بين القناعة والبحث..عن الأفضل..
حقاً إن السعادة تكون في أحيان كثيرة، الحالة الذهنية للقناعة فهي تبدأ- كما يقول المثل- حيث ينتهي الطمع، فإذا لم يحالفك الحظ للتمتع بما ليس عندك فمن الأفضل أن تتمتع بما عندك، بدل أن تعيش في غمّ ما لا تملك.
وبالطبع فإنه ليس الحصول على الكثير من الأشياء خطأ أو مضراً في حد ذاته، ولكن الرغبة في الحصول على المزيد لا يمكن إشباعها، وكلما أبقيت على شعورك بأن المزيد أفضل، كلما فقدت الشعور بالرضا عما في يديك، إننا بمجرد أن نحصل على شيء ما، أو نحقق هدفاً ما، فإننا مباشرة ننتقل إلى الأمر الذي يليه، ويؤدي ذلك إلى القضاء على تقديرنا للحياة وللعديد من النعم التي حبانا بها الله . والطريقة الوحيدة للتخلص من هذه الرغبة تكمن في أن تقنع نفسك، أن الأكثر ليس دائماً هو الأفضل، وأن المشكلة لا تكمن في ما لا تمتلك، ولكن في توقعاتك للحصول على المزيد .ولكن إن تود أن تكون راضياً عما تملك لا يعني أنه لا يمكنك ولا ينبغي لك أن ترغب في الحصول على أكثر مما تمتلك حالياً، بل في الاعتقاد بأن سعادتك ليست متوقفة على الحصول على أكثر مما لا تملك. ويمكنك أن تشعر بالسعادة بما تملك بأن يصبح تركيزها موجهاً تجاه اللحظة الحاضرة، وليس بالإفراط في التركيز على ما ترغب في الحصول عليه، فمع انشغال عقلك بأفكار ما قد يجعل حياتك أفضل، ذكر نفسك برفق أنك لو حتى حصلت على ما تظن أنك تريد، فلن يزيد رضاك قدر أنملة، لأن نفس الحالة النفسية التي ترغب في الحصول على المزيد من الوقت الحاضر، سوف ترغب في الحصول على المزيد في المستقبل. ضع تقديراً جديداً للأشياء التي حباك الله بها حتى الآن، أنظر لحياتك من منظور جديد، كما لو كنت تنظر إليها للمرة الأولى، ومع وضعك لهذا الإدراك الجديد، ستجد أنه عندما تمتلك شيئاً أو تحقق إنجازاً جديداً في حياتك فإن مستوى تقديرك سوف يزداد. ومن المقاييس الممتازة للسعادة، حساب الفرق بين ما تملك فعلاً وما ترغب في امتلاكه. فقد تقضي حياتك وأنت ترغب في الحصول على المزيد، بينما بمقدورك أن تقرر عن وعي أنك ترغب في الحصول على أشياء أقل . فهذه الطريقة أسهل وأكثر إشباعاً إلى أبعد الحدود..



مقتبس..