وحده الصمت هو ذلك الشيء العاري الذي يخلو من الكذب ...
وحده الصمت هو ذلك الشيء العاري الذي يخلو من الكذب ...
علي هامش السيرة المباركة :
الرسائل لا تُكتب هكذا ...لا يمكنها التفاؤل بشيء محبب ... حين تكون العناوين غارقة في الصمت ... الازقة تلك لا تعرف معنى ان تكون ملاصقاً لتفاصيلها العقيمة ... وان الشعارات التي كانت تلهو على جدرانها لا يمكنها القبول باي شيء خارج الدائرة ... نعم .. يمكنها فقط تأويل الاحاديث الجانبية باعتبارها غير رسمية ... لكنها لا يمكن ان تراودها عن حروفها القاسية لحظة الانتشاء ... ما تزال هي والكؤوس تصطف على قارعة رصيف هرِم .. اطال المكوث خلف الباب بانتظار الاياب .. هكذا هي الازقة حين تحتفي بوجوهها الكاسدة .. المارة من امام نوافذها المعلقة .. والمؤجلة احيانا .. وفي احايين كثيرة المدوّنة على ساعاتها الشائنة والكامنة خلف القلوب ... هي ايضا تباعد بين ابوابها حتى لا تسترق السمع .. على الرغم من انصات للآهات الملقاة على عتباتها ... كيفما تكون .. فهي تتكفل بسرد القصة الكاملة .. تؤدي فضليتها الوحيدة في ان تكون وهماً من ليل باقِ الى الآن معاتباً ومكابراً .. رغم مرور سنينها العجاف .. فلم تعد الابار هي من ترسم الملامح .. لا لشيء الا لانها ما عادت تبتكر النضوح .. والنزوح .. تاركة خلفها الاسماء .. والانحاء ..والبوصلات العاطلة .. حيث لا جهة خامسة يمكنها التواري تفي بالوعد .. حين تعلن الازقة رسائلها المبطنة سيكون الحديث عنها هائماً بكأس وليلٍ !
على ذات الهامش ايضا ... الفقراء لا يجدون مكاناً يلعبون به الدومينو ... ثمة ساحة فاصلة بين الرؤوس الشوارع المربعة .. هي من تستهوي ( صاياتهم ) المتعبة .. والمرقمة كلٌّ بحسب وجهه ... في المقهى كان عامل قديم .. يركل الاكواب بيديه ثم يجمعها ليرتبها بنحو ينبي عن نظرة ثاقبة للامور .. لكنه لا يصرح بشيء من فتات قراءة الامس .. حين كان يحمل كتاب شيوعياً بلون برجوازي .. حتى ان تعليق الصور المتناظرة للشيوخ الافاضل لم يعد الشغل الشاغل له .. فراح يعاتب لحظاته الهامسة ان تكون رسائلاً فجة ...
على هامشها ايضا :
لم يعد الاختباء مشروع نفاذ ابداً !!
ربي انت اعلم ما في صدري فأعني على ذلك
ملامح شبه واضحة
احبك کـ صدفه عجوز
ذهبت لترى من طـآرق البـآب واذا بہ ابنهآ الـذي سجن منـذ عشرين عآـما
يمكن
ما زلت موبوءاً به .. مسكوناً بالشبه المطبق علي منه .. أحبه لا على نية الغزل .. هكذا فقط
منذ اربعين قلقاً .. يحملني غضاً بين رزمة من أوراق فارقتها البسملة ... تتغير أختامها الرسمية ويبقى هو أنا ..
لاتسقني ماء الحياة بذلة ..... بل فأسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم ..... وجهنم بالعز أطيب منزل
عنترة بن شداد