بسم الله الرحمن الرحيم
الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياَكَرِيمَ...
ما زالت اعمارنا تطوى مع رحيل كل يوم ونقترب من مصيرنا الحقيقي والمحتوم ألا وهو الموت…
نسمع في كل شهر وفي كل يوم عن شخصيات بارزه واخرى عادية يرحلون عنا الى الدار الاخرة …
لقد تخطانا ملك الموت وقبض أرواحهم …وفي يوم من الايام سوف يتخطى غيرنا ليقبض أرواحنا …
كما قال الشاعر:
كل ابن انثى وإن طالت سلامته…يوما على آلة حدباء محمول
فإذا حملت الى القبور جنازة …فاعلم بأنك بعدها محمول
وقال آخر
تزود من الدنيا فإنك لا تدري ….إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة ….وكم من عليل عاش حينا من الدهر
وكم من فتى يرتجى طول عمره…وأكفانه تنسج وهو لا يدري
وكم من عروس زينوها لزوجها ….وقد قبضت روحها ليلة القدر
فماذا قدمنا لأخرتنا وكيف استعددنا لرحلة اللا عودة …وبماذا سنبشر ؟؟
أسئلة كثيرة تتبادر الى أذهاننا لمجرد التفكير في الموت وما بعده من الاهوال …
ولكن حال المؤمن دائما بين الرغبة والرهبة فهو يطمع لمغفرة ربه وتجاوزه عن ذنوبه …
ولكن ذلك لا يغنيه عن العمل الصالح والتزود بما يقربه الى الله لينال رضوان الله وجنته …
احيانا كثرة الهموم والمصائب التي تحيط بك تجعلك تتمنى الموت …لكن عن طريق الدعاء
بالمأثور فتقول اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ..وتوفني إن كانت الوفاة خيرا لي …
والانسان المؤمن المتعلق بربه يحسن الظن به في كل وقت ويتمنى لقائه شوقا إليه…
فمن أحب لقاء الله أحب الله لقائه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه..
فما من شيئ تفعله في هذه الدنيا تريد به وجه الله عز وجل يجازيك عليه بالحسنى …
والانسان اذا مات انقطع عمله الا من ثلاثة علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية
والدعوة الى الله بالكلمة الطيبة وحسن التعامل مع الاخرين تجعلهم يذكرونك بدعوة صادقة …
والعبرة بصلاح العمل لا بالكثرة يقول تبارك وتعالى ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ
لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
وقد قيل :
كتبت وقد ايقنت عند كتابتي ….بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيرا ستجزى بمثله ….وإن كتبت شرا عليها حسابها
أيها الأحبة الفضلاء احرصوا على الدعوة إلى الله ولو بكلمة طيبة
او نصيحة تقدمها أو دعوة صادقه تدعوها لمحتاج فقد تكون سببا في ارشاد ضال
او رجوع عاصي عن فيه فيكتب لك الاجر والثواب …