قرّر الشاب الغزّي محمد سلام التحليق خارج السرب، متكئاً على موهبة يتقنها منذ الطفولة. واستخدم عيدان الثقاب للتعبير عن الواقع الأليم للشعب الفلسطيني.
ويدمج الفنان سلام بين موهبته في الفن التشكيلي ومهنة التصوير الفوتوغرافي التي يتقنها. فبعد الانتهاء من تشكيل عيدان الثقاب مستوحياً لوحته من أزمات الشارع الفلسطيني، يتلقط صورة لها مع إضافة صورة تعبيرية عن الحالة التي تجسدها اللوحة.
وعن بداية مشوراه قال سلام لرصيف22: "إن الأمر في البداية كان صدفة، وذلك عندما رأيت أخي الصغير يلعب بأعواد الكبريت أثناء فترة انقطاع الكهرباء، وفكرت في استخدامها في اللوحات الفنية".ويعبّر محمد من خلال فنّه الجديد عن الواقع الصعب للغزيين بصورة غير مألوفة. ويقول الشاب خريج العلاقات العامة والإعلام من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية: "إن موهبتي في البداية كانت التصوير الفوتوغرافي، لكنني أردت صناعة لوحات فنية على خلاف الصور التقليدية التي تمتلئ بها الصفحات والمواقع الإلكترونية، لأعبّر عن الواقع الذي نعيشه في قطاع غزة، وكانت أولى الأفكار التي راودتني حالة الخريجين والمصير المجهول الذي ينتظرهم".
وأضاف: "إن المجسمات الفنية التي أصنعها ليست مجرد لوحات عادية، لأن مضمونها ومحتواها يعبّران عن الواقع الفلسطيني المعيوش، والعادات والتقاليد الفلسطينية".
ويطمح محمد إلى المشاركة في معارض محلية ودولية، يستطيع من خلالها إيصال رسالته بأن "شباب غزة، وبرغم واقعهم الصعب، يمتلكون رصيداً كافياً من التميّز والإبداع".
صراع الحكم
تتعرض جميع فئات الشعب الفلسطيني لمآسٍ قاسية تعصف بهم منذ عشر سنوات، بفعل حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس، وصراع كل منهما على السلطة.
الحب والحرب
في هذه اللوحة الفنية جسّد سلام حالة الحب والوئام بين فئات الشعب الفلسطيني، وخاصة الفصائل المتناحرة وقت الحروب التي تتعرض لها قطاع غزة، حيث يتكاتف الجميع مدافعين عن وطنهم أمام غطرسة المحتل.
معاناة الخريجين
في هذه اللوحة، تصف عيدان الثقاب واقع الخريجين في قطاع غزة، بعدما أوصدت الأبواب أمامهم، لتتبخر أحلامهم، وتقتل طموحاتهم.
إهانة الفقراء
عيدان الثقاب في هذه اللوحة قسمت المجتمع في غزّة إلى فئتين مختلفتين، وتعكس حالة البؤس التي يعيشها الفقراء باعتمادهم على المساعدات المقدمة من قبل المؤسسات الخيرية، ومحاولات بعض القائمين على المشاريع الخيرية في غزة استغلال أوضاع الفقراء مقابل مساعدة غذائية لا تكفي لأكثر من أسبوع واحد.
تتعلق آمال وتطلعات الشارع الفلسطيني بحدوث حالة انفراج لظروفهم القاسية بجهود جامعة الدول العربية، ولكن ما زالت قرارات الأخيرة بشأن إعادة إعمار قطاع غزة المدمر، ورفع الحصار وفتح المعابر، حبراً على ورق. وهذا ما يبدو واضحاً في تلك اللوحة الفنية، إذ يظهر الزعماء العرب بثوب الواعظين داخل اجتماعات الدول العربية دون أن يحرّكوا ساكناً تجاه المقهورين في غزة
جامعة الدول العربية
تتعلق آمال وتطلعات الشارع الفلسطيني بحدوث حالة انفراج لظروفهم القاسية بجهود جامعة الدول العربية، ولكن ما زالت قرارات الأخيرة بشأن إعادة إعمار قطاع غزة المدمر، ورفع الحصار وفتح المعابر، حبراً على ورق. وهذا ما يبدو واضحاً في تلك اللوحة الفنية، إذ يظهر الزعماء العرب بثوب الواعظين داخل اجتماعات الدول العربية دون أن يحرّكوا ساكناً تجاه المقهورين في غزة.
مصالحة الطعام
في هذه اللوحة يتكاتف قادة حركتي فتح وحماس ويلتفّون حول موائد الطعام، تاركين الشعب في بحر الأزمات التي خلفتها حالة العراك السياسي وصراع السلطة الدائرة بين الطرفين منذ صيف عام 2006.
طبقة الكادحين
أعواد الكبريت في هذه اللوحة تجسّد طبقة الفقراء والكادحين في غزة، بعدما حرموا من مصادر دخلهم الوحيدة بفعل إغلاق المعابر، مما اضطرهم للبحث عن فرص عمل حتى لو كانت مؤقتة وشاقة، ليوفروا متطلبات عائلتهم وأطفالهم.
هجرة الشباب
أعواد الكبريت هنا تجسّد شاباً فلسطينياً لم يجد الطريق الصحيح لطموحاته في غزة، فكانت الهجرة إلى الدول الغربية خياره، ليبتعد بنفسه عن واقع غزة الملبد بالأزمات المعقدة.