خلق الجن والشياطين
الله سبحانه وتعالى لم يخلقنا بمفردنا في الكون بل خلق لنا مخلوقات أخرى البعض أخبرنا عنها الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم ولم يخلق الله عز وجل هذه الكائنات عبثاً بل خلقها لحكمه يعلمها الله وأسدى إليهم مهام خاصه يقومون بها من أجل خدمته .
خلقنا الله سبحانه وتعالى من طين بينما خلق الملائكة من النور والجن من النار وكل خلق يختلف عن الخلق الآخر في الصفات والشكل .
جاء ذكر الجن في الدين الإسلامي وأخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم ويأتي إسم الجن من كلمة إختفى وذلك لأننا لا نراهم بأشكالهم الحقيقة ولا يظهرون للأنس ولكن هما يرونا بدليل قول الله سبحانه وتعالى {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ} , وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم قد يتشبهون لنا في أشكال أخرى سواء كانت أشكال بشرية أو حيوانات .
الجن مخلوقات تتشابه في العبادة مع البشر فمنهم المؤمنين الموحدين بالله سبحانه وتعالى ومنهم الكافرين وتأتي سورة الجن أكبر دليل على إيمان نفر من الجن بالقرآن الكريم , وقد قال البعض أن الجن يتميز بصفات تختلف عن صفات البشر فهم يسكنون الأماكن المهجورة الخالية من السكان ويأكلون العظام التي تم التسمية عليها والبسملة والتي تتحول إلى لحم وقد نبهنا الرسول عليه الصلاة والسلام بالإستعاذه بالله عند الدخول إلى الحمام لأنهم يعيشون في هذه الأماكن وقد يتشابهون مع البشر في أنهم يتكاثرون بطرقهم الخاصة ويموتون أيضاً .
أما الشيطان فهم لا يختلفون عن الجن , بل هم من الجن ولكن الفريق الكافر الملحد بالله وهم يتبعون إبليس ومعنى إسم الشيطان هو عدم الطاعة , والشياطين من ذرية إبليس الذي لعنه الله ليوم الدين بعد غوايته لسيدنا آدم وقد خلق الله سبحانه وتعالى الجن قبل خلق ابشر ومهمته الأساسية هو وذريته إغواء البشر للقيام بالذنوب والشرك بالله .
الله سبحانه وتعالى خلق جميع المخلوقات في الكون من أجل طاعته والإيمان به وحده وعدم الإشراك به , والوظيفة الأساسية لجميع هولاء المخلوقات هي عبادة الله سبحانه وتعالى وتنفيذ تعاليمه الدينية ومهما أختلف خلق المخلوقات فهم مخلوقون لنفس الغاية , وقد عاقب الله إبليس بالطرد من رحمته عندما رفض الجلوس لآدم تكبراً منه لأنه رأى أنه خلق من نار وهو خلق أعظم من خلق آدم الذي خلق من الطين , وقد تحدى الله سبحانه وتعالى ووعده إذا أبقاه ليوم الدين فإنه سيقوم بغواية ذرية آدم إلى يوم البعث ويأمرهم بالشرك وعدم الإيمان وطاعة الله وقد بدأ بسيدنا آدم عليه السلام عندما تسبب في طرده من الجنة ونزوله إلى الأرض وقد كان نزول آدم إلى الأرض حكمة من الله سبحانه وتعالى لتعمير الأرض وطاعة الله .