العنف ضد المرأة لا دين له
على الرغم أن المرأة جزء أساسي في كيان المجتمع، إلا أنها لا تأخذ كامل حقوقها فيه. أعرف أن كثيرا من الرجال يقولون أنها تأخذ أكثر من حقوقها وأنها أصبحت مثلها مثل الرجل. إلا أن الرجل هو الكائن الوحيد الذي يضطهدها بأشكال شتى بدء من التقليل من قيمتها، وحتى التصدي لها ومنعها من ممارسة حقوقها الطبيعية. هذا نشاهده جميعا في معظم الأسر، حيث يبدأ الرجل منذ أول شجار بينهما في التقليل منها بتساؤلات بسيطة مثل "أنت ماذا تفعلين؟" و"لا قيمة لك". وفي حالة تفاقم المشكلة وطلب الطلاق، يهددها الرجل بحرمانها من رؤية الأطفال والضغط عليها للتنازل عن مستحقاتها ظنا منه أنه بذلك قد انتصر. كل ما سبق ما هو إلا أولى درجات العنف ضد المرأة.
على الرغم من أن كثيرا من الرجال يدركون جيدا أنهم لا يستطيعون العيش بدون المرأة في المجتمع، وأن كثيرا منهم يعيشون من أجل المرأة، إلا أنهم لا يستطيعون أن يقروا بأهميتهن في حياتهم. كم غريب أمركم أيها الرجال!
هذه المقدمة البسيطة كانت مثال بسيط لما يحدث آلاف المرات في اليوم الواحد على مستوي العالم من الرجال الذين يتصدون للمرأة بكل قوتهم، بل ويتفننوا في إيذائها بالكلمات وفي حالات أخرى بالضرب. أعلم أن العنف النفسي والجسدي ضد المرأة أصبح على مسمع ومرأى من العالم أجمع وتفاقم بطريقة مذهلة. الأمر الذي جعل الحكومات والمنظمات العالمية تخصص يوم الخامس والعشرون نوفمبر كل عام من أجلوذلك عن طريق صور عدة وفيديوهات لتحفز الجميع لأخذ خطوة إيجابية لإيقاف العنف ضد المرأة وآثاره السلبية على نفسيتها.
أيتها المرأة، أنت لك دور كبير في المجتمع وبدونك لن يقوم المجتمع على أساس راسخ، فمهما تعرضت لأذى أو عنف، تصدي له بكل قوتك ولا تجعلي جباروت الرجل يحطمك. فالعنف ضد المرأة إهانة كبرى وجريمة ترفضها جميع الأديان.
لا تجعلي يوم العنف ضد المرأة يمر دون أي فائدة، بل فكري في خطوة هامة تقومي بها لتتصدي للعنف ضد المرأة. فمثلا إذا كنت تعرفين أي امرأة تتعرض للعنف، قفي بجانبها وادعميها لتعود إلى حياتها ولتبتعد عن مسبب هذا العنف وتندمج مرة ثانية في المجتمع. اخبري من حولك بأهمية إيقاف العنف، وأزيدي التوعية في دائرة معارفك باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة. كوني إيجابية واتخذي قرارا، فكثير من حولك يحتاجون أن تمد لهم يد العون