صلاة الليل (والغفيلة والآيات وليلة الدفن) - كراس

صلاة الليــــل
والغفيلــــة
والآيــــات
وليلة الدفن



وفق فتاوى
سماحة المرجع الديني
السيد علي الحسيني السيستاني
((دام ظله الوارف))


بسمه تعالى
صلاة الليل

فضلها:


قال الله تعالى: [ وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ].
وقال تعالى: [ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمْ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً* أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً].

وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه جاءه رجل فشكى إليه الحاجة وأفرط في الشكاية حتى كاد أن يشكو الجوع قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا أتصلي بالليل؟ قال: فقال الرجل: نعم، قال: فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) إلى أصحابه فقال: كذب من زعم أنه يصلي بالليل ويجوع بالنهار، إن الله ضمن بصلاة الليل قوت النهار.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا قام العبد من لذيذ مضجعه والنعاس في عينه ليرضي ربه بصلاة ليله باهى الله به الملائكة وقال: أما ترون عبدي هذا قد قام من لذيذ مضجعه لصلاة لم أفرضها عليه، اشهدوا أني قد غفرت له.
وعن الرضا (عليه السلام) قال: (عليكم بصلاة الليل، فما من عبد مؤمن يقوم آخر الليل، فيصلي ثماني ركعات وركعتي الشفع وركعة الوتر، واستغفر الله في قنوته سبعين مرة إلا أجير من عذاب القبر ومن عذاب النار، ومد له في عمره، ووسع عليه في معيشته، ثم قال: إن البيوت التي يصلى فيها الليل، يزهر نورها لأهل السماء، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض.
وعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: [تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ] - إلى أن قال - قال: نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) وأتباعه من شيعتنا ينامون في أول الليل، فإذا ذهب ثلثا الليل، أو ما شاء الله فزعوا إلى ربهم راغبين راهبين طامعين فيما عنده فذكرهم الله في كتابه لنبيه (صلى الله عليه وآله)، وأخبره بما أعطاهم وأنه أسكنهم في جواره وأدخلهم جنته، وآمن خوفهم، وآمـــــن روعتهم. الحديث.
وعن رســول الله (صلى الله عليه وآله) - في حديث - فمن رزق صلاة الليل من عبد أو أمة قام لله عز وجل مخلصاً فتوضأ وضوءاً سابغاً وصلّى لله عزوجل بنية صادقة وقلب سليم وبدن خاشع وعين دامعة جعل الله تعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة في كل صف ما لا يحصي عددهم إلا الله، أحد طرفي كل صف بالمشرق والآخر بالمغرب، قال: فإذا فرغ كتب الله عز وجل له بعددهم درجات.
وعن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)، عن أبيه، عن جده قال: سُئِلَ علي بن الحسين (عليهما السلام): ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجهاً؟ قال: لأنهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره.
وقال الصادق (عليه السلام): ليس من شيعتنا من لم يصلِّ صلاة الليل.
وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: ما من عمل حسن يعمله العبد إلا وله ثواب في القرآن إلا صلاة الليل، فإن الله لم يبين ثوابها لعظيم خطره عنده فقال: [تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ].
وقتها:


مسألة (۱): الأحوط الأولى الإتيان بها بعد منتصف الليل ـ كما هو المشهور ـ، والأفضل إتيانها في وقت السحر ـ وهو الثلث الأخير من الليل ـ وكلما قرب من الفجر كان أفضل.
مسألة (۲): بناء على المشهور يجوز للمسافر والشاب الذي يصعب عليه نافلة الليل في وقتها تقديمها على المنتصف، وكذا كل ذي عذر كالشيخ وخائف البرد أو الاحتلام والمريض، وينبغي لهم نية التعجيل لا الأداء.
مسألة (۳): يستحب قضاؤها إذا فاتت في وقتها ـ كسائر النوافل ـ، وإذا عجز عن قضائها استحب له الصدقة عن كل ركعتين بمد، وإن لم يتمكن: فمد لصلاة الليل ومد لصلاة النهار (المد: ثلاثة أرباع الكيلو من الطعام).
مسألة (٤): إذا قدمها ثم انتبه في وقتها فليس عليه الإعادة.
مسألة (٥): إذا دار الأمر بين تقديم صلاة الليل على وقتها أو قضائها: فالأرجح القضاء لمن يخاف أن يعتاد عدم القيام لها بعد منتصف الليل.
أحكامها:


مسألة (۱): إذا طلع الفجر وقد صلى من صلاة الليل أربع ركعات أو أزيد أتمها لا بقصد الأداء والقضاء.
مسألة (۲): ولو اشتغل بها ففاجأه الفجر قبل أن يتم أربع ركعات أتم ما في يده من دون قصد الأداء والقضاء، ثم أتى بصلاة الفجر وقضى البقية بعد ذلك.
مسألة (۳): وإن لم يتلبس بها حتى طلع الفجر فله تقديم صلاة الفجر ثم قضاء صلاة الليل، أو تقديم صلاة الليل قضاء.
مسألة (٤): من أحكام المسافر: أنه تسقط النوافل النهارية أي نافلة الظهرين، بل ونافلة العشاء وهي الوتيرة، ولا تسقط نافلة الصبح والمغرب ولا صلاة الليل().
مسألة (٥): يجوز إتيانها جالساً وماشياً وراكباً ولو من دون اضطرار، لكن إتيانها قائماً أفضل.
مسألة (٦): لا تبطل صلاة الليل بالشك بين الركعات، بل يتخير بين البناء على الأقل أو الأكثر، إلا أن يكون الأكثر مفسداً فيبني على الأقل. وفي جريان هذا الحكم في الوتر إشكال فالأحوط لزوماً إعادتها إذا شك فيها.
مسألة (۷): لا يجب لها سجود السهو، ولا قضاء السجدة والتشهد المنسيين، ولا صلاة الاحتياط.
مسألة (۸): إذا شك في جزء منها في المحل لزم الإتيان به، وإذا شك بعد تجاوز المحل لا يعتني به (كما هو الحال في سائر النوافل والفرائض).
مسألة (۹): تبطل الصلاة بنقصان الركن (كالركوع).
مسألة (۱٠): لا يشرع فيها الجماعة.
مسألة (۱۱): يجوز قطعها اختياراً.
كيفيتها:


وهي ثمان ركعات يسلم المصلي بعد كل ركعتين منها ـ مثل صلاة الصبح ـ، فإذا انتهى من ذلك صلى [الشفع] وهي ركعتان، ثم صلى [الوتر] وهي ركعة واحدة، فيكون المجموع إحدى عشرة ركعة.
وله أن يقتصر على الشفع والوتر وحدهما، بل على الوتر وحدها، وخاصة إذا ضاق به الوقت.
[وكيفية صلاة الوتر]: أن يكبر لها أولاً، ثم يقرأ [الحمد] وسورة، ويستحب أن يقرأ بعد الحمد سورة [التوحيد] ثلاثاً، وسورتي [الناس] و[الفلق]، ثم يرفع يديه بالدعاء فيدعو بما يشاء، والأولى أن يقنت في صلاة الوتر بالدعاء الآتي:
[لا إلهَ إِلاّ الله الحَلِيمُ الكَريمُ لا إلهَ إِلاّ الله العَلِيُّ العَظيمُ، سُبْحانَ الله رَبِّ السَّماواتِ السَبْعِ وَرَبِّ الأرَضِينَ السَّبْعِ وَما فِيهِـــــنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَرَبِّ العَرْشِ العَظِيم، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمين وصلى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطاهرين.].
مسألة (۱): في الدعاء لأربعين مؤمن لا فرق بين الذكور والإناث، الأحياء والأموات.
مسألة (۲): يجوز الدعاء في صلاة الليل لأكثر من أربعين مؤمناً لكن لا بقصد الخصوصية.
آدابها:


وهي كثيرة ـ كما ورد في كتب الأدعية ـ ، منها:
إذا قمت من منامك فقل : سُبّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ، سَبَقَت رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ، لا إلهَ إِلاّ أنْتَ وحدكَ لا شريك لكَ عَمِلْتُ سوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لي إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ أنْتَ فَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوابُ الرَّحيمُ.
فإذا قُمْتَ فانظر في آفاق السماء وقل: اللَّهُمَّ إنَّهُ لا يواري منك لَيلٌ ساجٍ (داج) وَلا سَماءٌ ذاتُ أبْراجٍ وَلا أرْضٌ ذاتُ مِهادٍ وَلا ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ وَلا بَحْرٌ لُجّيُّ تُدْلِجُ بَيْنَ يَدَي المُدْلِجِ مِنْ خَلْقِكَ، تُدْلِجَ الرَّحْمَةَ عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ خَلْقِكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الأعْيُنِ وَما تُخْفي الصُّدورُ، غَارَتْ النُّجومُ وَنامَتِ العُيونُ وَأنْتَ الحَيُّ القَيومُ لا تأخُذُكَ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمينَ وَإلهِ المُرْسَلينَ وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ.
ثم اتلُ الخمس آيات من آل عمران: إنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالأرضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لآياتٍ لأولي الألْبابِ * الَّذينَ يَذْكُرونَ الله قياما وَقَعُوداً وَعَلى جُنوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرونَ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالأرضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ* رَبَّنا إنَّكَ مِنْ تُدْخِلْ النّارَ فَقَدْ أخْزَيْتَهُ وَما لِلظالِمينَ مِنْ أنْصارٍ* رَبَّنا إنَّنا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادي لِلإيمانِ أنْ اَّمِنوا بِرَبِّكُمْ فَآَّمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنوبَنا وَكَفِّرْ عَنّا سَيئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأبرارِ * رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ القيامَةِ إنَّكَ لا تُخْلِفُ الميعادَ*.
ثم استك وتوضأ، فإذا وضعت يدك في الماء فقل : [ بِسْمِ الله وَبِالله اللَّهُمَّ اِجْعَلْني مِنَ التَوّابينَ وَاجْعَلني مِنَ المُتَطَهِّرينَ ]
ثم تقول:
الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمين.
فإذا قُمت إلى صلاتك فقلْ:
(بسم الله الرحمن الرحيم، بِسْمِ الله، وَبِالله، وَمِنَ الله، وَإِلى الله ما شاءَ الله لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله، اللّهُمَّ اقْبَلْ عليَّ بوجهك جل ثناؤك).
ثم تشرع في الركعات الثمانية ثم صلاة الشفع. وتدعو بعد تمام الشفع وقبل الشروع في الوتر بهذا الدعاء:
[إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هذا اللَّيْلِ المُتَعَرِّضُونَ وَقَصَدَكَ القاصِدُونَ وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ ولَكَ فِي هذا اللَّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ عِبادِكَ وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ العِنايَةُ مِنْكَ، وَها أَنا ذا عُبَيْدُكَ الفَقِيرُ إِلَيْكَ المُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَإِنْ كُنْتَ يا مَوْلاي تَفَضَّلْتَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الخَيِّرِينَ الفاضِلِينَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ العالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، إِنَ الله حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ ].
ثم تشرع في صلاة الوتر، وتقنت فيها بهذا الدعاء:
لا إلهَ إِلاّ الله الحَلِيمُ الكَريمُ لا إلهَ إِلاّ الله العَلِيُّ العَظيمُ، سُبْحانَ الله رَبِّ السَّماواتِ السَبْعِ وَرَبِّ الأرَضِينَ السَّبْعِ وَما فِيهِـــــنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَرَبِّ العَرْشِ العَظِيم، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمين وصلى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطاهرين.
ثم تقول:
يا الله يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ .
ثم تقول:
((اللهُمَّ تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا، وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا، وَعَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا، وَجْهُكَ أَكْرَمُ الْوُجُوهِ، وَجِهَتكَ خَيْرُ الْجهاتِ، وَعَطِيَّتُكَ خَيْرُ الْعَطِيَّاتِ وَأَهْنَؤهَا، تُطَاعُ رَبَّنَا فَتُشْكُرُ، وَتُعْصَى رَبَّنَا فَتَغْفِرُ لِمَنْ شِئْتَ، تُجِيبُ الْمُضْطَرَّ، وَتَكْشِفُ الضُّرَ، وَتَشْفِي السَّقِيمَ، وَتُنْجي مِنَ الْكَرْبِ العَظيم،، لا يُجْزِي بِآلائِكَ أَحَدٌ، وَلا يُحْصِي نَعْمَاءَكَ قَوْلُ قَائِلٍ اللهُمَّ إلَيْكَ رُفِعَتِ الأَبْصَارُ، ونُقِلَتِ الأقْدَامُ، وَمُدَّتِ الأعْنَاقُ، وَرُفِعَتِ الأَيْدِي، وَدُعِيَتِ الألْسُنُ، وإلَيْكَ سِرُّهُم ونَجْوَاهمُ فِي الأعمَالِ. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وارْحَمْنَا وافْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقِ وَأنْتَ خَيْرُ الفاتِحِينَ.اَللّـهُمَّ إنّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ وَلِيِّنا، وَشِدَّةَ الزّمَانِ عَلَيْنَا، وَوُقُوعَ الفِتَنِ بِنَا، وَتَظَاهُرَ الأعَدَاءِ وكَثْرَة عَدُوِّنَا وقِلَّةَ عَدَدِنَا، فَافرِجْ ذَلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، ونَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، وإمَامٍ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ إلَهَ الحَقِّ)).
ثُمَّ تَقُولُ:
((اللّهُمَّ صَلِّ عَلى آدَمَ بَدِيعَ فِطْرَتِكَ، وَصَلِّ عَلى آخِرِ مَنْ يَمُوتُ مِنْ خَليقَّتِكَ، وَصَلِّ عَلى مَنْ بَيْنَهُما مِنَ الأَنْبِيـــــــاء وَالْمُرْسَلينَ وَالأَوْصِياءِ وَالصِّدّيِقينَ وَالشُّهدَاءِ وَالصّالِحينَ، وَاغْفِرْ لِجَميِعِ مَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ)).
ثُمَّ تَقُولُ:
((اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَالسَّجّادِ وَالباقِرِ وَالصّادِقِ وَالكاظِمِ وَالرِّضا وَالْجَوادِ وَالْهادي وَالعَسْكَرِيِّ وَالخَلَفِ الصّالِحِ المَهْدِيِّ، وَاغْفِرْ لِشيعَتِهِمْ وَأنْصارِهِمْ وَجَميعَ مَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنَ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ)).
ثُمَّ تَقُولُ:
((اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جِبْرائَيلَ وَميكائيلَ وَاسْرافيلَ وَعِزْرائيلَ وَالمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ وَحَمَلَةِ الْعَرْشِ أجْمَعينَ وَالْكَرُّوبِيّينَ وَرُوح الْقُدُسِ وَالرُّوحِ الَّذيِ هُوَ مِنْ أمْرِكَ، وَصَلِّ عَلى جَميعِ المَلائِكَةِ الَّذينَ لا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ وَصِفاتِهِمْ غَيْرُكَ، وَألْهِمْهُمُ الاسْتِغْفارَ لِعُصاةِ خَلْقِكَ، وَالشَّفاعَةِ في قَضــــاءِ حَـــــوائِجِ الْمُؤْمِنينَ وَتَيْسيرِ أُمُورِهِم)).
ثُمَّ تَقُولُ:
((سُبْحانَ اللهِ ملءَ سَماواتِهِ وَأَرْضِهِ، وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَزنَةَ عَرْشِهِ وَرِضاءَ نَفْسِهِ، لا الهَ إلاَّ اللهُ مِلءَ سَماواتِهِ وَأَرْضِهِ، وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَرضاءَ نَفْسِهِ، سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اله إلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ ما أَحاطَ بِهِ عِلمُ اللهِ تَعالى))
ثُمَّ تَقُولُ:
((رَبِّ إِنّي أَسَأتُ وَظَلَمْتُ نَفْسي وَبِئْسَ ما صَنَعْتُ، وَهذهِ يدايَ جزاءً بِما كَسَبتا، وَهذهِ رَقَبَتي خاضِعَةٌ لِما أتَيْتُ، وَها أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَخُذْ لِنَفْسكَ الرِّضا لَكَ الْعُتْبي حَتّى تَرْضى لا أَعودُ)).
ثُمَّ تَقُولُ:
((هَذا مَقامُ العْائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ)) سَبعَ مرَّاتٍ.
ثُمَّ تَقُولُ:
((إلَهِي طُمُوحُ الآمَالِ قَدْ خابَتْ إلاَّ لَدَيْكَ، ومَعَاكِفُ الْهِمَمِ قَد تَعَطَّلَت إلاَّ عَلَيكَ، وَمَذاهبُ العقُوُلِ قَدْ سَمَتْ إلاّ إلَيْكَ، فَأَنْتَ الرَّجاءُ وَإلَيْكَ الْمُلْتَجَأُ، يا أَكرَمَ مَقْصُودٍ وَأَجْوَدَ مسئُولٍ، هَرَبْتُ إلَيكَ بِنَفسي يا مَلْجَأَ الْهارِبينَ بِأثقالِ الذُّنُوبِ أَحْمِلُها على ظَهري، لا أَجِدُ إلَيْكَ شافِعاً سِوي مَعْرِفتي بِأنَّكَ أقرَبُ مَنْ رَجاهُ الطّالِبُونَ، وَأَمَّلَ ما لَدَيْهِ الراغِبُونَ. يا مَنْ فَتَقَ العْقُوُلَ بِمَعْرِفَتِهِ، وَأَطلَقَ الألْسُنَ بِحَمْدِهِ، وَجَعَلَ ما امْتَنَّ بِهِ على عِبادِهِ في كِفاءٍ لِتأديَةِ حَقّهِ صَلِّ عَلى محمَّدٍ وآلهِ، ولا تَجعَلَ للشَّيْطان عَلى عَقلي سَبيلاً، وَلا للِباطِلِ عَلى عَمَلي دَلِيْلاً)).
ثُمَّ تَسْتَغْفِرَ اللهَ سَبْعِينَ مَرَّةً، وفي المرَّةِ الأولى تقولُ:
((استغفرُ الله الّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ذَو الجَلالِ والإكْرَامِ، عَالِمُ الغَيبِ والشَّهادةِ، بَديعُ السَّمواتِ والأرَضينَ مِنْ جَميعِ ظُلْمي وَجُرْمي وَإِسرافي عَلى نَفْسي وَأَتُوبُ إليهِ)).
وفي بَقَّيةِ المرَّاتِ يُجْزِي: (أسْتَغْفِرُ اللهَ) فَقَطْ، أو (أتُوبُ إلى اللهِ)، وإنْ قُلْتَ: (أسْتَغْفِرُ اللهَ وأتُوبُ إلَيْهِ) فَقَدْ زِدْتَ خَيْراً.
ثُمَّ تَقُولُ:
((يا ذَا الَّذي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيٍء ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ، ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيءٍ، يا ذَا الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَيا ذَا الَّذي لَيْسَ فِي السَّماواتِ الْعُلى، وَلا فِي الأَرَضينَ السُّفلى، وَلا فَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ، وَلا بَيْنَهُنَّ إلهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ، لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى إحْصائِهِ إلاّ أَنْتَ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقْوى على إحْصائِها إلاّ أَنْتَ)).
ثُمَّ تَقُولُ:
((اللّهُمَّ كُنْ لِولِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ، في هذِهِ السّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً، وَقائِداً وَناصِراً، وَدَليلاً وَعَيْناً، حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعِهُ فيها طَويلاً)).
ثُمَّ تَقُولُ:
((يا مُدَبّر الأُمورِ، يا باعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ، يا مُجْرِيَ الْبُحُورِ، يا مُلَيِّنَ الْحَديدِ لِداوُدَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدِ وَفَرِّجْ عَنِ الْمُؤْمِنينَ))
ثُمَ تَستَغْفِرُ لأرَبَعِينْ نفرٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ بأنْ تَقُولَ: ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِفُلانٍ) أو تَقُوْلَ: (اللهُمَّ اغْفِرْ لُفلان وَفُلان) وهكذا... والأولى أنْ تُقَدِّمَ أرْحَامَكَ، لأنَّهُ نَحْوُ صِلَةِ رَحْم. ثُمَ تَقُولُ: (اللهُمَّ اغْفِرْ لِلمُؤمِنِينَ والمُؤمِنَاتِ والمُسْلِمِينَ والمُسْلِمَاتِ) ثلاثَ مرَّاتٍ وَتَقُولُ:
((يَا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْنِي بارْتِكَابِ المَعَاصِي عَفْوَكَ عَفْوَكَ يَا أهْلَ التَّقْوَى ويَا أهْلَ المغْفِرَةِ. إلَهِي ذَهَبَتْ أيَّامُ لَذَّاتِي وَبَقِيَتْ مآثِمِي وَتَبِعَاتِي العَفْوَ العَفْوَ سَيِّدِي. إلَهِي ظَلَمْتُ نَفْسِي، وأغْلَقْتُ أبْوَابَ رَحْمَتِكَ عَلَى نَفْسِي باخْتِيَارِي، يا أعْظَمَ الفائِزِينَ اغْفِرْ لِمَنْ هُوَ أعْظَمُ الخَاسِرينَ فَالعَفْوَ العَفْوَ سَيدِي. إلهي رَبَّيْتَنِي في نِعَمِكَ وإحْسَانِكَ صَغيراً وَنوَّهَتَ باسْمِي كَبيراً، وَقدْ خُنْتُكَ في كُلِّ مَا أنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ فالعَفْوَ العَفْوَ سَيِّدي)).
ثُمَ تَدْعُو بِما تُريدُ وَتسْألُ حَوائِجَكَ فإنَّها مُسْتَجابَةٌ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى ثُمَّ تَقُولُ:
((إلهي ما قَدْرُ ذُنُوبي أُقابِلُ بِها كَرَمَكَ؟ وَما قَدْرُ عِبادَةٍ أُقابِلُ بِها نِعَمَكَ؟ اللّهُمَّ إنّي أَسْألُكَ إخْباتَ الْمَخْبِتينَ، وَإخْلاصَ الْمُوقِنينَ، وَمُرافَقَةَ الأبْرارِ، والْعَزيمَةَ في كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ، وَالفوزَ بِالجنَّةِ، والنَّجاةَ مِنَ النّارِ)).
ثُمَّ تَقُولُ:
((اللّهُمَّ إنَّ استِغْفاري إيّاكَ وَأَنَا مُصِرٌّ عَلى ما نَهَيْتَ قلَّةُ حَياءٍ، وَتَرْكِي الاستغفارَ مَع عِلْمي بِسِعَةِ فَضْلِكَ وَحِلْمِكَ تَضَيُّعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ، اللّهُمَّ إنَّ ذُنُوبي تُؤْيِسُني أَنْ أَرْجُوكَ، وَإنَّ عِلْمي بِسِعَةِ رَحْمَتِكَ يُؤْمِنُني أَنْ أَخشاكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَحَقّقْ رَجائي وَكَذِّبْ خَوْفي مِنْكَ، وَكُنْ لِي عِنْدَ أَحَسنِ ظَنّي بِكَ يا أَكْرَمَ الأَكْرَمينَ. إلهي كَيْفَ أدْعُوكَ وَقَدْ عَصيتُكَ، وَكَيْفَ لا أَدعوكَ وَقَدْ عَرَفتُكَ وَحُبُّكَ في قَلبْي مَكينٌ؟ مَدَدتُ إلَيْكَ يداً بِالذُّنُوبِ مملُوءةً، وَعَيْناً بِالرَّجاءِ مَمْدُودَةً. إلهي أَنْتَ مالِكُ الْعَطايا، وَأَنَا أَسيرُ الْخَطايا، وَمِنْ كَرَمِ الْعُظَماءِ الرِّفقُ بِالأُسَراءِ. إلهي عَظُمَ جُرْمي إذ كُنْتَ المُطالِبَ بِهِ، وَكَبُرَ ذنبي إذْ كُنْتَ الْمُبارَزَ بِهِ، إلاّ أَنّي إذا ذَكَرْتُ كِبَرَ ذَنْبي وَعِظَمَ عَفْوِكَ وَغُفْرانِكَ وَجَدْتُ الحْاصِلَ بَيْنَهُما إليَّ أَقْرَبَهُما إلى رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ)).
ثُمَّ تَدْعُو بَهَذا الدُّعَاء:
((اللَّهُمَّ إلَيْكَ حَنَّتْ قُلُوبُ الْمُخْبِتينَ، وَبِكَ أَنِسَتْ عُقُولُ الغافلينَ، وَعَلَيْكَ عَكَفَتْ رَهْبَةُ العامِلينَ، وَبِكَ اسْتَجارَتْ أَفْئِدَةُ الْمُقَصِّرينَ، فَيا أَمَلَ العارفينَ، وَرَجاءَ العاملَين، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ، وَأَجِرني مِنْ فضَائِحِ يَومِ الدّينِ عِندَ هَتْكِ السُّتُورِ وَتَحصُّلِ ما فِي الصُّدُور، وآنِسني عِندَ خَوْفِ المُذنبينَ وَدَهشةِ المُفرِّطينَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحمينَ، فَوَعزَّتكَ وَجَلالِكَ ما أَرَدْتُ بِمَعصِيَتي إيّاكَ مُخالَفَتَكَ، وَلا عَصَيتُكَ إذ عَصَيْتُكَ وَأنَا بمَكانِكَ جاهلٌ، وَلا لعُقُوبَتِكَ مُتعرّضٌ، وَلا لِنظَرِكَ مُستخِّفٌّ، وَلِكنْ سَوّلَتْ لي نَفْسي، وَأَعانَني عَلى ذلِكَ شِقْوَتي، وَغَرَّني سِترُكَ المُرخى عليَّ، فَعَصيتُكَ بِجَهْلي، وَخالَفْتُكَ بِجَهْدي، فَمَنِ الآنَ مِنْ عَذابِكَ يَستنقذُني؟ وَبِحَبلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إذا قَطَعتَ حَبْلكَ عَنّي؟ واسَوأتاهُ مِنَ الوقوُفِ بَيْنَ يَدَيْكَ غَداً إذا قيلَ للمخفّينَ: جُوزوا، وَللمثقلينَ: حُطُّوا، أَمَعَ المُخفّينَ أجوزُ أَمْ مَعَ المُثقلينَ أَحُطُّ؟ يا وَيْلَتا كُلَّما كَبُرَ سِنّي كَثُرَتْ مَعاصِيِّ، فكَم ذا أَتُوبُ وَكَمْ ذا أَعُودُ، أَما آنَ لي أنْ أَستحيي مِنْ رَبّي. اللّهُمَّ فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اغفِرْ لي وَارحَمني يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ وَخَيْرَ الغافرينَ)).
ثُمَّ تَقُولُ:
((إلهي نامَـــتِ الْعُيُــــونُ وَهَدَأَتِ الأصْواتُ، وَأَنْتَ الحَيُّ الّذي لا تَنامُ. إلهي كَمْ مِنْ مُوبِقَةٍ حَلُمْتَ عَنْها فُقابْلتَها بِحِلْمِكَ، وَكَمْ مِنْ جَريرةٍ تَكَرَّمتَ عَنْ كَشْفِها بَكَرَمِكَ، إلهي إنْ طالَ في عِصْيانِكَ عُمْري، وَعَظُمَ فِي الصُّحُفِ ذَنبي، فَما أَنَا مُؤَملٌ غَيْرَ غُفرانِكَ، وَلا أَنَا بِراجٍ غَيْرَ رِضوانِكَ، إلهي أُفكّرُ في عَفْوِكَ فَتهُون عَلَيَّ خَطيئتي، ثُمَّ أذكُرُ الْعَظيمَ مِنْ أَخْذِكَ فَتَعْظُمُ عَلَيَّ بليِتَّي. آهٍ إنْ قَرَأتُ فِي الصُّحُف سَيِّئَةً أَنَا ناسيها، وَأَنْتَ مُحْصيها، فَتَقُولُ: خُذُوهُ، فَيا لَهُ مِنْ مَأخُوذٍ لا تُنجيهِ عَشيرتُهُ، ولا تَنْفَعُهُ قبيلتُهُ، وَلا يَرحمُهُ المَلأُ إذا أُذِنَ فيهِ بِالنِّداءِ. آهٍ مِنْ نارٍ تُنضِجُ الأُكبادَ وَالكُلى، آهٍ مِنْ نارٍ نزّاعَةٍ للشَّوى، آهٍ مِنْ غَمْرَةٍ مِنْ مُلْهِباتٍ لظى)).
ثم تَدْعُو بِهذا الدُعاءٍ وتَقُولُ:
((إلهي كَيْفَ أَصْدُرُ عَنْ بابِكَ بِخَيْبَةٍ مِنكَ وَقَدْ قَصَدْتُهُ عَلى ثِقَةٍ بِك، إلهي كَيْفَ تُؤْيِسُني مِنْ عطائِكَ وَقَدْ أَمَرْتَني بِدُعائِكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وارحَمني إذَا اشتَدَّ الأنينُ، وَحُظِرَ عَليَّ العَمَلُ، وَانقَطَعَ مِنِّي الأَمَلُ، وَأَفْضَيْتُ إلى الْمَنُونِ، وَبَكَتْ عَلَيَّ العُيُونُ، وَوَدَّعَنِي الأَهْلُ وَالأَحبابُ، وَحُثِيَ عَلَيَّ التُّرابُ، وَنُسِيَ اسْمي، وَبُـلِيَ جِسْمي، وَانْطَمَسَ ذِكْري، وَهُجِرَ قَبْري، فَلَمْ يَزُرْني زائِرٌ، وَلَمْ يَذْكُرْني ذاكِرٌ، وَظَهَرَتْ مِنِّي الْمَآثِمُ، وَاسْتَوْلَتْ عَلَيَّ الْمَظالمُ، وَطالَتْ شِكايَةُ الْخُصُومِ، وَاتَّصَلَتْ دعوةُ المَظلومِ، صَلِّ اللّهُمَّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وأَرضِ خُصُومي عَني بِفَضْلِكَ وإحْسانِكَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِعفوِكَ وَرِضوانِكَ. إلهي ذَهَبَتْ أَيّامُ لَذّاتي وَبَقِيَتْ مَآثِمي، وَقَدْ أَتَيْتُك مُنيباً تائِباً فَلا تَرُدَّني مَحْرُوماً ولا خائِباً، اللّهُمَّ آمِنْ رَوْعَتي، وَاغْفِرْ زَلَّتي، وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أَنْتَ التَّواّبُ الرَّحيمُ)).
وأن تقول: [العفو] ثلاثمائة مرة، فإذا فرغت فاركع وبعد رفع الرأس من الركوع تقول:
هذا مَقامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ وَشُكْرُهُ ضَعيفٌ وَذَنْبُهُ عَظيمٌ، وَلَيْسَ لِذلِكَ إِلاّ رِفْقُكَ وَرَحْمَتُكَ فَإنَّكَ قُلْتَ في كِتابِكَ المُنَزَّلِ عَلى نَبيّكَ المُرْسَلِ صَلّى الله عَلَيهِ وآلِهِ كانوا قَليلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعونَ وَبِالأسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرونَ.
طالَ هُجوعي وَقَلَّ قيامي وَهذا السَّحَرُ وَأنا أسْتَغْفِرُكَ لِذُنوبِي اسْتِغْفارَ مَنْ لا يَجِدُ لِنَفْسِهِ ضُراً وَلا نَفْعا وَلا مَوْتا وَلا حَياةً وَلا نُشوراً. ثم تسجد السجدتين ثم تتشهد وتسلم.
وبعد الفراغ من صلاة الليل يستحب قراءة الدعاء الثاني والثلاثون من أدعية الصحيفة السجادية وهو:
أَللَّهُمَّ يَا ذَا الْمُلْكِ الْمُتأبِّدِ بِالْخُلُودِ وَالْسُلْطَانِ الْمُمْتَنِعِ بِغَيْرِ جُنُود وَلاَ أَعْوَان، وَالْعِزِّ الْبَاقِي عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ، وَخَوَالِي الأعْوَامِ، وَمَوَاضِي الأزْمَانِ وَالأيَّامِ، عَزَّ سُلْطَانُكَ عِزّاً لا حَدَّ لَهُ بِأَوَّلِيَّة وَلاَ مُنْتَهَى لَهُ بِآخِرِيَّة، وَاسْتَعْلَى مُلْكُكَ عُلُوّاً سَقَطَتِ الأشْيَاءُ دُونَ بُلُوغِ أَمَدِهِ وَلاَ يَبْلُغُ أَدْنَى مَا اسْتَأثَرْتَ بِـهِ مِنْ ذَلِكَ أَقْصَى نَعْتِ النَّـاعِتِينَ. ضَلَّتْ فِيْـكَ الصِّفَاتُ وَتَفَسْخَتْ دُونَكَ النُّعُوتُ وَحَارَتْ فِي كِبْرِيِائِكَ لَطَائِفُ الأوْهَامِ، كَذلِكَ أَنْتَ اللهُ الأوَّلُ فِي أَوَّلِيَّتِكَ، وَعَلَى ذَلِكَ أَنْتَ دَائِمٌ لا تَزُولُ، وَأَنَا الْعَبْدُ الضَّعِيْفُ عَمَلاً الجَسِيْمُ أَمَلاً، خَرَجَتْ مِنْ يَدِي أَسْبَابُ الْوُصُلاَت إلاّ مَا وَصَلَهُ رَحْمَتُكَ ، وَتَقَطَّعَتْ عَنِّي عِصَمُ الآمَالِ إلاّ مَا أَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ، قَلَّ عِنْدِي مَا أَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ وَكَثُرَ عَلَيَّ مَا أَبُوءُ بِهِ مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَلَنْ يَضِيْقَ عَلَيْكَ عَفْوٌ عَنْ عَبْدِكَ وَإنْ أَسَاءَ فَاعْفُ عَنِّي. أللَّهًمَّ وَقَدْ أَشْرَفَ عَلَى خَفَايَا الاَعْمَالِ عِلْمُكَ وَانْكَشَفَ كُلُّ مَسْتُور دُونَ خُبْرِكَ وَلاَ تَنْطَوِي عَنْكَ دَقَائِقُ الاُمُورِ وَلاَ تَعْزُبُ عَنْكَ غَيِّبَاتُ السَّرَائِرِ، وَقَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيَّ عَدُوُّكَ الَّذِي اسْتَنْظَرَكَ لِغِوَايتِي فَأَنْظَرْتَهُ، وَاسْتَمْهَلَكَ إلَى يَوْمِ الدِّيْنِ لاِضْلاَلِي فَأَمْهَلْتَهُ، فَأوْقَعَنِيْ وَقَدْ هَرَبْتُ إلَيْكَ مِنْ صَغَائِرِ ذُنُوب مُوبِقَة وَكَبَائِرِ أَعْمَـال مُرْدِيَـة حَتَّى إذَا قَـارَفْتُ مَعْصِيَتَـكَ وَاسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ سَعْيِي سَخْطَتَكَ فَتَلَ عَنِّي عِذَارَ غَدْرِهِ، وَتَلَقَّانِي بكَلِمَةِ كُفْرهِ، وَتَوَلَّى الْبَراءَةَ مِنِّي وَأَدْبَرَ مُوَلِّيَاً عَنِّي، فَأَصْحَرنِي لِغَضَبِكَ فَرِيداً، وَأَخْرَجَني إلى فِنَاءِ نَقِمَتِكَ طَرِيداً لاَ شَفِيعٌ يَشْفَعُ لِيْ إلَيْـكَ، وَلاَ خَفِيـرٌ يُؤْمِنُنِي عَلَيْـكَ وَلاَ حِصْنٌ يَحْجُبُنِي عَنْكَ وَلاَ مَلاَذٌ أَلْجَأُ إلَيْهِ مِنْكَ. فَهَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ، وَمَحَلُّ الْمُعْتَرِفِ لَكَ، فَلاَ يَضِيقَنَّ عَنِّي فَضْلُكَ، وَلا يَقْصُـرَنَّ دونِي عَفْوُكَ، وَلا أكُنْ أَخْيَبَ عِبَادِكَ التَّائِبِينَ، وَلاَ أَقْنَطَ وفُودِكَ الامِلِينَ وَاغْفِرْ لِي إنَّكَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ. أللَّهُمَّ إنَّكَ أَمَرْتَنِي فَتَرَكْتُ، وَنَهَيْتَنِي فَرَكِبْتُ، وَسَوَّلَ لِيَ الْخَطَأَ خَاطِرُ السُّوءِ فَفَرَّطْتُ، وَلا أَسْتَشْهِدُ عَلَى صِيَامِي نَهَـاراً، وَلاَ أَسْتَجِيرُ بِتَهَجُّدِي لَيْلاً، وَلاَ تُثْنِي عَلَيَّ بِإحْيَائِهَا سُنَّةٌ حَـاشَا فُرُوضِـكَ الَّتِي مَنْ ضَيَّعَها هَلَكَ، وَلَسْتُ أَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِفَضْلِ نَافِلَة مَعَ كَثِيرِ مَا أَغْفَلْتُ مِنْ وَظَائِفِ فُرُوضِكَ، وَتَعَدَّيْتُ عَنْ مَقَامَاتِ حُدُودِكَ إلَى حُرُمَات انْتَهَكْتُهَا، وَكَبَائِرِ ذُنُوب اجْتَرَحْتُهَا كَانَتْ عَافِيَتُكَ لِي مِنْ فَضَائِحِهَا سِتْراً. وَهَذَا مَقَامُ مَنِ اسْتَحْيَى لِنَفْسِهِ مِنْكَ، وَسَخِطَ عَلَيْهَا، وَرَضِيَ عَنْكَ فَتَلَقَّاكَ بِنَفْس خَاشِعَة، وَرَقَبَة خَاضِعَة، وَظَهْر مُثْقَل مِنَ الْخَطَايَا وَاقِفاً بَيْنَ الرَّغْبَةِ إلَيْكَ وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَوْلَى مَنْ رَجَـاهُ، وَأَحَقُّ مَنْ خَشِيَـهُ وَاتّقـاهُ، فَاعْطِنِي يَا رَبِّ مَا رَجَوْتُ، وَأمِنِّي مَا حَذِرْتُ، وَعُدْ عَلَيَّ بِعَائِدَةِ رَحْمَتِكَ إنَّكَ أكْرَمُ الْمَسْؤُولِينَ. أللَّهُمَّ وَإذْ سَتَـرْتَنِي بِعَفْوِكَ وَتَغَمَّـدْتَنِي بِفَضْلِكَ فِي دَارِ الْفَنَاءِ بِحَضرَةِ الاكْفَاءِ فَأَجِرْنِي مِنْ فَضِيحَاتِ دَارِ الْبَقَاءِ عِنْدَ مَوَاقِفِ الاشْهَادِ مِنَ المَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالرُّسُلِ الْمُكَرَّمِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، مِنْ جَار كُنْتُ اُكَاتِمُهُ سَيِّئآتِي وَمِنْ ذِي رَحِم كُنْتُ أَحْتَشِمُ مِنْهُ فِي سَرِيرَاتِي، لَمْ أَثِقْ بِهِمْ رَبِّ فِي السِّتْرِ عَلَيَّ، وَوَثِقْتُ بِكَ رَبِّ فِي الْمَغفِرَةِ لِيْ، وَأَنْتَ أوْلَى مَنْ وُثِقَ بِهِ وَأَعْطَف مَنْ رُغِبَ إلَيْهِ وَأَرْأَفُ مَنِ اسْتُرْحِمَ فَارْحَمْنِي. أللهُمَّ وَأنتَ حَدَرْتَنِي مَاءً مَهِيناً مِنْ صُلب، مُتَضَائِقِ الْعِظَامِ حَرِجِ الْمَسَالِكِ إلَى رَحِم ضَيِّقَة سَتَرْتَهَا بِالْحُجُبِ تُصَرِّفُنِي حَالاًَ عَنْ حَال حَتَّى انْتَهَيْتَ بِيْ إلَى تَمَامِ الصُّورَةِ وَأَثْبَتَّ فِيَّ الْجَوَارحَ كَمَا نَعَتَّ فِي كِتَابِكَ نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ عِظَاماً ثُمَّ كَسَوْتَ الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأتَنِي خَلْقَاً آخَرَ كَمَا شِئْتَ، حَتَّى إذَا احْتَجْتُ إلَى رِزْقِكَ، وَلَمْ أَسْتَغْنِ عَنْ غِيَـاثِ فَضْلِكَ جَعَلْتَ لِي قُـوتـاً مِنْ فَضْلِ طَعَام وَشَرَاب أَجْرَيْتَهُ لاِمَتِكَ الَّتِيْ أَسْكَنْتَنِي جَوْفَهَا وَأَوْدَعْتَنِي قَرَارَ رَحِمِهَا، وَلَوْ تَكِلُنِي يَا رَبِّ فِي تِلْكَ الْحَـالاتِ إلَى حَوْلِي، أَوْ تَضْطَرُّنِي إلَى قُوّتي لَكَانَ الْحَوْلُ عَنِّي مُعْتَزِلاً، وَلَكَانَتِ الْقُوَّةُ مِنِّي بَعِيدَةً، فَغَذَوْتَنِي بِفَضْلِكَ غِذَاءَ البَرِّ اللَّطِيفِ ، تَفْعَلُ ذَلِكَ بِي تَطَوُّلاً عَلَيَّ إلَى غَايَتِي هَذِهِ، لاَ أَعْدَمُ بِرَّكَ وَلاَ يُبْطِئُ بِي حُسْنُ صَنِيعِكَ، وَلاَ تَتَأكَّدُ مَعَ ذَلِكَ ثِقَتِي، فَأَتَفَرَّغَ لِمَا هُوَ أَحْظَى لِيْ عِنْدَكَ، قَدْ مَلَكَ الشَّيْطَانُ عِنَانِي فِي سُوءِ الظَّنِّ وَضَعْفِ الْيَقِينِ، فَأَنَا أَشْكُـو سُوْءَ مُجَـاوَرَتِهِ لِي وَطَـاعَةَ نَفْسِي لَـهُ، وَأَسْتَعْصِمُـكَ مِنْ مَلَكَتِهِ، وَأَتَضَـرَّعُ إلَيْكَ فِي أَنْ تُسَهِّلَ إلَى رِزْقِي سَبِيلاً، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ابْتِدَآئِكَ بِالنِّعَمِ الْجِسَامِ، وَإلْهَامِكَ الشُّكْرَ عَلَى الاحْسَانِ وَالاِنْعَامِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَسَهِّلْ عَلَيَّ رِزْقِي وَأَنْ تُقَنِّعَنِي بِتَقْدِيرِكَ لِيْ، وَأَنْ تُرْضِيَنِي بِحِصَّتِيْ فِيمَا قَسَمْتَ لِيْ، وَأَنْ تَجْعَـلَ مَـا ذَهَبَ مِنْ جِسْمِيْ وَعُمُرِيْ فِي سَبِيْلِ طَاعَتِكَ إنَّكَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ. أللَهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مَنْ نَار تَغَلَّظْتَ بِهَا عَلَى مَنْ عَصَاكَ، وَتَوَعَّدْتَ بِهَا مَنْ صَدَفَ عَنْ رِضَاكَ ، وَمِنْ نَار نورُهَا ظُلْمَة وَهَيِّنُهَا أَلِيمٌ، وَبَعِيدُهَا قَرِيبٌ، وَمِنْ نَار يَأْكُلُ بَعْضَهَا بَعْضٌ، وَيَصُولُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْض، وَمِنْ نَار تَذَرُ الْعِظَامَ رَمِيماً، وَتَسْقِي أَهْلَهَا حَمِيماً ، وَمِنْ نَار لاَ تُبْقِي عَلَى مَنْ تَضَرَّعَ إلَيْهَا، وَلاَ تَرْحَمُ مَنِ اسْتَعْطَفَهَا، وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى التَّخْفِيفِ عَمَّنْ خَشَعَ لَهَا وَاسْتَسْلَمَ إلَيْهَا، تَلْقَى سُكَّانَهَا بِأَحَرِّ مَا لَدَيْهَا مِنْ أَلِيْمِ النَّكَالِ وَشَدِيدِ الْوَبَالِ، وَأَعُوذُ بـكَ مِنْ عَقَارِبِهَا الْفَاغِرَةِ أَفْوَاهَهَا، وَحَيّاتِهَا الصَّالِقَةِ بِأَنْيَابِهَا، وَشَرَابِهَا الَّذِي يُقَطِّعُ أَمْعَاءَ وَأَفْئِدَةَ سُكَّانِهَا، وَيَنْزِعُ قُلُوبَهُمْ، وَأَسْتَهْدِيْكَ لِمَا باعَدَ مِنْهَا وَأَخَّرَ عَنْهَا. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ وَأَجِرْنِي مِنْهَا بِفَضْل رَحْمَتِكَ، وَأَقِلْنِي عَثَرَاتِي بِحُسْنِ إقَالَتِكَ، وَلاَ تَخْذُلْنِي يَا خَيْرَ الْمُجيرِينَ، إنَّكَ تَقِي الْكَرِيهَةَ، وَتُعْطِي الْحَسَنَةَ، وَتَفْعَلُ مَا تُرِيـدُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ. أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، إذَا ذُكِرَ الابْرَارُ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ صَلاَةً لاَ يَنْقَطِعُ مَدَدُهَا، وَلاَ يُحْصَى عَدَدُهَا صَلاَةً تَشْحَنُ الْهَوَآءَ، وَتَمْلاُ الارْضَ وَالسَّماءَ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَتَّى يَرْضَى، وَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بَعْدَ الرِّضَا صَلاَةً لا حَدَّ لَها وَلاَ مُنْتَهَى يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
ويستحب قراءة دعاء الرهبة وهو الدعاء الخمسون من أدعية الصحيفة السجادية وهو :
أَللَّهُمَّ إنَّكَ خَلَقْتَنِي سَوِيّاً، وَرَبَّيْتَنِي صَغِيراً، وَرَزَقْتَنِي مَكْفِيّاً. أَللَّهُمَّ إنِّي وَجَدْتُ فِيمَا أَنْزَلْتَ مِنْ كِتَابِكَ، وَبَشَّرْتَ بِهِ عِبَادِكَ، أَنْ قُلْتَ: (يا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنِّي مَا قَدْ عَلِمْتَ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، فَيَا سَوْأَتا مِمَّا أَحْصَاهُ عَلَيَّ كِتَابُكَ، فَلَوْلاَ الْمَوَاقِفُ الَّتِي أُؤَمِّلُ مِنْ عَفْوِكَ الَّذِي شَمِلَ كُلَّ شَيْء لاَلْقَيْتُ بِيَدِي، وَلَوْ أَنَّ أَحَداً اسْتَطاعَ الْهَرَبَ مِنْ رَبِّهِ لَكُنْتُ أَنَا أَحَقُّ بِالهَرَبِ، وَأَنْتَ لاَ تَخْفَى عَلَيْكَ خَافِيَةٌ فِي الاَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَآءِ إلاَّ أَتَيْتَ بِهَا، وَكَفى بِكَ جَازِياً، وَكَفى بِكَ حَسِيباً. أللَّهُمَّ إنَّكَ طَالِبِي إنْ أَنَا هَرَبْتُ، وَمُدْرِكِي إنْ أَنَا فَرَرْتُ، فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ خَاضِعٌ ذَلِيلٌ رَاغِمٌ، إنْ تُعَذِّبْنِي فَإنّي لِذلِكَ أَهْلٌ، وَهُوَ يَارَبِّ مِنْكَ عَدْلٌ، وَإنْ تَعْفُ عَنِّي فَقَدِيماً شَمَلَنِي عَفْوُكَ، وَأَلبَسْتَنِي عَافِيَتَكَ. فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِالْمَخْزونِ مِنْ أَسْمائِكَ، وَبِمَا وَارتْهُ الْحُجُبُ مِنْ بَهَائِكَ، إلاَّ رَحِمْتَ هذِهِ النَّفْسَ الْجَزُوعَةَ، وَهَذِهِ الرِّمَّةَ الْهَلُوعَةَ، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ حَرَّ شَمْسِكَ، فَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ حَرَّ نارِكَ؟ وَالَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ صَوْتَ رَعْدِكَ، فَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ صَوْتَ غَضَبِكَ؟ فَارْحَمْنِي اللَّهُمَّ فَإنِّي امْرُؤٌ حَقِيرٌ، وَخَطَرِي يَسِيرٌ، وَلَيْسَ عَذَابِي مِمَّا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ مِثْقَالَ ذَرَّة، وَلَوْ أَنَّ عَذَابِي مِمَّا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ لَسَأَلْتُكَ الصَّبْرَ عَلَيْهِ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ لَكَ، وَلكِنْ سُلْطَانُكَ اللَّهُمَّ أَعْظَمُ، وَمُلْكُكَ أَدْوَمُ مِنْ أَنْ تَزِيدَ فِيْهِ طَاعَةُ الْمُطِيعِينَ، أَوْ تُنْقِصَ مِنْهُ مَعْصِيَةُ الْمُذْنِبِينَ. فَارْحَمْنِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَتَجاوَزْ عَنِّي يا ذَا الْجَلاَلِ وَالاكْرَامِ، وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
ويستحب قراءة دعاء الحزين وهو:
أُناجِيكَ يا مَوْجُودُ فِي كُلِّ مَكانٍ لَعَلَّكَ تَسْمَعُ نِدائِي، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي وَقَلَّ حَيائِي. مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَيَّ الاهْوالِ أتَذَكَّرُ وَأيَّها أنْسى ؟ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلاّ المَوْتُ لَكَفى ! كَيْفَ وَما بَعْدَ المَوْتِ أعْظَمُ وَأدْهى ؟! مَوْلايَ يا مَوْلايَ، حَتّى مَتى وَإِلى مَتى أقُولُ لَكَ العُتْبى مَرَّةً بَعْدَ أخْرى ثُمَّ لا تَجِدُ عِنْدِي صِدْقا وَلا وَفاءً فَياغَوْثَاهُ ثُمَّ وَاغَوْثاهُ بِكَ يا الله مِنْ هَوىً قَدْ غَلَبَني وَمِنْ عَدُوٍّ قَدْ اسْتَكْلَبَ عَلَيَّ وَمِنْ دُنْيا قَدْ تَزَيَّنَتْ لِي وَمِنْ نَفْسٍ أمَّارَةٍ بِالسُّوءِ إِلاّ ما رَحِمَ رَبِّي. مَولايَ يا مَولايَ، إنْ كُنْتَ رَحِمْتَ مِثْلِي فَارْحَمْنِي وَإنْ كُنْتَ قَبِلْتَ مِثْلي فَاقْبَلْني ! يا قابِلَ السَّحَرَةِ اقْبَلْني ! يا مَنْ لَمْ أزَلْ أتَعَرَّفُ مِنْهُ الحُسْنى يا مَنْ يُغَذِّيَني بِالنِعَمِ صَباحا وَمَساءً ارْحَمْني، يَوْمَ آتِيكَ فَرْداً شاخِصا إلَيْكَ بَصَري مُقَلَّداً عَمَلِي قَدْ تَبَرَّأَ جَميعُ الخَلْقِ مِنِّي. نَعَمْ، وَأبِي وَأمِّي وَمَنْ كانَ لَهُ كَدِّي وَسَعْيِي.
فَإنْ لَمْ تَرْحَمْنِي فَمَنْ يَرْحَمُنِي ؟ وَمَنْ يُؤْنِسُ فِي القَبْرِ وَحْشَتِي ؟ وَمَنْ يُنْطِقُ لِسانِي إذا خَلَوْتُ بِعَمَلِي وَسائَلْتَنِي عَمَّا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي ؟ فَإنْ قُلْتُ: نَعَمْ، فَأيْنَ المَهْرَبُ مِنْ عَدْلِكَ ؟ وَإنْ قُلْتُ: لَمْ أفْعَلْ، قُلْتَ: ألَمْ أكُنْ الشَّاهِدَ عَلَيْكَ ؟ فَعَفْوُكَ عَفْوُكَ يا مَوْلايَ قَبْلَ سَرابِيلِ القَطِرانِ، عَفْوُكَ عَفْوُكَ يا مَوْلايَ قَبْلَ جَهَنَّمَ وَالنِّيرانِ، عَفْوُكَ عَفْوُكَ يا مَولايَ قَبْلَ أنْ تُغَلَّ الايْدِي إِلى الاعْناقِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَخَيْرَ الغافِرينَ.

صلاة الغفيلة


ورد أنها تورث دار الكرامة ودار السلام وهي الجنة.
وهي ركعتان بين فرضي المغرب والعشاء يقرأ في الركعة الأولى بعد سورة الحمد: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ). ويقرأ في الركعة الثانية بعد الحمد: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ). ثم يقنت فيقول: (اللهم إني أسألك بمفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا أنت أن تصلي على محمد وآل محمد) ويطلب حاجته. ثم يقول: (اللهم أنت ولي نعمتي والقادر على طلبتي تعلم حاجتي فأسألك بحق محمد وآله عليه وعليهم السلام لمّا قضيتها لي) ثم يسأل حاجته فإنها تقضى إن شاء الله تعالى.
مسألة (۱): يجوز الإتيان بالبسملة قبل الآية الخاصة لا بقصد الورود.
مسألة (۲): إذا نسي القنوت حتى ركع جاز له أن يأتي به بعد الركوع.

صلاة الآيات


تجب صلاة الآيات على كل مكلف عدا الحائض والنفساء، - والأحوط الأولى أن تقضياها بعد طهرهما -، عند كسوف الشمس وخسوف القمر ـ ولو بعضهما ـ وكذا عند الزلزلة على الأحوط وجوباً، وإن لم يحصل الخوف بشيء من ذلك. والأحوط الأولى الإتيان بها لكل حادثة سماوية مخوفة لأغلب الناس كهبوب الريح السوداء والحمراء والصفراء وظلمة الجو الخارقة للعادة والصاعقة ونحو ذلك، وكذا في الحوادث الأرضية المخوفة كخسف الأرض وسقوط الجبل وغور ماء البحر ونحو ذلك. وتتعدد صلاة الآيات بتعدد موجبها.
وقتها:
وقتها في الكسوف والخسوف من ابتداء حدوثهما إلى تمام الانجلاء – والاحوط الأولى – عدم تأخيرها عن الشروع في الانجلاء ، وأما في غيرهما فتجب المبادرة بمجرد حصول الآية مع ضيق زمانها، وأما مع سعته فلا يجب البدار ، وان لم يصلّ حتى مضى الزمان المتصل بالآية سقط وجوبها.
كيفيتها:


وهي ركعتان، وفي كل ركعة منها خمسة ركوعات.
وكيفية ذلك: أن يُكبر أولا ثم يقرأ سورة الفاتحة وسورة تامة غيرها، ثم يَركع فإذا رفع رأسه من الركوع قرأ سورة الفاتحة وسورة تامة ثم يركع، وهكذا إلى أن يَركع الركوع الخامس، فإذا رفع رأسه منه هوى للسجود وسجد سجدتين كما في الفرائض اليومية، ثم يقوم فيأتي في الركعة الثانية بمثل ما أتى به في الركعة الأولى تماما، ثم يَتشهد ويُسلم، وبذلك يختم صلاته.
وهناك كيفية أخرى وهي : أن يفرق سورة واحدة على الركوعات الخمسة ، فيقرأ بعد الفاتحة في القيام الأول بعضاً من سورة، بشرط أن لا يكون اقل من آية إذا لم يكن جملة تامة – على الأحوط -، كما أن الأحوط الابتداء من أول السورة ، وعدم الاقتصار على قراءة البسملة فقط ثم يركع ، ثم يرفع رأسه ويقرأ بعضاً آخر من حيث قطع أولاً ، ثم يركع ثم يرفع رأسه ويقرأ بعضاً آخر من حيث قطع ثم يركع ، وهكذا يصنع في القيام الرابع والخامس حتى يتم السورة. ثم يسجد السجدتين ، ثم يقوم ويصنع كما صنع في الركعة الأولى ، فيكون قد قرأ في كل ركعة فاتحة واحدة وسورة تامة موزعة على الركوعات الخمسة ، ويجوز أن يأتي بالركعة الأولى على النحو الأول وبالثانية على النحو الثاني ويجوز العكس، كما أنه يجوز تفريق السورة على أقل من خمسة ركوعات ، لكن يجب عليه في القيام اللاحق لانتهاء السورة الابتداء بالفاتحة وقراءة سورة تامة أو بعض سورة، وإذا لم يتم السورة في القيام السابق، لم تشرع له الفاتحة في اللاحق على الأحوط بل يقتصر على القراءة من حيث قطع، نعم إذا لم يتم السورة في القيام الخامس فركع فيه عن بعض سورة وجبت عليه قراءة الفاتحة بعد القيام للركعة الثانية ، ثم قراءة السورة من حيث قطع ، ولابد له من إتيان سورة تامة في بقية الركوعات.

صلاة الوحشة أو صلاة ليلة الدفن


روى عن النبي أنه قال : لا يأتي على الميت اشد من أول ليلة فارحموا موتاكم بالصدقة، فان لم تجدوا فليصّل أحدكم ركعتين له.
وهي ركعتان يقرأ في الأولى بعد الحمد آية الكرسي والأحوط لزوماً قراءتها إلى قوله تعالى: (َهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ويقرأ في الركعة الثانية بعد الحمد سورة القدر عشر مرات وبعد التشهد والسلام يقول: (اللهم صل على محمد وآل محمد وابعث ثوابها إلى قبر فلان) ويسمّي الميت، وفي رواية بعد الحمد في الأولى التوحيد مرتين وبعد الحمد في الثانية سورة التكاثر عشراً، ثم الدعاء المذكور، والجمع بين الكيفيتين أولى وأفضل.
ووقت أدائها على النحو الأول الليلة الأولى من الدفن، فإذا لم يدفن الميت إلاّ بعد مرور مدة أخرّت الصلاة إلى الليلة الأولى من الدفن ، أمّا على النحو الثاني فظاهر الرواية الواردة به استحبابها في أول ليلة بعد الموت، ويجوز الإتيان بها في جميع آنات الليل، وان كان التعجيل أولى.

والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين