ككل يوم اجلس بمفردي كئيبا يائسا على نفس المسطبة الخشبية قرب المتنزه ويشخص نظري الى نهاية الطريق الوحيد الطويل .. لا انتظر احدا ولا احد ينتظرني ..وعندما يحل المساء ارى ان المدينة خالية الا انا الوحيد الذي يطول انتظاري لشخص اعرف انه لايعود اجلس وحيدا واحمل بيدي وردة حمراء ويبدأ الظلام يغلف المدينة وتبدأ درجة الحرارة بالانخفاض لدرجة ان جسدي المتعب لايحتملها فانسحب تاركا وردتي الحمراء على المسطبة التي اجلس عليها . ويمرعلي الليل موحشا طويلا..لا ارى فيه سوى ضوء خافت واسمع صوت الريح وهي تحرك اوراق الشجر وكالعادة البرود يدب في اوصالي يصاحبه تبلد لا ارادي وصمت قاتل ..وحتى هاتفي اصيب بعدوى الصمت فأنه لا يرن وأتسائل .. هل ان الجميع صار يتجاهلني ؟ ام ان رقم هاتفي قد سقط من الجميع ؟ و انت ايتها البعيدة رغم عهودنا التي قطعناها على إن نبقى معا وحتى الموت لا يفرقنا ..لاحظي فقد سخط علينا القدر وفرقنا ولا استطيع بعد الان ان اصف روحك لأني لا أعرف كيف تبدو الحور فأمتنع عن محاولة الخوض في وصف تفاصيل ملامح روحك فاعذريني فقد نلتقي في عالم اخر اذا كانت عهود نا تعتبر سارية المفعول هناك