هكذا يتحدث العقاد..
لست أهوى القراءة لأكتب، ولا لأزداد عملا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذهِ الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة.
القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذهِ الحياة عمقا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب. فكرتك أنت فكرة واحدة، شعورك أنت شعور واحد، خيالك أنت خيال فرد واحد إذا قصرته عليك، ولكنك إذا لا قيت بفكرتك فكرة أخرى، ولاقيت بشعورك شعور آخر، ولاقيت بخيالك خيال غيرك، فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين، وأن الشعور يصبح شعورين، وأن الخيال يصبح خيالين .. كلا ..
وإنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات الفكر في القوة والعمق والامتداد..؟