمط الحياة عموما. ومن هذه التعديلات: ممارسة الرياضة بانتظام وخفض مستوى القلق والتوتر وتجنب الأطعمة المهيجة للأعراض بعد التعرف عليها، إضافة إلى تعديل كمية الألياف في الطعام الذي يتم تناوله عن طريق الإكثار من تناول الخضروات والفواكه.
ويمكن أن توصف بعض الأدوية لأشخاص مصابين بالقولون العصبي بهدف علاج أعراض معينة يعانون منها بشكل فردي.
التعايش مع القولون العصبي
القولون العصبي قد يكون مؤلما ومنهكا للشخص المصاب به، وقد يؤثر سلبا على الحالة النفسية والعاطفية وأسلوب الحياة عموما، إذ يعاني كثير من مرضى القولون المتهيح من الشعور بالقلق أو حتى الاكتئاب في مرحلة ما من مراحل حياتهم.
ومن النادر أن تتحسن هذه المشاكل دون اللجوء إلى العلاج، ولذلك ينبغي مراجعة الطبيب عندما يؤثر القولون العصبي سلبا على حياة المريض النفسية، لوصف الدواء المناسب.
الأغذية التي لا تناسب مرض القولون العصبي تشمل الطماطم والباذنجان والشاي والحليب ومشتقاته والكافيين والملفوف والبطيخ والبقوليات وجميع الأطعمة الحارة والثوم والبطل والمشروبات الغازية والعدس، إضافة إلى تناول وجبة كبيرة على غير المعتاد.
وعلى كل حال، قد يختلف الأمر من شخص لآخر، فعلى كل مريض أن يتجنب الطعام الذي أدى إلى تهيج القولون لديه.
الصوم في بعض الأحيان قد يكون علاجا جيدا لأعراض القولون العصبي. كما أن الإقلاع عن التدخين له علاقة بتحسن صحة المريض.
ينبغي لمريض القولون العصبي ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول السلطة الخضراء والفاكهة، والتقليل من أكل النشويات والسكريات، والمواظبة على شرب الماء طوال اليوم، والأكل والمضغ ببطء، وعدم ملء المعدة بالطعام، والانتظام في مواعيد قضاء الحاجة.
وتجدر الإشارة إلى أن القولون العصبي لا يشكل تهديدا خطيرا على الصحة الجسدية للشخص المصاب به، فلا ارتباط بينه وبين الإصابة بسرطان القولون أو سرطان الأمعاء مثلا.
القولون العصبي والعلاقة الجنسية
لا يسبب القولون العصبي ضعفا جنسيا لأي من الطرفين، ولكنه قد يؤثر على العلاقة الحميمة في بعض الأحيان، إذ قد يحدث ألم شديد أثناء الجماع بسبب المرض، وخصوصا لدى النساء.