اقرأ هذا البحث ابو حسين .. قريت موضوعك وذكرت هذا البحث خازنتة عندي ع الحاسبة
نقلتة الك هو والمصادر مالتة
تقبل مروري الطوووووويل جداااا
﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ... ﴾ [1] .
أنكروا وجود هذه البشاره في بشائر المسيح ( عليه السَّلام ) بحجّة خلوّ الأناجيل عنها !!
لكن البشارة موجودة , و القوم حرّفوها في التراجم تحريفاً .
جاء التبشير بمقدم سيّدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) في وصايا المسيح ( عليه السَّلام ) للحواريّين و الذين اتّبعوه بلفظةٍ تدلّ على وصف المبشَّر به بأنّه { كثير المحمدة } المنطبقة مع لفظة {أحمد} و هو أفعل التفضيل من الحمد .
و كانت لغة المسيح التي بشّربها هي العبرانية , و هي لغة إنجيل يوحنّا الذي جاء فيه هذا التبشير , لكنّها ترجمت إلى اليونانية , ولم يعرف المترجم , و لا سبب الترجمة إليها . . . و ضاع الأصل, ولم يعد له وجود حتّى الآن .
و التراجم الموجودة حاليّاً هي تراجم عن النُسَخ اليونانية . . و البشارة في اليونانية كانت بلفظة { بير كلو طوس } و معناها : { الذي له حمدٌ كثير } .
لكن القوم حرّفوا اللفظة إلى { باراكلي طوس } لتترجم إلى المبشّر أو المسلّى أو المعزّى .[2]و جاء تعريبها { فارقليطا } كما هو معروف .
***
يقول الأستاذ النجّار : كنت في سنة 1893 ـ 1894 ميلادي طالباً بدار العلوم في السنة الاُولى , و كان يجلس بجانبي ـ في درس اللغة العربية ـ العلّامة الكبير الدكتور { كارالونلينو } المستشرق التلياني , و كان يحضر درس اللغة العربية بتوصية من الحكومة الإيطالية . فانعقد أواصر الصحبة المتينة بيني و بينه, و كان المرحوم { أحمد بك نجيب } يعطي محاضرات في الانفتياتر و العمومي , و كنّا نحضرها و نعطي ملازم من كتابه { الأثر الجليل في قدماء وادى النيل } . ففي ليلة السابع و العشرين من شهر رجب سنة 1311 خرجنا بعد المحاظرة و سرنا في { درب الجماميز } فقال لي الدكتور{ نلينو } : هذه الليلة ليلة المعراج ؟ قلت : نعم . فقال: و بعد ثلاثة أيام عيد السيّدة زينب ؟ فقلت : نعم . . .
ثم قلت له ـ و أنا أعلم أنّه حاصل على شهادة الدكتوراه في آداب اليهود اليونانية القديمة ـ: ما معنى { بيريكلتوس }؟ فأجابني بقوله : إنّ القسس يقولون : إنّ هذه الكلمة معناها { المعزّى } . فقلت: إنّي أسأل الدكتور { كارلونينو } الحاصل على الدكتوراه في آداب اللغة اليونانية القديمة و لست أسأل قسّيساً ! فقال : إنّ معناها : { الذي له حمدٌ كثير } . فقلت : هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من حَمَدَ ؟ فقال : نعم ! فقلت إنّ رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) من أسمائه { أحمد } . فقال : يا أخي أنت تحفظ كثيراً . . . و قد ازددت بذلك تثبّتاً في معنى قوله تعالى حكايةً عن المسيح : ﴿ ... وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ... ﴾ [3] .[4]
و قال الحجّة البلاغي : الكلمة في الأصل اليوناني { بير كلو طوس } الذي تعريبه { فيرقلوط } بمعنى { كثير المحمدة } الموافق لاسم { أحمد } و { محّمد } . لكنّهم صححّوه ـ حسب زعمهم ـ إلى { بيراكلي طوس } و يعبّرون عنه بـ{ فارقليط } كما عن التراجم المطبوعة بلندن سنة ( 1821 و 1831 و 1841 م ) و مطبوعة وليم بلندن ( 1857م ) على النسخة الرومية المطبوعة سنة ( 1664م ) و الترجمة العبرية المطبوعة سنة ( 1901م ) . لكن أبدله بعض المترجمين إلى لفظة { المعزّى } أو { المسلّى } و شاع ذلك .[5]
***
و ذكر محمّد بن إسحاق المؤرخ الإسلامي المعروف صاحب السيرة النبوية المتوفّى سنة ( 151هـ ) نقلاً عن إنجيل يوحنّا أن كلمة البشارة كانت بالسريانية { المُنلْحَمَنّاً } , و هي بالرومية { البَرَقليطس } , [6] يعني : محمّداً ( صلى الله عليه و آله ) قال : و قد كان فيما بلغني عمّا كان وضع عيسى بن مريم فيما جاءه من الله في الإنجيل لأهل الإنجيل من صفة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ممّا أثبت لهم { يُحنَّس } الحوراي [7] لهم حين نسخ له الإنجيل عن عهد [8] عيسى بن مريم ( عليه السَّلام ) في رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) أنّه قال : { من أبغضني فقد أبغض الربّ , و لولا أنّي صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحد قبلي ما كانت لهم خطيئة و لكن من الآن بطروا و ظنّوا أنّهم يعزّونني , [9] و أيضاً للربّ . و لكن لابدّ من أن تتمّ الكلمة التي في الناموس : أنّهم أبغضونني مجّاناً [10] أي باطلاً . لو قد جاء { المُنللْحمنّا } هذا الذي يرسله الله إليكم من عند الربّ خرج , فهو شهيدٌ عليَّ و أنتم أيضاً , لأنّكم قديماً كنتم معي . في هذا قلت لكم لكيما لا تشكّوا .[11]
و هذه العبارة الأخيرة أيضاً جاءت في إنجيل يوحنّا , هكذا : و متى جاء { المعزّى } الذي سأرسله أنا إليكم من الأب روح الذي من عند الأب ينبثق , فهو يشهد لي , و تشهدون أنتم أيضاً , لأنّكم معي في البتداء .[12]
قال ابن إسحاق: و المُنحمنّا بالسريانيّة : محمّد . و هو بالروميّة : البَرَقْليطِس ( عليه السَّلام ) .
انظر إلى هذه التطابق مع إنجيل يوحنّا قبل اثني عشر قرناً , و كيف حصل التحريف في لفظه إلى { المعزّى} و غيره . [13]
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
[1] القران الكريم : سورة الصف ( 61 ) ، الآية : 6 ، الصفحة : 552 .
[2] جاء في إنجيل يوحنّا , إصحاح 15 / 26 و27 : و متى جاء المعزّى الذي سأرسله أنا إليكم من الأب روح الحقّ الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضاً لأنّكم معي من الابتداء .
وفي إصحاح , 16 / 7 : لكنّي أقول لكم الحقّ , إنّه خيرٌ لكم أن أنطلق , لأنّه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزّى , و لكن إن ذهبت أرسله إليكم .
و في النسخة الفارسية جاءت عبارة { تسلّى دهنده } : أي المسلّي .
[3] القران الكريم : سورة الصف ( 61 ) ، الآية : 6 ، الصفحة : 552 .
[4] هامش قصص الأنبياء للنجّار : 397 ـ 398 .
[5] راجع : الرحلة المدرسية للبلاغي : 2 / 33 .
[6] و لعلّه يقصد بالرومية اليونانية , حيث اتصال العرب باليونان يومذاك كان عن طريق الروم الشرقية .
[7] و لعلّه محرّف { يوحنّى } , حيث البشارة بذلك موجودة في إنجيل يوحنّا , إصحاح 15 / 26 .
[8] ظاهر العبارة أنّ هذا الإنجيل كُتب متأخراً عن عهد المسيح ( عليه السَّلام ) و هو كذلك , لأنّ الأساقفة اجتمعوا عند يوحنّا سنة 96 و قيل : 65 و التمسوا منه أن يكتب لهم عن المسيح و ينادي بإنجيل ممّا لم يكتبه أصحاب الأناجيل الاُخر . ( راجع : قصص الأنبياء للنجّار : 401 ) .
[9] أي يغلبونني .
[10] و جاءت عين العبارة في إنجيل يوحنّا , إصحاح : 15 / 23 ـ 25 هكذا : { الذي يبغضني يبغض أبي أيضا ً. لو لم أن قد عملت بينهم أعمالاً لم يعمله اأحد غيري لم تكن لهم خطيئة . و أمّا الآن فقد رأوا وأبغضوني أنا و أبي . لكن لكي تتمّ الكلمة المكتوبة في ناموسهم : إنّهم أبغضوني لا سبب...} .
[11] راجع : سيرة ابن هشام : 1 / 284 ؛ و الروض الأنف : 1 / 264 .
[12] إصحاح : 15 / 26 ـ 27 .
[13] شبهات وردود حول القرآن الكريم : 94 ـ 97 ، تحقيق : مؤسسة التمهيد ، الطبعة الثانية / سنة : 1424 هـ 2003 م ، منشورات ذوي القربى ، قم المقدسة / الجمهورية الاسلامية الإيرانية .