ورد في كتاب التلويحات أن افلاطون الفيلسوف
قال : في أحيان كثيرة حين التريض كنت اختلي بنفسي ، وأتأمل في أحوال الموجودات المجردة المادية ، وكنت استلقي وكأني تعريت من لباس الطبيعة ، أتفكر في كل ذرة من ذراتي ، وقد خرجت من كل شيئ ولا ارى غير ذاتي .
وكان يغمرني في تلك الحالة أحساس نوراني عجيب وأخاذ ، وأحلق في عالم من المحاسن الغريبة التي تأسر القلب ، وأمسي مبهوتاً حائراً واوقن بأني جزء عظيم وشريف من العالم الروحاني العلوي ، واتمتع بحياه نشطة فعالة ، واشرع بعد ذلك بالسمو الفكري ، واحلق نحو العوالم الألهية سابحاً في الجلال الرباني ، وبهذه الطريقة ، كنت ارتقي ، واستقر في ذلك العالم النوراني وتتعلق به وارتبط به ، واجد نفسي شاهداً ذلك الموقف الشريف ، وهذا الموقف من الجلال والبهاء والنورانية ، بحيث يعجز اي لسان عن وصفه ، واي ذهن عن تصوره ورسمه..