الوقت دائم التحرك للأمام ولا ينتظر أحدا فيجب من الآن تغيير نمط الحياة بالحفاظ على الدقائق
أهمية الوقت بالنسبة لنا تقودنا إلى واحد من أمرين؛ إما الشعور بالأهمية الذاتية وزيادة الثقة بالنفس، أو الشعور بالضياع والملل والأفكار السلبية الهدامة.
كثير من الأشخاص تراه يقول إنه ليس لديه وقت وإنه لا يجد الوقت الكافي لإنهاء مشاغله! فإن كان صادقا في ما يقول، فالأمر هكذا ممتاز، بشرط أن يكون استثماره للوقت إيجابيا ومفيدا له في إدارة أموره وتحقيق نجاحه. وذلك مع التحفظ على مفهوم "عدم وجود الوقت الكافي" في ضوء دراستي لإدارة الوقت، إلا أنه من الأفضل أن تكون مشغولا دائما على أن تكون جالسا بلا عمل أو فكر.
أما من يقول دائما إن الحياة مملة ولا يدري ماذا يفعل خلال يومه، فهو شخص يخاطر بوقته الثمين وقد يجد نفسه أسيرا للقلق والمشاعر السلبية الأخرى وربما الاكتئاب أيضا. لماذا؟ لأنني سأخبركم بأمور من الناحية العلمية:
العقل مبرمج من الله تعالى الخالق على استخدامه بما يفيد، وهذا نشاط يحتاج إلى إرادة وطاقة وعملية تتطلب المجهود. أما إن لم يستخدمه الإنسان في التفكير أو العمل الإيجابي فهو يعطله، وذلك لأنه لا يعرف كيف يستخدمه للأسف. فالنتائج كارثية بحق، وهذا جزء من تفسير إصابة الإنسان بالكسل واليأس والملل والخوف والاكتئاب.
الوقت له لصوص كثيرة تسرق عقلنا ووقتنا بما يؤدي إلى خسارة فادحة، كما هو الحال عندما نخسر النقود التي يسرقها اللص أو أكثر. ويتضمن لصوص الوقت ما يلي:
- استخدام الهاتف الخلوي بشكل غير مفيد كتصفح فيسبوك وواتساب من دون هدف وإضاعة أكثر من نصف ساعة في ذلك.
- لعب الألعاب الإلكترونية، سواء أكانت على الهاتف الخلوي أو البلاي ستيشن أو غيرهما لما يزيد على ساعة كاملة.
- متابعة التلفاز بشكل غير علمي ولا هادف، كمشاهدة 4-5 حلقات من مسلسل معين بشكل متتال، الأمر الذي يؤدي إلى إهدار ساعات من الوقت الثمين.
- النوم الزائد على الحاجة، فبشكل عام، لكل سن عدد محدد يناسب احتياجاته. فمثلا الأعمار بين 18 و30 عاما تحتاج إلى 6-8 من النوم كأقصى حد. وما يزيد على ذلك فهو وقت مهدور.
- الجلوس لساعات مع الآخرين بالحديث حول الاستغابة والنميمة.
- العمل فوق الطاقة، وليس لهدف آخر سوى لجمع المال.
- إمضاء الوقت في الأسواق من دون حجة،
فعلاوة على أن ذلك يضيع المال، فهو أيضا يضيع الوقت الثمين.
- قضاء الوقت بالشكوى والسلبية ولعب دور الضحية والشعور بالعجز، فذلك يؤدي إلى إسقاط التهم على الآخرين من دون بذل أي مجهود للتغيير أو تحسين الوضع.
- غياب الهدف من الحياة والشعور بالوجود على هامشها، كمن يقود سيارته ولا يعرف إلى أين هو ذاهب. وهذا من لصوص الوقت الذين يعدون دائمين إن لم يتم القبض عليهم مبكرا في حياتنا.
طبعا هناك لصوص كثر آخرون... لكن من المهم أن نتعرف عليهم لتجنبهم وننتبه لأهمية الوقت وتأثيره على صحتنا النفسية، ونعلم أن حياتنا ما هي إلا مجموعة أيام، وكلما مر يوم منها فإنه لا يعود.
ويتميز الوقت بأنه ثمين جدا، لكنه لا يمكن استعادته. وهو دائم التحرك للأمام ولا ينتظر أحدا. فعلينا أن نستعد من الآن إلى تغيير نمط حياتنا ونقوم بالحفاظ على دقائقنا من لصوص الوقت.