البئر صدقة
خَرج سعد يُرافقه عدد مِن الأشخاص يوماً مِن المدينة،
مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
في طريقهم إلى الحرب، وكانت أُمُّ سعد مريضة،
حيث فارقت الحياة أثناء غياب ابنها، وكان سعد مُقاتلاً في جيش الإسلام ويُحبُّ والدته كثيراً،
وعندما سمع بوفاتها لدى عودته تأثَّر كثيراً، فجاء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
وقال له: أردت قبل سفري أنْ أُعطي صدقة عن والدتي، ولكنِّي لم أستطع،
والآن حيث فارقت والدتي الدنيا هل ينفعها إذا قدَّمت صدقة عنها؟
فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): ( نعم ).
فقال سعد: ما هي أفضل صدقة أُقدِّمها لها؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم)
( لقد رأيت أنَّ الجنود يُعانون أثناء الطريق مِن شَحَّة الماء،
فبإمكانك أنْ تحفر بئراً في الطريق؛ لكي تستفيد منه القوافل
التي تمرُّ مِن هناك، وتكون صدقة جارية لوالدتك ).
فقام سعد ـ استجابة لأمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
بحفر بئر على نيَّة والدته، وأسماه: بئر أُمَّ سعد وجعلها وقفاً للجميع


المصدر:القَصص التربويَّة عند الشيخ محمَّد تقي فلسفي، للطيف الراشدي،
دار الكتاب الاسلامي، الطبعة الاولى 2004 م..