هناك زوجان يحبان بعضهما لكن طباعمهما مختلفة بحيث ان الرجل هاديء جدا والزوجة عصبية منفعلة متسرعة تثور من ابسط الاشياء ..وكانت شديدة الانتقاد لزوجها الذي تنعته بالبرود وفي يوم كانوا مسافرين على متن الباخرة وفي وسط البحر هبت عاصفة عاتية .جعلت الباخرة تتمايل ونتيجة ذلك فقد الطاقم السيطرة عليها وفجأة حدثت فوضى وهرج ومرج بين الركاب اثر تبليغهم من القبطان ان السفينة ستغرق وذلك لحصول عطب فيها ولم تفلح محاولات اصلاحه .ونداءات الاستغاثة لاتصل الى فرق الانقاذ. فكان الركاب يجوبون السفينة ذهابا واياب ومنهم من يبكي ومنهم من يدعو وكانت الزوجة تركض يمينا وشمال وزوجها يجلس على كرسي مسترخي وكأن الامر لايعتيه ...فنظرت اليه زوجته واستغربت من تصرفه فتقدمت اليه وسحبته من قميصه قائلة له ..ماهذا البرود حتى في هذه اللحظة نوشك فيها على الموت غرقا ..وكان امام الزوج صحن فيه سكين وشوكة التقط السكين ومسك زوجته ووضع السكين على عنقها ..فاذا بها تبتسم .. سألها كيف تبتسمين وانا اريد ان اذبحك ؟.. اجابته لايمكن ان تفعل ذلك لانك تحبني ... رد عليها هذا ونحن بشر فكيف لنا ونحن بين يدي الله الذي يحبنا اكثر مما تحب الام ولدها فهو ارحم الراحمين ..ثم هل بامكاننا ان نغير من القدر المحتوم . غير ان ندعو الله وانا هنا ادعو الله اللطف بنا .. فتراجعت واقتنعت بكلام زوجها وجلست بقربه واذا بنداء القبطان يزف البشرى للركاب بان نداء الاستغاثة وصل الى الميناء وارسلو لنا فرق الانقاذ وهي في الطريق الينا .. فظهرت تباشير الفرح على جميع الركاب وعلت صيحات التكبير والشكر لله سبحانه وتعالى .من هذه القصة نعرف ان الله لاينسى احدا وهو في اسوء الظروف والاحوال وان فرجه قريب