لم يتفاعل جيران أميركا الشماليون جيداً مع نتائج الانتخابات الرئاسية الأسبوع الحالي. فقد علّق غالبية الكنديين آمالاً على أن تخرج وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون من الانتخابات منتصرة. والآن يخشون أن تضرّ قيادة دونالد ترامب بعلاقة الولايات المتحدة ببلدهم.
يكشف استطلاع رأي عام أجراه معهد آنغوس رايد أنَّ نصف الكنديين تقريباً "منزعجون للغاية" من نتيجة الانتخابات. ولكن رئيس الوزراء جاستين ترودو استجاب للخبر بدبلوماسيته المعهودة.
قال ترودو في تصريحٍ يوم الأربعاء الماضي "ليس لكندا صديق وشريك وحليف أقرب من الولايات المتحدة. نتطلَّع إلى العمل عن قربٍ شديد مع الرئيس المنتخب ترامب وإدارته ومع الكونغرس الأميركي في السنوات المقبلة، بما يتضمّن العمل على قضايا مثل التجارة والاستثمار والأمن والسلام الدولي".
بينما عبَّر كنديون آخرون عن منظورٍ أقل تفاؤلاً. يوضِّح استطلاع الرأي الذي أجراه معهد آنغوس رايد أنَّ القضايا المتعلقة بالتجارة تأتي ضمن مخاوفهم الرئيسية فيما يخص رئاسة ترامب الوشيكة، بما أنَّ كندا والولايات المتحدة تتشاركان في إحدى أكبر الشراكات الثنائية في العالم.
بعد أيامٍ من فوز المرشَّح الجمهوري بالانتخابات، أكَّد بعض زعماء الكونغرس نهاية الشراكة عبر الأطلسي المعلَّقة، وهي اتفاقية تجارة حرة دولية هائلة تتضمَّن كندا والولايات المتحدة، وقد استنكرها ترامب لكونها صفقة "مريعة" ومفرطة التعقيد.
عندما وقَّعت كندا الاتفاقية الاقتصادية الاستراتيجية عبر الأطلسي المقترَحة في فبراير/شباط الماضي، وجد معهد آنغوس رايد أنَّ نصف السكَّان غير واثقين مما إذا كانوا ينظرون إلى الصفقة بإيجابية أم سلبية.
ويسلِّط معهد استطلاعات الرأي في أحدث تقاريره الضوء على وعد حملة ترامب بالانسحاب من الاتفاقية ودوره في التأثير في مخاوف الكنديين المرتبطة بالتجارة. ولكن هيلاري كلينتون كانت معارضة هي الأخرى للشراكة عبر الأطلسي.
خلال حملته الانتخابية، تعهَّد ترامب أيضاً بالموافقة على مزيد من التطوير لخط أنابيب كيستون، وهو ممر نفطي مثير للجدل يمتد بين ألبيرتا وبين أجزاء من الولايات المتحدة.
سيفيد توسُّع خط الأنابيب، الذي رفضه الرئيس باراك أوباما عام 2015، الاقتصاد الكندي، ولكنَّه سيضرّ بالبيئة. ومع ذلك، يؤمن نصف سكَّان ألبيرتا أنَّ العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة ستتأثَّر.
إذا أعاد ترامب بحث اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية أو فسخها، قد يؤثِّر هذا أيضاً على التجارة العابرة للحدود.
يتنوَّع مدى إحباط الكنديين من انتخاب ترامب بنسبةٍ معقولة باختلاف السن والنوع الاجتماعي، فالنساء والأشخاص الأصغر من 35 عاماً يعبِّرون عن القدر الأكبر من الاستياء.
تعتقد أغلبية مَن شاركوا في استطلاع الرأي أنَّ التمييز المجتمعي ضد النساء أسهم في خسارة هيلاري كلينتون الانتخابات، ويقول 55 بالمئة منهم إنَّهم لا يفهمون سبب تصويت كل هؤلاء الأميركيين لترامب.
ومن غير المفاجئ أنَّ الليبراليين الكنديين كانوا أكثر انزعاجاً من المحافظين بدرجةٍ كبيرة جرّاء انتصار ترامب، إذ كانت نسبة عدم رضاهم عن النتيجة في استطلاعات الرأي 75 % و36 % على التوالي.
وفي المجمل، لا يتوقَّع سوى 12% فقط من الكنديين أن تؤثِّر إدارة ترامب إيجابياً في علاقة بلادهم بالولايات المتحدة.
يتنبأ معهد آنغوس رايدر بأنَّ موقف الكنديين المتشائم بصفةٍ عامة قد يكون مرتبطاً بحبِّهم لأوباما وبعلاقته المتقاربة بترودو (أو دبلوماسيتهما الشبابية). يبدو ذلك جديراً بالتصديق ظاهرياً على الأقل!