مسرحية الباب واحدة من المسرحيات العربية المتميزة من خلال لغتها الشعرية وحوارتها المميزة التي تعطي للمسرح العربي نقلة جديدة في التاليف المسرحي وقد كنب هذه المسرحي الشاعر والكاتب العراقي يوسف الصائغ عام 1986.وقد برزعدد من المذاهب والأساليب، في هذا النص، بدءا من أسلوب العبث و اللامعقول، الذي ظهر ، في هذا النص، من خلال بعض سماته، التي يمكن ملاحظتها ،من خلال فكرة النص اللامعقولة ،إذ ليس من المعقول أن يدفن زوج مع زوجته عندما تموت ،لذا يردد (هو ) ذلك باستغراب، بعد أن يوضع في المقبرة، ويترك فيها وحيدا.
((هو:أهذا معقول؟))
""اليكم بعض النصوص المختارة "
الحاكم:وماذا إذا ماتت؟
هو:لم أعد أحبها.
الحاكم:وتقول هذا بملء فمك؟..ألا تخجل؟..
هو:ولماذا يتوجب عليّ أن أخجل؟كيف أحب مخلوقا ميتا..كيف تريد مني محكمتكم الموقرة، أن أظل أحبها..وقد تحولت، الى مجرد جثة؟
الحاكم:والحب؟
هو:تبخر يا سيدي ..صار طيرا وطار... تبخر...صدقني يا سيدي..ففي اللحظة التي وجدتها ميتة بين يديّ، حدث أمر عجيب ،كنت أعانقها، يا سيدي، وكانت بين يديّ،كما كانت دائما ...عامرة بالحياة..مليئة بالرغبة..مستجيبة..متفهمة ..مشاركة...متلذذة...ثم فجأة... برد كل شيء..صارت شفتاها من قماش مشمع...وشحب وجهها ...وحين تطلعت الى عينيها الجامدتين.. تأكدت أنني لا أعرفها...وأنها غريبة عني... وامتلأت روحي اشمئزازا... أجل أصابني رعب، وغثيان(...) لم يخطر لي الحب آنذلك...بل الغربة...والخوف...والغثيان.. والهروب .. لقد تبخر الحب.
...........................................
(هو: شتان بين موقفكم...وموقفي.. أنا أرفض الموت..لأنني لا أرى فيه عدالة..ولا تبريرا.. أرفضه، لأنه مجاني..وتافه..موت لا يؤدي إلا الى الموت ..لو كان موتي هذا،من أجل قضية ،دفاعا عن حياة...حقا...لتباهيت به.. أنا مستعد لأن أموت دفاعا عن نفسي..عن أهلي..عن أرضي..عن حياة الآخرين..ذلك موت مبرر وأنساني.. أما هذا الموت المجاني ،الذي تمجدونه..فقل لي.. ما جدواه..)).
...........................................
.. هي:إذن شدّني إليك ،لكي أغلب الوهم..أكثر.. أجل..أكثر.وقل لي كلمات طيبة..قل لي تلك الكلمات، التي تجعل امرأة مثلي، تنسى الموت..الظلام..هيا قل..هو:ماذا أقول؟ لقد قلت كل شيء. هي:ابداً..أنت لا تعرف الكلام..ولا تستطيع أن تسعد امرأة..وتنقذها من الموت..أتوسل اليك..ابحث في روحك..فتش في ضيقك عن كلمات تصلح لامرأة لا تريد أن تموت.
هو: قلت لك إنني..ما أصعب ذلك..هل من الضروري أن أقول شيئا؟
هي: أجل.. قل كلمات من عندك.. واعتبرها وسيلة خلاصي.. وإلا فأنت مجرد وهم..
هو : بل أنا حقيقة..