صفات الكُتاب الناجحين..
هناك صفات تكاد تكون ملازمة لكل الكُتاب الناجحين، وهي:
الصبر، تقييد الأفكار وتسجيل الفوائد، كثرة القراءة، كثرة الكتابة، تعلم مهارات التأليف.
تقول آن مانهيمر: "النجاح في الكتابة يأتي لأولئك الذين لديهم القليل من الموهبة لكن الكثير من الصبر".
وقد ألّف الرافعي الجزء الأول من تاريخ آداب العرب في ثلاثة أشهر مع اشتغاله بأعمال الوظيفة، وكتب "حديث القمر" في مدة لا تزيد على أربعين يوماً، مفرغاً له ساعتين كل يوم.
لا بد لكل مؤلف من مفكرة يدون فيها ما يمر به من أفكار وفوائد.
ومن الخطأ الاعتماد على الذاكرة، مهما كانت قوية. فتسجيل ما يمر على الإنسان من فوائد أثناء قراءته ومطالعته، وتصنيف هذه الفوائد والمرور عليها بين حين وآخر، يساعد على أمرين:
الأول: الحصول على نقول وأفكار تؤيد الأفكار التي يريد المؤلف الكتابة عنها.
الثاني: إن هذه النقول قد تكون هي نفسها مصدراً للأفكار.
وهذه المفكرة قد تكون بعد سنين مؤلفاً ممتعاً بذاته.
يقول ابن الجوزي: "ما أشبعُ من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أره فكأني وقعت على كنز... ولو قلت إني طالعت عشرين ألف مجلد كان أكثر وأنا بعد في الطلب".
لا يمكن أن يكون الكاتب جيداً، إلا وهو قارئ مُكثر.
الكاتب الذي لا يقرأ، أو قليل القراءة يفقد القارئ، لأنه لا يكون لديه جديد.
يقول هيفرون: "إن القراءة جزء مهم من عملية تعلّم الكتابة، وإن كان هناك سر لتعلم الكتابة غير الكتابة والكتابة والكتابة، فهو القراءة والقراءة والقراءة...".
ويقول أيضاً: بقراءة الأعمال الجيدة نتعلم الكتابة الجيدة. ويقول: قد لاحظت أن الكُتّاب الذين لا يتطورون هم الذين لا يقرأون.
الصفة الرابعة من صفات الكاتب الناجح هي: كثرة الكتابة.
كل مهنة يُتوقع من صاحبها أن يتدرب عليها لكي يجيدها. لكن كثيراً من الكُتّاب يتوقعون أن يجيدوا الكتابة دون تدرب.
يقول بروس موفيل: "يميل الكتاب الأول لكل مؤلف لأن يكون مشتقاً من كتب قد قرأها. فاكتب حتى تتجاوز هذه المرحلة ولتجد "صوتك". وهذا يعني أنك ستكتب أشياء لن تُنشر أو يجب أن لا تُنشر".
يقول الروائي جابريال جارسيا ماركيز: "أخصص ساعات معينة للكتابة، وأكتب كل يوم. أقرأ أو أكتب من الساعة السادسة صباحاً حتى الثانية ظهراً. وإذا توقفت يوماً واحداً تصعب علي الكتابة في اليوم التالي".
الأفكار هي دم الحياة لأي كاتب.
"كوردر"
كل كتاب لا بد أن يكون ابتدأ بفكرة. فكرة خطرت في ذهن الكاتب، فأراد أن يسجلها ويوثقها ويوضحها لغيره، وربما يجادل عنها.
وقد قسم المتقدمون التأليف إلى سبعة أقسام، لا يؤلف عالم عادة إلا فيها:
١- شيء لم يُسبق إليه فيخترعه.
٢- شيء ناقص يُتممه.
٣- شيء مغلق يشرحه.
٤- شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه.
٥- شيء متفرق يجمعه.
٦- شيء مختلط يرتبه.
٧- شيء أخطأ فيه مصنفه فيُصلحه.
فما لم يكن في ذهن المؤلف فكرة يبدأ منها، فلا يمكن أن يكون هناك كتاب..
مقتبس..