صديق جديد
تاريخ التسجيل: August-2012
الجنس: ذكر
المشاركات: 10 المواضيع: 10
التقييم: 3
آخر نشاط: 19/August/2012
المكتبات.. بين ارتفاع الأسعار وطموحات التحديث وحاجة الباحثين إلى قنوات تواصل ..؟
المكتبات.. بين ارتفاع الأسعار وطموحات التحديث وحاجة الباحثين إلى قنوات تواصل ..؟
تحقيق \ احمد محمد غصوب
يعتبر الكتاب هو المرجع والأساس الذي لأغنى عنه لكثير من طلبة الماجستير والدكتوراه والباحثين وكمصدر للمعرفة وأداة للتثقيف.. ولاشك في إن المجتمع مسؤول عن تدريب إفراده على القراءة وصحية الكتاب الذي يمثل غذاء للعقل.. إذ إن تجهيز مكتسبات الجامعات العراقية بالكتب والمصادر الحديثة لإعداد جيل متطور يتطلب الاستفادة من الكتب حين نضعها بين يديه لتكون له مرجعا للبحث والدراسة والتحصيل.. ومن يدخل مكتبات الجامعات والمعاهد والمكتبات الأهلية يلمس مدى التناقض بين ماهو معروض داخلها من كتب قديمة وحاجة الطالب والباحث الذي يبحث دائما عن الجديد ولديه رغبة متواصلة في الكتاب والمصادر الحديثة.. والمكتبات الجامعية والجاهلية لا تغطي حاجة الطالب والباحث والقارئ ولا تراعي شروط التحديث والتطوير ويعاني طلبة الدراسات العليا في الجامعات العراقية من قلة المصادر العلمية وقدمها في كتابة بحوثهم بسبب إن المكتبات الجامعية والعامة والأهلية فقيرة بالمصادر الحديثة مقارنة مع ما يتطلبه البحث العلمي من مصادر تسهم في إنضاجه بالشكل المناسب.
قلة المصادر ..؟
ولتسليط الضوء على هذا الموضوع التقينا عدد من طلبة الدراسات العليا وأصحاب المكتبات الأهلية وكان هذا التحقيق:
أول المتحدثين طالب الماجستير (محمد شاكر) في جامعة الموصل الذي قال: إن المكتبات العلمية في اغلب الجامعات العراقية فقيرة المصادر والكتب وفي مختلف المجالات.. مضيفا، إن معظم المصادر غير مواكبة للتطور الذي حصل في موضوع البحث الذي يريد طالب الماجستير أن يكتب فيه بحثه.
طريقة البحث في المكتبات قديمة ..؟
في حين يرى طالب الماجستير (محمد حمدون) إن طريقة البحث في معظم المكتبات قديمة لا تتلاءم مع التطور الحاصل في المكتبات العالمية ونعتمد على شراء الكتب والمصادر من المكتبات الأهلية وباعة الكتب ومن المؤتمرات العلمية التي تعقد بين فترة وأخرى في الجامعات وهذه الطريقة لا تتناسب مع ما يحتاجه الطالب لبحثه من مصادر حديثة.
ضالته في الكتب الحديثة ..؟
ويقول طالب الماجستير (محمد) إن الطالب يبقى في حيرة إذا لم يجد ضالته من الكتب في مكتبة الجامعة خاصة إذا ما كان بحثه يحتاج التجديد موضحا أن المكتبات في الجامعات العراقية فقيرة بالمصادر الجديدة وحتى إن توفر جزء منها إلا انه لا يصل إلى المستوى المطلوب مشيرا إلى إن شراء الكتب من المكتبات الأهلية تتطلب مبالغ كثيرة تثقل كاهل طالب الدراسات العليا.. بينما طالب أخر يقول لا بالعكس هناك مصادر متميزة في جامعتنا وهي تغني الكثيرين من طلبة العلم .
المكتبة لا تقل أهمية عن جوانب الحياة الأخرى..؟
أما الطالبة (ندى عبد الله) فتقول: إن المكتبات في الجامعات العراقية تحتاج إلى دعم من الدولة لان المكتبة لا تقل أهمية عن جوانب الحياة الأخرى مشيرة إلى إن التطور العلمي شمل الإصدارات العلمية في جميع أنحاء العالم إلا إن المكتبات في الجامعات العراقية لم تشهد مواكبة هذا التطور العلمي مضيفة، إن الاستفادة محدودة من المكتبات الجامعية خاصة لطلبة الدراسات العليا الذين لا يحصلون على ما يحتاجون من مصادر علمية.. وطالبت إخلاص : وزارة التعليم العالي ضرورة الاهتمام بالمكتبات الجامعية وتوفر الكتب والمصادر للطلاب والطالبات خلال دراستهم الجامعية.. أما بالنسبة لتوفر المصادر العلمية والكتب في المكتبات الأهلية يقول (سامي يونس) صاحب مكتبة أهلية في شارع ألنجفي إن المصادر والكتب قليلة ولا تكفي لجميع الطلبة ولا توجد إصدارات جديدة سوى بعض العناوين التي وصلتنا من الخارج.. مضيفا.. إن بعض طلبة الدراسات العليا لا يجدون العناوين التي تناسب بحوثهم بسبب محدودية المصادر.
الباحث يحتاج إلى قنوات تواصل ..؟
ويقول الباحث (عبد الجليل محمد) إن الباحث يحتاج إلى قنوات تواصل مع المنتج العلمي الجديد فضلا عن عدم تمكن الباحثين من خلال الانترنت والشراء منها لعدم وجود آلية متاحة لذلك.. أما (سالم ألنعيمي) صاحب مكتبة أهلية يقول: إن أعداد الباحثين والطلبة يتراوح بين (100 ــ 150) باحث أكاديمي وطالب ماجستير يرتادون مكتبتي لشراء الكتب والمصادر مشيرا إن الكتب الطبية غير متوفرة في الأسواق.
لا توجد تقنيات حديثة لاسترجاع المعلومات ..؟
أما طالب الماجستير (مروان محمد) قال: لا توجد تقنيات حديثة لاسترجاع المعلومات ومازلنا بالنظام الذي يعتمد البطاقة وحتى إن وجدت فلا نستطيع استخدامها بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وتأمل من المكتبات في الجامعات العراقية مراسلة المكتبات العالمية بخصوص التبادل في المعلومات وإقامة دورات تدريبية للعاملين في المكتبات الحكومية كذلك تحديث المكتبات ورفدها بالمصادر والكتب الحديثة. مضيفا.. إن المكتبة الجامعية لا تغني الطالب وهذه مشكلة نعاني منها مشيرا إلى إن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي استحدثت برنامج الزمالات البحثية لطلبة الدراسات العليا يتضمن إرسالهم إلى خارج العراق وحسب الاختصاص لغرض إكمال متطلبات بحوثهم والاطلاع على المصادر والكتب العلمية الحديثة.
حركة جيدة ..؟
وعلى صعيد حركة توزيع الكتاب والإقبال على المكتبات الأهلية، قال صاحب مكتبة المتنبي: لدينا رواد الكتاب بعدد متميز والإقبال من هؤلاء الرواد على شراء الكتب والاطلاع على الجديد منها متفاوت بين حين وآخر لكنه جيد.. مضيفا.. ما تقدمه للقارئ والطالب والباحث من كتب جديدة تراعي حاجته الثقافية والعلمية يجعلنا نطمئن إلى حركة التوزيع وعرض الكتاب من خلال شرائها من بلدان مثل سوريا أو غيرها من البلدان العربية وفق ما نلمسه من تجاوب القارئ معنا وحركة السوق وإذا أردنا أن نقيّم هذه الحركة نقول إنها جيدة وقابلة للتحسن.
ارتفاع الأسعار..؟
ويرى المواطن (ذاكر خليل) وهو من رواد المكتبات الأهلية انه لا يمكن لرواد الكتاب أن يشتروا الكتب دوريا لغلاء أسعارها ومبالغة المكتبات في أثمان الكتب الجديدة والقديمة على حد سواء ويقول صاحب مكتبة المعرفة إن مسألة أسعار الكتب ناتجة عن غلاء دولي في هذا الحقل التجاري موضحا إن القارئ غالبا ما يعتقد إن غلاء سعر الكتاب ناتج عن طمع أصحاب المكتبات الأهلية وهو أمر غير صحيح فالكتاب يتعرض إلى تذبذب الأسعار حسب سعر الورق في العالم.
منافسة المكتبات الحكومية ..؟
ويرى (محمد محمود) صاحب مكتبة أهلية إن سبب تقدم المكتبات الأهلية يرجع إلى المنافسة الكبيرة مع المكتبات الحكومية ولديها مساحة عرض كبيرة تؤهلها لترويج لديها من كتب ومصادر علمية وفي ظل ظروف تحسن الوضع الأمني كان علينا كمكتبات أهلية أن نطور أنفسنا في ضوء الإمكانات المتاحة.
رعاية قليلة ..؟
وسألنا موظفة تعمل في مكتبة إحدى الكليات بجامعة الموصل عن المشاكل والمعوقات التي تواجه الطلبة، قالت: يعاني الطلبة الكثير من المشاكل ومنها عدم وجود موظفين من ذوي الاختصاص أي من خريجي المكتبات فضلا عن إن المكتبات الجامعية بحاجة إلى موظفين يجيدون اللغة الانكليزية واللغة الفرنسية لان المصادر اغلبها بهاتين اللغتين.. وشاركتها زميلتها (عالية) قالت: الكتب الموجودة في المكتبة أغلبيتها تاريخية وفلسفية وتراجم مختلفة وقد فقدنا عددا مهما من هذه الكتب في الأحداث الأخيرة ويأتي إلى هذه المكتبة اغلب طلاب الماجستير والدكتوراه.. أما الطالبة (سوسن) تقول.. نحتاج إلى توسيع في منظومة الانترنت والحاسبات كما إن المكتبة تحتاج إلى تجديد في أنواع وإصدارات حديثة من الكتب العالمية.
أخيرا ..؟
لا يمكن أن تبقى مكتباتنا الحكومية أو حتى الأهلية أسيرة للكتب القديمة والتي أكل عليها الزمن وشرب .. بل تحتاج إلى مراجع حديثة ومتنوعة تخدم طلبة العلم في شتى ميادين المعرفة لاسيما طلبة الماجستير والدكتوراه , وبأسعار مدعومة من قبل القائمين على شؤون الدولة .