على بعد 70 كلم وفي قلب البادية الغربية لمحافظة كربلاء، يقع معلم كنيسة القصير أو الأقيصر الأثرية والتي تبعد 5 كلم عنحصن الأخيضر. وأصل كلمة القصير محلية وهي تصغير لكلمة قصر .
أقدم كنيسة شرقية في التاريخ
بُنيت الكنيسة من الطابوق المفخور أو الفرشي، وهذه القيمة البنائية تثبت انها أقدم كنيسة شرقية في التاريخ لأنها وحسب دراسات، تم بناؤها في منتصف ستينات القرن الخامس الميلادي اي قبل البعثة النبوية بـ 120سنة ، مما يدل على العمق التاريخي لمدينة كربلاء.
وبجانب الكنسية، توجد العديد من التلول التي تشير الى إحتمال وجود مدينة كاملة مطمورة تحتها.
كيف تم اكتشاف كنيسة القصير؟
اكتشفت الكنيسة أثناء التنقيبات التي أُجريت عام 1967-1977 ، وبعد اكتشافها قام المسيحيون الكلدان بزيارتها سنويًا في فترة أعياد الميلاد لإحياء قداديس فيها .
عوامل أدت الى تخريب الكنيسة
العوامل البيئية عرّضت الكنيسة إلى التخريب وكذلك اتخاذها هدفًا للتدريب العسكري من قبل نظام حزب البعث بالاضافة إلى عمليات نبش القبور بعد احتلال العراق، حيث تم نبش 30 قبراً من قبل سرّاقي الآثار بحثًا عن كنوز متوقعة.
وقد ساهم كلّ ذلك في تخريب هذا المعلم الأثري الذي بقي مهملاً، مما جعل العراق تفقد معلماً تاريخياً وسياحياً مهماً.
سبعة مداخل للكنيسة
احتوت الكنيسة على سبعة مداخل متناظرة، وتوزيعها على هذا النحو، ميّز الكنيسة العراقية عن البيزنطينية.
وُجدت قبة ضخمة في قاعة الطقوس التي كانت دفينة، كما كانت تعلو الحجرات الثلاث التي تقع في القسم الشرقي من الكنيسة قباب صغيرة. ووُجد ان جدار المذبح الذي يتوسط الجدار الشرقي يحتوي باطنه على زخرفة بديعة. كما يتكون الضلع الجنوبي من الجزء الشرقي للكنيسة من كوة نافذة تحتوي على عقد بيضوي.
التنقيبات الحديثة
أعمال التنقيب الحديثة في موقع كنيسة القصير، أظهرت نتائج جيدة وحدّدت المخطط بالكامل للكنيسة إذ تبيّنت أنها جزء من مستوطنة مشيدة على مساحة نحو 800 دونم مربع . وقد تم تسليم القطع الأثرية التي عثر عليها إلى المتحف العراقي وعُرضت فيه.
الاهمية السياحية لكنيسة القصير
لا تقتصر الأهمية السياحية لكنيسة القصير على كونها اثراً تاريخياً فحسب، بل تُعتبر معلماً دينياً مهماً للمسيحيين خصوصاً إذا تم اعادة ترميم قبة المذبح وباقي ملحقات الكنيسة وتشجير المنطقة وتعبيد الطريق المؤدي إليها . لكن المؤسف ان عمليات التنقيب والترميم الخاصة بالكنيسة قد توقفت لتوقف التخصيصات المالية الخاصة للمشروع.
www.alsumaria.tv