أطفالنا والتكنولوجيا الترفيهية



في الماضي، وليس البعيد، ونتحدث عن زمن كنا فيه أطفالا، كنا نتذوق معنى الطفولة، كنا نلعب، نقفز، نركض، نتسابق، نتمرجح، نلهو ونمرح مع أطفال الجيران والأقارب.. مازالت ذاكرتنا تحمل ذكريات مرحة كنا فيها نتسابق، نلعب «الاستغماية»، يجري بعضنا وراء بعض، نركب الدراجات الهوائية والزلاجات اللوحية، ونلعب بالكرة ألعابا لا تنتهي، ونخترع ألعابا، ونذهب إلى المكتبات العامة من أجل المطالعة وقضاء الأوقات بين صفحات الكتب والأحجيات، فنقرأ القصص والمجلات، بل وأجزاء من الموسوعات... فأذكر أن طفولتنا تضمنت الكثير من الانطلاق في الهواء الطلق، وخارج الأبواب، وبين أحضان الطبيعة، فلم تكن الأبواب موصدة، كنا نذهب في رحلات عائلية جماعية أسبوعية تجمع الأقارب، نتنقل بين مروج الطبيعة وفي ربوعها وربيعها وبساتينها الغناء، نشعر بعذوبة الطبيعة وجمالها وألحانها وروعتها وعظمة خالقها، فنحمد الله على آلائه، ونستمتع بطفولة لا يكدرها الزمان.

وفي المقابل؛ أنظر اليوم بعين المتأمل إلى أطفالنا في عالم وصف بالمتغير، والمتسارع، وسريع التغير، وعالم السرعة، وعالم التكنولوجيا، والعالم الرقمي، وعالم الاتصالات، والثورة التكنولوجية، وعالم الإلكترونيات، والبطاقات، والاختراعات، والقرية الصغيرة.. فكل شيء أصبح متوافرا وسريعا وبين أيدينا ومتطورا، يوفر الوقت والجهد، ويجلب لك المعلومة بأقل من الثانية ومن دون جهد أو عناء، ويطلعك على كل العالم وأحداثه اليومية لحظة بلحظة، والحمد لله.. ولكن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فيها الغث وفيها السمين، فيها الحق وفيها الباطل، فيها الحقيقة وفيها الخيال، وفيها الواقع وفيها المبالغة، فيها الخير وفيها الشر.. وفي خضم كل هذا أين نجد أطفالنا اليوم؟ إذا بحثتم عن أطفالنا فلن تجدوهم إلا بين أربعة جدران، يقبعون في مشهد من تلك المشاهد الأربعة التي قدمتها التكنولوجيا الترفيهية للطفل وهي:

الطفل والهاتف المحمول

طفل أو مراهق يضع رأسه في جهاز صغير نقال ينقله معه أينما حل أو ارتحل، ولو غادر مقعده لثوان معدودة غادر معه النقال وكأنه قطعة من جسده! كيف لا وهو يتنقل في عالم المحمول من مشهد لمشهد، ومن فيديو لآخر، ومن صفحة لأخرى، ومن موقع لموقع، ومن لعبة لأخرى، ومن فيسبوك لتويتر، ومن واتسآب لرسالة أخرى في واتسآب... جهاز يأكل وقته أكلا، ويجذب نظره جذبا، ويسرق عقله خلسة، فإن ناديت ابنك فلا يسمع، وإن أشرت إليه بيدك لا يكاد يراك! إنه مندمج في عالمه الخاص، الذي يغوص به غوص البحار العميق، يسرق لبه وقلبه كالساحر أو كسارق محترف! قد يؤخره عن صلاته وعن أعماله المدرسية وعن زيارات أقاربه واللعب مع رفاقه، ليجعله يعيش في عالم رقمي ليس بالحقيقي بعيدا عن التفاعلات الاجتماعية الحقيقية وعن تعود لقاء الناس والتعامل مع البشر وجها لوجه! فما المستقبل المنتظر لأطفالنا؟!

وفي خضم هذا كله؛ هل سألت نفسك أيتها الأم وأيها الأب ماذا يشاهد ابنكما في هذا الجهاز؟ هل حاولتما معرفة ما سر تعلقه بتلك الآلة الصغيرة؟ هل جربتما محاورته ومعرفة ما يشاهده؟ هل تأكدتما من أنه لا يشاهد مناظر مخلة بالآداب أو الحياء أو تعارض الدين؟ أو أنه يكثر من إضاعة الوقت بلا طائل؟ هل شعرتم بالندم يوما لشراء هذ الجهاز لابنكم؟ فهل حاولتم وضع قوانين والوصول إلى تسوية مع ابنكم في شروط استخدامه أم الأمور هائمة لا يعرف الابن أين مستقره؟! فالمخاوف من تفاقم انحدار أبنائنا في الحفرة لا التراجع والاستدراك.

مع ألعاب الفيديو

إنها ألعاب الفيديو (الألعاب الإلكترونية)، أو ما يعرف بـ Playstation X-Box وألعاب الكمبيوتر والفيديو، فهي ألعاب يفترض أنها تقدم التسلية والمرح والمتعة والفائدة لأبنائنا، فهي تستغرق من وقت الأطفال الكثير. تجد الطفل شديد الاهتمام بتلك الألعاب؛ إنه في حالة انشغال تام، منجذب بكل حواسه، ويداه لا تكادان ترتفعان عن آلة التحكم، وعيناه لا تفارقان الشاشة ولا حتى للحظة! حيث اللحظة الواحدة معناها خسائر كثيرة في اللعبة... تركيز شديد، إدمان كبير، عنف شديد، انفعالات حادة من الابن! إنه في حالة اندماج تام لا يجب أن يتكلم معه أحد أو يطلب منه شيئا!

فهل يا ترى فكرنا ماذا يتعلم الطفل من تلك الألعاب؟ ماذا تقدم له؟ ما الذي تركز عليه؟

إن غالبية تلك الألعاب تقدم العنف لأبنائنا، فقد وجد بالأبحاث أن 22 ألف لعبة فيديو من أصل 30 ألف لعبة تقدم العنف، العنف بأشكاله الجسدية، كالضرب والقتل والركل والسباب، والزيادة في سرعة السيارات، والتعدي على الآخرين، والاعتداء الجنسي، وتعليم السرقة! ثم نتساءل: لماذا بدأت مجتمعاتنا تعاني من العنف؟ لماذا كثرت جرائم القتل؟ لماذا زادت مشاكل التحرش الجنسي؟ لماذا لم يعد أبناؤنا يستشعرون حجم الكوارث في بلادهم؟ لماذا تبلدت مشاعرهم؟ إن كان أطفالنا ينشأون على العنف بكل وسائل التكنولوجيا والإعلام فكيف ستكون مشاعرهم تجاه العنف بعد ذلك؟ لابد أنها مشاعر متبلدة، ترى القتل والدمار والتخريب من دون أن تحرك ساكنا، أو تبدي استهجانا في نفسها على الأقل!

هل تعلم أيها الأب المربية وأيتها الأم المربية أن هناك ألعابا تحلل الحرام، فتعرض نساء شبه عاريات يدخلن على اللاعب في غرف خاصة؟ أو تجعله يقود عصابات سرقة وقتل، يقتل كل من يعارضه أو يواجهه في طريقه، فيسرق سيارته مثلا ويرميه في الطريق؟ أو تجعل الطفل يدخل إلى المراقص والملاهي الليلية، ويشارك في خلع الملابس أو لعب القمار؟!

أي تربية نتوخاها من وراء مثل هذه الألعاب المستوردة في ثقافتها ومضمونها وأفكارها، والبعيدة كل البعد عن ثقافتنا وهويتنا وديننا الإسلامي؟! إن لم نحذر منها فأي تنشئة سينشأ عليها أطفالنا، أي تشويه لثقافتنا وقيم أبنائنا، ونحن في غفلة منها، وما علينا سوى شراء تلك الألعاب المدمرة للتربية وللقيم الأخلاقية والإسلامية وتقديمها لأطفالنا من دون التأكد من مضمونها، من أجل إشغال أبنائنا بأي وسيلة ترفيهية فقط من دون التفكير في أبعادها التربوية على المدى البعيد؟!

وفي الصدد ذاته، لماذا لا نفكر في صناعة ألعاب إلكترونية مرتبطة بثقافتنا وهويتنا العربية والإسلامية تنمي الأخلاق بدلا من تدميرها، تنمي العادات الحميدة بدلا من تشجيع ارتكاب الكبائر؟ لماذا لا ننتج ألعابا تستخدم في التعليم في مدارسنا؟ هل تنقصنا العقول المفكرة، أم الإمكانات المادية، أم القيم العليا، أم الدافعية الذاتية لذلك؟ إن لم نوظف التكنولوجيا لمصلحتنا وظفت هي ضد مصالحنا وعاداتنا!

التلفزيون

المحطات الفضائية، وما أدراك ما تقدمه من برامج ومسلسلات للأطفال والمراهقين وحتى رسوم متحركة! في الماضي أتذكر أننا كنا كأطفال نحب حضور برنامج «افتح يا سمسم» وبرنامج «المناهل» وغيرهما من البرامج المقدمة إلى الأطفال، فكانت البرامج من صناعة عربية تتوافق مع ثقافتنا وحضارتنا وقيمنا ولغتنا، وتبث باللغة العربية الفصيحة، تنمي عقولنا ومعارفنا وانتماءنا للغتنا، تزرع فينا الحب للآخرين وتزرع المساعدة والتعاون والصدق والأمانة ومحبة الجيران والسؤال عنهم. لكن عندما لم نعد نصنع مثل تلك البرامج، وأصبحت برامجنا مستوردة كأي بضاعة من الصين واليابان وفرنسا وأميركا وأوروبا... فماذا ستحمل في طياتها؟

البرامج التلفزيونية المقدمة إلى الأطفال اليوم لا تكاد تخلو مما يلي:

< مشاهد العنف والقتل وارتكاب الجرائم والدماء والسرقة، ثم التحقيق في تلك الجرائم، بعد تشجيعها وزرع وسائلها وطرقها وأدواتها في عقول الأطفال! وقد أكدت دراسات كثيرة، عربية وأجنبية، بل وأميريكية، على أن معدلات العنف تزداد عند الأطفال بحضور أفلام ومسلسلات تلفزيونية تتضمن العنف، فالعلاقة طردية؛ فكلما زادت ساعات جلوس الأطفال أمام التلفاز زادت حالات العنف والعدوان لديهم. ووجد أن الأطفال يتعلمون بالتقليد، فهم يتحولون من مشاهدين إلى مقلدين وممارسين لتلك السلوكيات، فحتى برنامج كـ«توم وجيري» يتضمن العنف والحيل والخداع في الإيقاع بالآخرين والنيل منهم!

< المشاهد والأفكار الجنسية

الأفلام التي تقدم إلى أبنائنا الصغار أو المراهقين والرسوم المتحركة اليوم لم تعد بتلك البراءة التي من المفترض أن تقدم إلى الصغار! إنها تتضمن قصص الحب والغرام للجنس الآخر، بل ومشاهد التقبيل للجنس الآخر، واللباس المتعري والقصير والضيق الفاضح! ولم التعجب وهي ليست من ثقافتنا ولسنا من أنتجها، فهي دخيلة على ثقافتنا، ومناقضة تماما لتعاليم ديننا وما يرضي الله تعالى. والسؤال: لماذا لا ننتج - نحن العرب - تلك البرامج التلفزيونية الخاصة بنا وبحضارتنا وقيمنا الأصيلة؟ فحضارتنا وديننا ممتلئان بالقصص لبطولات وأخلاق تصلح لتحويلها إلى رسوم متحركة، تكون بناءة لا هدامة.

< تشويه العقيدة

الأدهى والأمر أن تلك البرامج التلفزيونية والرسوم المتحركة والأفلام للمراهقين، باتت تشوه عقيدة أبنائنا بأمور تتضمن الشرك والضلال وعبادة غير الله تعالى، فتجدها مثلا تتضمن الصلاة في الكنيسة أو المعبد البوذي أو تشجع أعياد النصارى وطقوسهم، أو تذكر آلهة غير الله تعالى، أو أن القوى الخارقة في الكون هي الطبيعة! أو تدخل في أمور غيبية، فتصور الملائكة أو الجن كما يحلو لها! كيف لا وهي لم تصمم في الأصل لنا، بل هي مستوردة بكل ما تتضمنه من تشويه لعقيدة أبنائنا، وأحيانا بقصد وتناقض لما ورد في ديننا وفي الأحاديث النبوية، والمشكلة أننا لا نجلس مع أبنائنا نراقب ما يشاهدون ونصحح مفاهيمهم، أو على الأقل نمنع حضور مثل تلك البرامج!

< تشويه الحقائق والخيال

إنها برامج وجهت إلى الأطفال ورسوم متحركة وأفلام، لكنها شوهت خيال أبنائنا وفطرتهم، فجعلت الكائنات الشريرة كالجن والشياطين خيرة، ولها ملامح جميلة ومحببة! وجعلت الكائنات الصالحة على شكل فئران وخنازير وأشكال قبيحة مشوهة! وجعلت إسفنجة تتحدث! وجعلت التشرد وترك الأسرة شيئا جميلا محببا يتضمن المغامرات والمتعة! والحقيقة أن الأطفال دون الخامسة مثلا لا يميزون بين الحقيقة الخيال، والمشكلة أنهم يتابعون وهم يعتقدون أن الإسفنجة ممكن أن تتحدث أو أن الحصان يطير أو أن الإنسان إن قفز من مكان مرتفع جدا لا يحدث له شيء.

< تشويه المخلوقات

كثيرا ما تشوه المخلوقات الجميلة التي خلقها الله تعالى بأحسن صورة، فيجعل لها أشكالا قبيحة، كأن تكون لها عين واحدة في الرأس، أو جسد صغير جدا ورأس متضخم، أو آذان كبيرة وأنف صغير ولسان طويل! أو جعل النار تخرج من أيدي تلك المخلوقات أو أفواهها أو تخرج سكاكين حادة تقطع المقابل! أو يتحول المخلوق مرة إلى أفعى كبيرة ومرة إلى طائر ومرة إلى مركبة ومرة إلى ذئب.. في تشويه تام لمفاهيم الأطفال الصغار وعقولهم.

والأخطر أنهم يجعلون لتلك المخلوقات المشوهة أو مشاهير برامج الأطفال، ملابس وحقائب وأدوات مدرسية ودمى وألعاب فيديو وأثاثا يروج لها، ليجعلوها مألوفة تماما للطفل، في تشويه تام لفطرته التي فطر الله الناس عليها.

< تشجيع السحر والشعوذة

وباتت برامج الأطفال ومسلسلاتهم وأفلام المراهقين تتضمن السحر والشعوذة، وبطرق محببة (كأفلام هاري بوتر مثلا)، وأفلام رعب للمتعة، فيتعلم الطفل أن السحر مسموح وجميل ومعين على تحقيق الأمور، وهو في الحقيقة من الكبائر التي تغضب الله تعالى غضبا شديدا لما به من أذى للآخرين.

والسؤال الذي يجب أن يطرح على الآباء والأمهات: من أصبح يربي أبناءنا نحن أم التلفاز والأفلام؟ نحن أم الغرب واليابان ومن نستورد منهم؟ ألا تجد الأم وسيلة لإشغال أبنائها عنها إلا التلفاز ودون مراقبة لما يشاهدون؟ كيف نشأت الأجيال السابقة بعيدا عن التلفاز؟ حاولي ألا تعودي أبناءك على مشاهدة التلفاز ولساعات طويلة، لأنه سيصبح المربي والمغذي الفكري لهم، وسيصبح التعلق به أكثر من تعلقهم بالوالدين، ويصبح الانفصال عنه مشكلة تحتاج إلى حلول ومعاناة، وتصبح أقواله مسموعة ومحفورة في الذاكرة بطريقة يصعب محوها وتغييرها، لأن الطفل كالإسفنجة يمتص كل ما يعرض له.

الكمبيوتر

إن جهاز الحاسوب ككل الأجهزة السابقة (الهاتف النقال، والتلفاز والمحطات الفضائية، وألعاب الفيديو)، هو سلاح ذو حدين، به الخير وبه الشر، وإن لم يحسن استخدامه فسيتحول إلى أداة هدامة، تمحو القيم والأخلاق والعادات العربية الأصيلة، واللغة وتعاليم الدين الخاتم للأديان. فتلك الأجهزة تضعف كل ما له علاقة بثقافتنا، بل وتستعيض عنه بثقافة أخرى دخيلة لا تمت لديننا وقيمنا وتاريخنا ومعتقداتنا وعاداتنا بصلة، فالشبكة العنكبوتية تفتح أمام أطفالنا كل أبواب العالم وكل المغاليق، وتدعهم يدخلون من أي باب يشاؤون من دون تحذير أو توجيه أو توعية.. وأبناؤنا الصغار منهم، وحتى المراهقون، قد لا يدركون خطر طمس الهوية الذي يمارس عليهم أو يعيشونه، وخطر التحرر من القيم والمبادئ والتعاليم الدينية، وخطر العولمة وما تحمله في طياتها، خصوصا أن الكثير من الآباء والأمهات أصبحوا هم أيضا لديهم انشغالات واهتمامات خاصة على الإنترنت، وهم أنفسهم يشاهدون الغث والسمين والمواقع الإباحية والمشاهد المخلة بالآداب والدين، والمضيعة للوقت، والمدمرة للنفس الراقية الموصولة بخالقها!

فإن لم يتنبه المربون لتلك الهاوية التي أصبحنا نسقط بها شيئا فشيئا، فإنه سيأتي يوم نجد أبناءنا وقد تحولوا بشكل تدريجي لنسخ من المشاهير الغربيين بأفعالهم، كالمغنين أو الراقصين أو الممثلين أو عارضي الأزياء أو مصمميها أو لاعبي الكرة أو التنس! كيف لا وأبناؤنا باتوا يعتبرون هؤلاء المشاهير هم النماذج التي يجب أن يحتذى بها، وهي ما تدر عليهم الأرباح الطائلة والسمعة والشهرة! وبالأخص مع غياب التربية الأسرية والمجتمعية الصالحة وعلى قصص النماذج الحقيقية الرائعة التي في حضارتنا وديننا من علماء ومخترعين ومكتشفين ودعاة حملوا الخير للإنسانية، والذين يصلحون للاقتداء بهم والسير على خطاهم إن نحن أبصرنا الطريق.

وهنا يأتي دور الآباء والأمهات في تنشئة أبنائهم، ومنذ الصغر، على تعليمهم تلك القصص، وتحفيظهم تلك الأسماء العظيمة ومواقفهم، كأبي بكر الصديق، والفاروق عمر ابن الخطاب، وعثمان، وعلي، وطلحة، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن معاذ، وسعد بن أبي وقاص، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وصلاح الدين الأيوبي، والرازي، والفارابي، والخوارزمي، وابن سينا، وابن رشد، وابن الهيثم، والبيروني وغيرهم الكثير.. وعدم الانتظار ليكبروا ويطلعوا عليها، لأن الزمن يمر وقد يطلعون وقد لا يتاح لهم ذلك، فيفوتهم الخير الكثير، فتضعف أمتنا بضعف تمسك أبنائها بقيمهم وبأصول حضارتهم.

كل الأمم تعتز بحضارتها، بل وتبحث لها عن حضارة لتتمسك بها وتفتخر بها وتعتز بها، فما بالنا ونحن لدينا أعظم حضارة عرفتها البشرية لا نشعر بقيمتها الحقيقية ونبحث عن حضارات أخرى لنقتبس منها، معتقدين أن التطور والرقي أن نرمي بحضارتنا وراء ظهورنا ولا نلتفت إليها، ونجري ونلهث وراء ما صنعه لنا الآخرون على أمل أن نستمتع بحياتنا ونستفيد مما ينتجون، فأصبحنا أمة تابعة قابعة لا وزن لها في العالم؟!

نصائح تربوية سريعة

في ظل ما عرضت أنصح الأمهات والآباء بعدة نصائح عملية لعلها تكون مفيدة ومنها: إخراج التلفاز من غرف نوم الأطفال وتحديد ساعات لمشاهدته، مراقبة ما يشاهد الأبناء من أفلام وفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والجلوس مع الأبناء فترات أطول ومحاورتهم وأخذ آرائهم، وإشراكهم في أعمال البيت ومسؤولياته، واصطحاب الأبناء إلى الحدائق العامة والبساتين والمعارض الفنية، كالرسم والأشغال اليدوية، والمعارض الثقافية والمتاحف، وزيارات الأقارب، والخروج في نزهات وإلى أماكن لعب للأطفال للتعويض عن الجلوس أمام تلك الأجهزة لساعات طويلة، وتشجيع ممارسة أنواع الرياضة وركوب الدراجات الهوائية وما شابهها، واللعب بالكرة مع الأبناء، وتشجيع ممارسة الهوايات، كالرسم والتطريز وفنون الرياضة، سرد القصص الهادفة وذات الاعتزاز بأبطالنا وعلمائنا وعظماء تاريخنا، استخدام أساليب تربوية كالحرمان في حال أثرت تلك الأجهزة على معدلات التحصيل المدرسي والصلاة والعادات الحميدة، تعويد الأبناء على المراقبة الذاتية وربط أفعالهم دوما بالله تعالى وأنه يرانا وهو الشاهد على أفعالنا.