( 1 ) |
تستيقظ (لارا) في ذاكرتي: قطًّا تتريًّا, يتربص بي, يتمطَّى, يتثاءب |
يخدش وجهي المحموم ويحرمني النوم. أراها في قاع جحيم المدن |
القطبية تشنقني بضفائرها وتعلقني مثل الأرنب فوق الحائط مشدودًا في خيط دموعي. |
أصرخ: (لارا) فتجيب الريح المذعورة: (لارا) أعدو خلف الريح وخلف |
قطارات الليل وأسأل عاملة المقهى. لا يدري أحد. أمضى تحت الثلج |
وحيدًا, أبكي حبي العاثر في كل مقاهي العالم والحانات. |
( 2 ) |
في لوحات (اللوفر) والأيقوناتْ |
في أحزان عيون الملكات |
في سحر المعبودات |
كانت (لارا) تثوي تحت قناع الموت الذهبي وتحت شعاع النور الغارق في اللوحات |
تدعوني, فأقرب وجهي منها, محمومًا أبكي |
لكن يدًا تمتد, فتمسح كل اللوحات وتخفي كل الأيقونات |
تاركة فوق قناع الموت الذهبي بصيصًا من نورٍ لنهارٍ مات. |
( 3 ) |
(لارا! رحلتْ) |
(لارا! انتحرت) |
قال البوَّاب وقالت جارتها, وانخرطت ببكاءٍ حارْ |
قالت أخرى: (لا يدري أحد, حتى الشيطان). |
( 4 ) |
أرمي قنبلة تحت قطار الليل المشحون بأوراق خريف |
في ذاكرتي, أزحف بين الموتى, أتلمس دربي في |
أوحال حقولٍ لم تحرث, أستنجد بالحرس الليلى |
لأوقف في ذاكرتي هذا الحب المفترس الأعمى, هذا |
النور الأسود, محمومًا تحت المطر المتساقط |
أطلق في الفجر على نفسي النارْ. |
( 5 ) |
منفيًّا في ذاكرتي |
محبوسًا في الكلماتْ |
أشرد تحت الأمطارْ أصرخ: (لارا!) |
أصرخ: (لارا!) |
فتجيب الريح المذعورة: (لارا!). |
( 6 ) |
في قصر الحمراء |
في غرفات حريم الملك الشقراوات |
أسمع عودًا شرقيًّا وبكاء غزال |
أدنو مبهورًا من هالات الحرف العربي المضفور بآلاف الأزهار |
أسمع آهات |
كانت (لارا) تحت الأقمار السبعة والنور الوهاج |
تدعوني فأقرب وجهي منها, محمومًا أبكي, |
لكن يدًا تمتد, فتقذفني في بئر الظلماتْ |
تاركة فوق السجادة قيثاري وبصيصًا من نور لنهارٍ ماتْ. |
( 7 ) |
(لم تترك عنوانًا) قال مدير المسرح وهو يَمُطُّ الكلمات. |
( 8 ) |
تسقط في غابات البحر الأسود أوراق الأشجارْ |
تنطفئ الأضواء ويرتحل العشاق |
وأظل أنا وحدي, أبحث عنها, محمومًا أبكي تحت الأمطار. |
( 9 ) |
أصرخ: (لارا!) فتجيب الريح المذعورة: (لارا) في كوخ الصياد. |
( 10 ) |
أرسم صورتها فوق الثلج, فيشتعل اللون الأخضر في عينيها والعسليُّ |
الداكن, يدنو فمها الكرزيُّ الدافئُ من وجهي, تلتحم الأيدي بعناق |
أبدي, لكن يدًا تمتدُّ, فتمسح صورتها, تاركة فوق اللون المقتول |
بصيصًا من نورٍ لنهارٍ ماتْ. |
( 11 ) |
شمس حياتي غابت. لا يدري أحد. الحب وجود أعمى ووحيد |
. ما من أحدٍ يعرف في هذا المنفى أحدًا. الكل وحيدٌ. قلب العالم من حجرٍ في هذا المنفى - الملكوتْ |